أنا أقدم عاصمة للحزن ... و جرحي نقش الفرعون .
وجعي يمتد كسرب حمـــام من بغداد إلى الصين .
الأخت العربية السعيدة .:97:
وضع المراة هو أيضا وضع الرجل .. وضع الإنسان ،وهو متردي في كل أرض عربية بل و إسلامية ، الرجل ليس له حقوق و المرأة أيضا ليس لها حقوق سوى حقوق القبيلة و العائلة و الطبقة ، حقوق يدفع ثمنها ولاءات إقطاعية بلا معنى في عصر الإنسان الفرد و قداسته و حقوقه الكبرى ، ما أصعب أن يولد الإنسان عربيا مسلما والأشد صعوبة أن يكون إمراة عربية مسلمة ، و هي صدفة بيولوجية بحتة قد تفقد الإنسان كل إنسانيته و تلحقه بالممتلكات لرجل لا يقل عنها بؤسا سوى في القليل ، إن قضية المرأة أخطر من أن تترك معلقة برقاب النساء بل هي قضية الإنسان كل إنسان كونه إنسانا ، قضية الرجل كما هي قضية المراة على السواء ، هكذا يجب أن يفكر الرجل المتحضر بعيدا عن النسق الثقافي لقرود الغابات و جمال الصحراء و حمير الحقول البليدة .
إن كل انجازات حققتها المراة الشرقية كانت غالبا نتيحة جهود رجال عظماء أخلصوا للقيم البشرية العليا ، في مصر كان لدينا سعد زغلول و قاسم أمين و فتحي زغلول و أحمد لطفي السيد و طلعت حرب و ... ، هؤلاء الرجال الكبار كرسوا جهودا جبارة لتحرير المرأة من الحجاب و الأمية و الجهل في بدايات القرن الماضي ،و لكن وضع المرأة ينتكس عندما عقمت مصر انجاب الرجال الحقيقيين ، بل نجد المراة التي فقدت الوعي تذهب لإنتخاب الإخوان المسلمين كالأبله المسكين الذي يضع السكين في يد جلاده ،
مشكلتنا هي مشكلة معرفية و ليست دينية بالأساس ، فعندما نتحدث عن حقوق المرأة فنحن نتحدث عن شيء يختلف عما يقصده العالم المتحضر ، نحن تتحدث عن حقوق شرعية و نرى أن الإسلام أعطاها للمرأة وهذا طبيعي لأن نظرتنا لتلك الحقوق هي من منظور الإسلام نفسه و من الطبيعي أن يتسق الإسلام مع منتجاته هو !.أما نظرتهم لحقوق المرأة فهي نظرة الحضارة المعاصرة وهي نظرة تختلف عن النظرة الإسلامية بالكلية . بل إن حقوق الرجل و الإنسان بشكل عام أيضا مختلفة في الثقافتين الإسلامية و العلمانية الليبرالية المعاصرة . عندما أقرأ في التراث مثلا أن عمر بن الخطاب كان يرى أن حق الابن على أبيه أن يحسن تسميته و أن يعلمه أشياء تافهة جدا لا تستغرق سحابة نهار مثل ركوب الخيل ،و أقارنها بحقوق الأبناء في حضارتنا المعاصرة أجد الفرق هائلا ، فالابن صار ملكا متوجا يحميه العرف و القانون حتى يكتمل نموه ، و بالتالي أيضا تضاعفت مسئوليات الإنسان المعاصر في المقابل . نحن إذا نتحدث عن منظومتين مختلفتين من الحقوق و الواجبات ، مختلفتين ليس فقط في المدى بل بالأساس في النوعية و الفلسفة .
لهذا أقول مرة أخرى لكل من لفظه العصر في اليمن وكل الفلوات و على الأنهر العربية ..
إن نظرة المجتمع للمرأة تطورت بشكل جذري حتى صارت هناك قطيعة معرفية بيننا و بين عصر النبي ، فالمرأة لم تعد وعاء للمتعة و بيتا للشيطان ، بل هي رفيقة للرجل في مشوار الحياة .إن نظرتنا للمرأة تطورت بالأساس مع تطور فهمنا للعلاقة الجنسية فلم تعد تلك العلاقة مجرد إفراغ لشهوة الرجل بل شراكة كاملة بين متساويين لتبادل المتعة ، و الرجل العصري لم يعد يبحث عن بهيمة لمعاشرتها سويعات معدودة ثم يلقي بها حتى تفيض شهوته مرة أخرى ،و لكنه يبحث عن شريك متفهم عاقل ، شريك يتكامل معه جسمانيا و أيضا روحيا و عاطفيا و فكريا .
إننا لم نعد نربي بناتنا لخدمة الرجل وطاعته بل لتحقيق ذواتهن في الحياة مثلهن مثل الرجال تماما ،و لن تقبل الفتاة التي تنشأ في الأسر البرجوازية العربية في القاهرة أو دمشق و الرباط أن يضربها بعلها أو يهجرها في المضاجع ، بل ستطالبه بثقة بحقها في الارتواء الجنسي أو تسحبه إلى الطبيب ثم إلى المحكمة ، أما الضرب فلحسن الحظ لا يعترف القانون به كوسيلة للتفاهم بين الزوجين !.
لماذا إذا لا نغلق أبواب الجحيم و نترك الإسلام في مكانته كعقيدة و نعيش حياتنا العصرية وفقا لقيم عصرنا الإنسانية ، على أن نحسن الفرز فلا نقبل من حضارة العصر إلا ما هو جميل و إنساني وعادل .
و سلمت لكل خير .

تسجيل الدخول
اسم المستخدم:
كلمة المرور:	فقدت كلمة المرور؟
	تذكرني

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع		الكاتب	الردود	المشاهدات	آخر رد
	هل عبد العزيز بن باز شخصية حقيقية توجد أدلة موثقة تثبت وجودها ?	neutral	106	19,762	10-19-2012, 10:48 PM آخر رد: marie
	فقه الثورة وفقه العنف والجريمة ..لحظة داروينية في ربيع العرب بقلم: نارام سرجون	فارس اللواء	0	561	09-06-2012, 12:41 PM آخر رد: فارس اللواء
	رأي حول عمل المرأة ..	الــورّاق	22	5,008	12-17-2011, 05:42 PM آخر رد: الــورّاق
	دار الفتوى اللبنانية ترفض "حماية المرأة من العنف الأسري	السلام الروحي	6	2,556	07-04-2011, 11:10 AM آخر رد: tornado
	سعوديات يمارسن العنف ضد أزواجهن عبر التعذيب وصب الزيت	shahrazad	5	1,480	10-06-2010, 04:36 AM آخر رد: بسام الخوري