إضافة إلى الاقتباسات المذكورة في مداخلتي السابقة، لفت انتباهي النص التالي الذي يلخص موقف الفلاسفة العدميين من الانتحار:

اقتباس:

Nihilist thinkers reject the emphasis on the power of the individual to create meaning and acknowledge that all things are equally meaningless, including suicide.

صحيح.
إذا كانت الحياة لا معنى لها، فالانتحار أيضاً لا معنى له.
ولكن ...
ألا يمكن النظر إلى الانتحار باعتباره تحصيل حاصل؟
فالقضية ليست إلا ترجيح أحد خيارين: إما التأجيل (الانتظار) أو التعجيل.
وإذا رجحنا التأجيل، فإلى متى؟

لا أخفي عليكم أني - مثل أكثر الناس - متمسك بالحياة ولا أريد أن أموت الآن، فالرغبة بالحياة موجودة رغم الشك في مبرراتها.
ولكن ...
إلى متى سأسمح لهذه الرغبة بالاستمرار؟
وهل من الحكمة تحمل ما قد يأتي من آلام وأحزان؟
وإلى أي درجة من الآلام والأحزان تستحق الحياة أن نتحمل من أجلها رغم اعترافنا بعبثيتها وخلوها من أي معنى؟
وما هو العدد المثالي لسنوات العمر؟
20؟ قليل جداً.
120؟ كثير جداً.
ألا يكفي 50 أو 60 مثلاً؟
إذا كان التزامنا العاطفي أو الأخلاقي تجاه أولادنا أو مجتمعنا هو ما يدفعنا إلى التمسك بالحياة، فإن هذا الالتزام يقترب من نهايته كلما اقتربنا من سن التقاعد، خاصة إذا لم يكن الوالدان على قيد الحياة ولا يوجد شريك (زوج).
بصراحة، أكثر ما يقلقني أني بعد أن أفرغ من التزاماتي تجاه من يحتاجني، لن أجد الوسيلة المناسبة لإنهاء حياتي قبل أن أضطر لتحمل أمراض الشيخوخة ومشاكلها.
لهذا أتمنى أن يتحقق قريباً حلمي بإنشاء مراكز (أو مركز واحد على الأقل) لاستقبال طلبات الانتحار ودراستها وتنفيذها بطريقة مناسبة.

بمناسبة حديث الزميل طنطاوي عن نظرية التطور وما تفرضه علينا من قواعد لمصلحة الجنس البشري، أقول ...
إن التفكير بالموت لا يتناقض مع هذه النظرية.
فالانتحار عند سن معينة لا يمنع المنتحر من توريث جيناته الجيدة وخدمة أبناء جنسه وبيئته قبل وصوله إلى تلك السن.
بل هو يخفف من الضغط على البيئة ويزيد من فرص بقاء الأجيال الصاعدة بدلاً من منافستها على الموارد المحدودة.

تحياتي.