{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
الحنين الآثم للكتاب المُعـار
العلماني غير متصل
خدني على الأرض اللي ربّتني ...
*****

المشاركات: 4,079
الانضمام: Nov 2001
مشاركة: #5
الحنين الآثم للكتاب المُعـار
رائع يا "بسمة" ...

:redrose:

يبدو، يا صديقتي، بأن لدينا نفس المشاكل والهموم، ولكنك أكثر كرماً وسخاء مني. فأنا قررت منذ وقت طويل ألا أعير أي كتاب عندي. أما لو وضعتني الظروف في موقف حرج يجبرني على الإعارة، فإنني أعمد إلى "إهداء" الكتاب كي لا يؤرقني انتظار عودته، فأنا – مثلك – كثيراً ما أكتشف قيمة الكتاب وأهميته عندما أوشك على فقدانه. فالكتاب مثل أهلي وأقربائي وأصحابي، ما أن أكتشف بأنهم معرضون لشيء من الخطر حتى أحس بقيمتهم وأهمية وجودهم في عالمي.

هناك شيء آخر، عند المصابين "بداء الكتب" من أمثالنا، يجعل نبضهم يتسارع عند تعرض كتبهم "للتهديد أو للإعارة" أو لمجرد الابتعاد عن متناولهم. فالكتاب في مكتبتهم هو حصيلة تنخّل واختيار وساعات طويلة من استعراض عناوين شتى في المكتبات. لذلك فالكتاب عندهم ليس "قيمة نقدية" فحسب، ولكنه وقتهم ولهفتهم وخيالهم ورغبتهم و"محنتهم" (بالمعنى الشعبي المتداول) – إن جاز التعبير-. هنا يصبح الكتاب جزءاً لا يتجزأ من كيان الشخص وتوقه وطوق نجاته. هنا، نستطيع الحديث عن الكتاب "ككائن حي" ينعش حياتنا ويجمّلها بحضوره في مكتبتنا، ومن الطبيعي أن نخاف عليه لو "خرج ولم يعد" ومن البديهي أن نحّن إليه عندما يغيب عن أرضنا وسمائنا.

ذكرتني يا "بسمة" "بالآن هنا – أو شرق المتوسط مرة أخرى" "لعبد الرحمن منيف". وذكرتني بأن هذا الكتاب مفقود من مكتبتي منذ سنوات، وها هي الرغبة تجتاحني كي أعاود "التمتع بقراءته" ولا أجده بجانبي، ولكني أجد "ذكريات" تقول لي بأنني انصرفت عن حياتي برمتها مدة يومين كاملين أتممت فيهما قراءة هذه الرواية الساحرة حقاً من صفحتها الأولى حتى الأخيرة.
ذكرني "قلقك وحنينك" عند "إعارة الكتاب" بأن كثيراً من الكتب التي أحببتها – وأخصها الروايات – كانت عبارة عن "قنابل حارقة موقوته" في مكتبتي دهراً طويلاً، قبل أن أعيد اكتشافها فتحرقني وتنير دربي في آن. كان من بين هذه الكتب رواية "جين إير" "لشارلوت برونتي" (ترجمة: منير البعلبكي) التي اشتريتها لشهرتها ولثمنها المعقول في نفس اليوم الذي اشتريت فيه "كتاب النوادر – لأبي علي القالي". في طريق عودتي إلى البيت كنت قد بدأت أتصفح "نوادر القالي" المشهور بدوره؛ "فابن خلدون" يعده مع "العقد الفريد" و"الأغاني" و"البيان والتبيين" من أصول أمهات كتب الأدب العربي القديم.
وضعت "جين اير" في زاوية من مكتبتي وأعطيت جماع وقتي للأدب العربي القديم و"لأبي علي القالي" خاصة. مع الوقت أصبح كتاب "شارلوت برونتي" جزءاً من "ديكور المكتبة" ولم أعد أنتبه له كثيراً، حتى دعاني أخي إلى قضاء يومين معه في "القدس"، يعرّفني فيهما على المدينة مع وعد بقضاء وقت هاديء طيب.
اصطحبت معي بضعة كتب من مكتبتي لم "أعالجها" قبلاً كما يجب. وكان "جين إير" أول هذه الكتب المختارة، وكان شتاء "المدينة المقدسة" يضفي على محتوى كتاب "شارلوت برونتي" جمالاً على جمال. وعوضاً عن اكتشاف "شوارع القدس العتيقة" قبعت في منزل أخي على "جبل المكبّر"، ولم تجدِ معي محاولاته المتكررة لحثي على الخروج من أجواء "الريف الانجليزي" الماطرة إلا مرة واحدة مساء، ذهبنا فيها لتناول العشاء مع بعض في أحد المطاعم الفاخرة للمدينة القديمة.

