Array
إليك كلام ابن كثير بالنص:

"وفي هذا الذي قاله مقاتل نظر؛ فإن رسول تزوج بأم حبيبة بنت أبي سفيان قبل الفتح، وأبو سفيان إنما أسلم (4) ليلة الفتح بلا خلاف. وأحسن من هذا ما رواه بن أبي حاتم حيث قال:
قُرئ على محمد بن عَزيز: حدثني سلامة، حدثني عقيل، حدثني ابن شهاب؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم استعمل أبا سفيان بن حرب على بعض اليمن، فلما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم أقبل فلقي ذا الخمار مرتدًا، فقاتله، فكان أول من قاتل في الردة وجاهد عن الدين. قال ابن شهاب: وهو ممن أنزل الله فيه: { عَسَى اللَّهُ أَنْ يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عَادَيْتُمْ مِنْهُمْ مَوَدَّةً وَاللَّهُ قَدِيرٌ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ }.
وفي صحيح مسلم، عن ابن عباس: أن أبا سفيان قال: يا رسول الله، ثلاث أعطنيهنّ. قال: "نعم". قال: وتؤمّرني أقاتل الكفار كما كنت أقاتل المسلمين. قال: "نعم". قال: ومعاوية تجعله كاتبًا بين يديك. قال: "نعم". قال: وعندي أحسن العرب وأجمله، أم حبيبة بنت أبي سفيان أزوجكها... الحديث. وقد تقدم الكلام عليه (1) . (تفسير ابن كثير لسورة الممتحنة الآيات 7 – 9. ج 8. ص 89، 90) (الممتحنة السورة رقم 60 في كتاب الله)

طبعًا سيداتكم وبكل بساطة حجبت عنَّا وعن السادة المتصفحين قول ابن كثير:

وقد تقدم الكلام عليه
[/quote]
نحن ما حجبنا شيئا، ذلك أن التقدم إنما يكون في الكلام عن الحديث بعد إيراده والكلام الذي جئت به لا علاقة له بالحديث إلا من جهة زواج أم حبيبة بالنبي صلى الله عليه وسلم، وعلى هذا بنينا كلامه على أنه كان في موضع آخر شرحه وبينه، ولولا أني بحثت في كتابه -وإن كان بحثا سريعا- ولم أجد كلاما له عن هذا الحديث إلا في هذا الموضع لما اعتبرت الكلام هذا الذي تقدمه مقصده بقوله: "وقد تقدم الكلام عليه" ذلك أن العلماء في العادة حين يقولون قد تقدم الكلام عليه فإنما يشيرون إلى موضع في الغالب بعيد، كما وأنه تكلم هناك عن قول مقاتل، والذي فيه جعل المودة بين النبي صلى الله عليه وسلم كائنا بسبب زواجه، والذي هو في كما نص سابق، والزواج هنا التأكيد فيه والذي أشرنا إليه في ردنا وبياننا في مداخلاتنا السابقة لا علاقة له بالمودة بقدر ما هو إظهار وإبراز لمكانة أبي سفيان وعودة لدرجته، وعلى هذا اعتبرنا تعليقه على كلام مقاتل لا تعلق له بكلام ابن كثير فأسقطنا ما لا فائدة منه من قوله: "قد تقد الكلام عليه" وإلا فإن قول ابن كثير لا يضرنا في بياننا بشيء لنسقط منه أو ندلس كما تفعل أنت دائما.