بقي أخيراً أن لدي "مشكلة معاكسة" مع الكتب التي أستعيرها من المكتبات العامة. فطبيعة حياتي تفرض علي الهرع إلى هذه المكتبات للبحث عن كتب بعينها أكون بحاجة لها لشهر أو لشهرين. ومشكلتي تبدأ عندما ينتهي وقت الإعارة ويكون علي إعادة الكتب التي استعرتها إلى المكتبة، فأنا لا أقوى على مفارقة هذه الكتب و"أعصى" عليها بعض الوقت. يبدأ ذلك من خلال "تمديد" وقت الإعارة. وتصبح المشكلة ملحّة بعد أن ينتهي وقت التمديد ويكون الكتاب مطلوباً من قاريء آخر. عادة، أترك لنفسي بضعة أيام إضافية سرعان ما تنتهي ويصبح الاحتفاظ بعدها بالكتاب "مكلّفاً". فالمكتبة العامة ومكتبات الجامعة هنا تجبي مني حوالي "نصف دولار" عن كل يوم تأخير، وعندما يكون لدي حوالي عشرة كتب متأخرة، فمعنى هذا أنني مضطر إلى دفع "خمس دولارات" في اليوم كرسوم تأخير. أما لو جاوز التأخير مدة معينة فإن المكتبة تستطيع ملاحقتي قانونياً، بل أن بعض المكتبات الجامعية لديها تفويض بإرسال الشرطة إلى البيت لاستعادة الكتب المعارة، يتبعها فترة حرمان طويل من استعارة الكتب للشخص الذي خرق القانون.
لم أصل حتى اليوم – ولله المنة والحمد – إلى مرحلة الملاحقة القانونية وإرسال الشرطة إلى منزلي في إثر كتاب متأخر. ولكنك تستطيع أن تتحدث عن المبالغ الباهظة التي أدفعها شهرياً للمكتبة العامة دون حرج. كل هذا لأنه أهون عندي اقتلاع ضرس من أضراسي من أن أعيد بعض الكتب التي استعرتها إلى المكتبة. هل ما يدفعني إلى هذا ضرب من "الأنانية"؟ هل هي رغبة مجنونة في التملك والامتلاك؟ هل هو "عدم المسؤولية"؟ هل هو ضرب من "المازوخية"؟ لا أدري !! ولكني لا أذكر بأنني "أكلت" يوماً حقاً لمعارفي أو لاصحابي في شيء آخر – غير الكتب -، بل والأنكى أنني كثيراً ما أشتري الكتب وأهديهم إياها !!!

واسلموا لي
العلماني
04-15-2007, 11:35 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
الحنين الآثم للكتاب المُعـار - بواسطة بسمة - 04-15-2007, 08:55 AM,
الحنين الآثم للكتاب المُعـار - بواسطة Deena - 04-15-2007, 09:14 AM,
الحنين الآثم للكتاب المُعـار - بواسطة بسمة - 04-15-2007, 09:21 AM,
الحنين الآثم للكتاب المُعـار - بواسطة Deena - 04-15-2007, 10:39 AM,
الحنين الآثم للكتاب المُعـار - بواسطة العلماني - 04-15-2007, 11:35 AM
الحنين الآثم للكتاب المُعـار - بواسطة bassel - 04-15-2007, 02:49 PM,
الحنين الآثم للكتاب المُعـار - بواسطة بسمة - 04-15-2007, 04:44 PM,
الحنين الآثم للكتاب المُعـار - بواسطة بسمة - 04-15-2007, 04:54 PM,
الحنين الآثم للكتاب المُعـار - بواسطة بسمة - 04-18-2007, 05:13 PM,
الحنين الآثم للكتاب المُعـار - بواسطة بسمة - 04-18-2007, 05:16 PM,
الحنين الآثم للكتاب المُعـار - بواسطة بسمة - 04-20-2007, 11:13 PM,
الحنين الآثم للكتاب المُعـار - بواسطة بسمة - 04-20-2007, 11:19 PM,
الحنين الآثم للكتاب المُعـار - بواسطة بسمة - 04-20-2007, 11:29 PM,

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  معرض القاهرة الدولى للكتاب ( من 17 / 1 - 3 / 2 ) أيّ كتاب تتمناه ؟ داعية السلام مع الله 13 2,154 01-16-2006, 10:46 PM
آخر رد: بوعائشة

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS