Array

هل الليبرالية العربية والمصرية خصوصا كما يقال حامل لا تلد أبدا أم أنها صادقة الحمل هذه المرة

[/quote]
الزميل المحترم / بهجت

تحياتي و خالص تقديري على طرح هذا التساؤل المصيري و الذي طالما رغبت في الإستماع لوجهات النظر المختلفة حياله - و بوجه خاص المتفائلة منها - حيث أنني و إن كنت لا أمتلك وجهة نظر نهائية حيال هذا التساؤل إلا أنني أميل لوجهة النظر الأكثر تشاؤما.

ففي الوقت الذي لا نستطيع أن ننكر حالة الحمل - الحراك الإجتماعي - السائدة بالمجتمع المصري إلا أننا لا نستطيع تأكيد صفات المولود و إن كنا نرجح مولودا غير لا يحمل الصفات الوراثية لليبرالية بالمرة و هذا بعد الرجوع لمجموعة الآباء المحتملة لهذا المولود.

فكما قد أسلفتم سيادتكم :-
Arrayففي هذا الإطار الفضفاض يوجد ألوان عديدة من النشطاء السياسيين والفكريين ، هؤلاء الليبراليون تختلف أولوياتهم من التحرير الاقتصادي والليبرالية الاقتصادية إلى التحرير السياسي والديمقراطي .... [/quote]

فنحن لا يجب أن نتفاءل بالمرة بدعوى ليبرالية مصدرها الإخوان المسلمين مثلا - و هم لمن لا يعلم أقوى التيارات السياسية جماهيرية بالشارع المصري الآن - فالمولود جزما ليس من جنس ليبرالي حتى و إن سميناه كذلك.

و الراصد المدقق لبعض منابر الرأي - المستقلة و ليس الحكومية أو الحزبية - إن تعدى مرحلة الإنبهار بشعارات ترفعها تلك المنابر و الدهشة لتجرؤها لأول مرة على النظام الحاكم و شخص رئيس الجمهورية بل و أسرته - إن إستطاع تعدي ذلك كله فسيصاب بالدهشة من كم التناقضات و بالشك الأكيد في جنس المولود الذي تبشر به آراء تلك المنابر.
و يمكننا أن نتابع جريدة مثل الأسبوع كمثال على هذا التناقض المستتر - بل و لا تبتعد كثيرا جريدة مثل الدستور عن هذا السياق.
و الموضوع ليس إتهاما لتلك المنابر التي نكن لها إحتراما كبيرا على جميع المستويات - ليس إتهاما لها بممارسة النفاق أو التقية - بل قد يكون الأمر أعقد من ذلك.
ففي الوقت الذي قد يبدو فيه كمثال الدعوة لمساندة الإخوان المسلمين و الدفاع عن حقوقهم الدستورية المهدورة في ممارسة العمل السياسي - في الوقت الذي يبدوا فيه مثل تلك الحملات متسقة تماما مع ما تؤمن به تلك المنابر من قيم ليبرالية - إلا أنه و للأسف - فعمليا و تطبيقيا تلك الدعوة هي بمثابة العمل على تدمير أي ما يتعلق بالليبرالية من بعيد أو قريب إذا ما تركناها بأيدي الإخوان المسلمين.

و عكس المثال السابق صحيح أيضا - فقد يبدو تناقضا شديدا موقف بعض المنابر الأخرى و هي تدعوا لذات الليبرالية مع تحريضها على مصادرة حرية و حقوق ذات الجماعة أيضا.

هذا التناقض المحير أعلاه - قد يعبر بشكل جلي عن الغياب الفعلي و الحقيقي للأب الشرعي الوحيد لمخاض ليبرالي حقيقي - و هو على بنية إجتماعية أكثر عمقا من البنيات السياسية و غيرها للمجتمع - و هي البنية المعرفية له.

فالليبرالية لم و لن تكون منتجا شيطانيا جاهزا للتطبيق - أو للولادة - تحت ضغوط دعاوى سياسية أو حتى تدخلات خارجية - بل هي نتيجة لغيرها من التغيرات الإجتماعية و أولها الحالة المعرفية للمجتمع.

و من هذا المنطلق أختلف بشدة مع الآراء المطالبة للتدخل الخارجي - ليس فقط لإيماني التام بعدم وجود جدوى مباشرة و فورية من هذا التدخل - و إن كان لا نستطيع إنكار إمكانية حدوث بعضا من التأثير - لكن أيضا لأن هذه المطالبة تفترض في الآخر صفة الملائكية و هو بالتأكيد ليس كذلك - فالثمن المدفوع مقدما سيكون فادحا على كافة المستويات - في مقابل مجهول و قد يكون وهما خالصا.

و للحديث بقية ,,

مع كامل إحترامي و تقديري ...

تسجيل الدخول
اسم المستخدم:
كلمة المرور:	فقدت كلمة المرور؟
	تذكرني

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع		الكاتب	الردود	المشاهدات	آخر رد
	الحل الثالث : الليبرالية الاجتماعية	الجواهري	0	635	09-10-2013, 02:45 PM آخر رد: الجواهري
	إعلان السابع من مايو “يوم الليبرالية” الأول في السعودية ..	بسام الخوري	1	921	05-08-2012, 02:32 AM آخر رد: بسام الخوري
	رد الدكتور سليم العوا علي الشيخ حازم شومان بشأن أفكاره عن الليبرالية	فارس اللواء	5	3,152	08-03-2011, 09:05 PM آخر رد: فارس اللواء
	غيبوبة المثقفين الجدد .	بهجت	50	14,580	10-25-2010, 08:52 AM آخر رد: بهجت
	الليبرالية = اتباع الهوى	fares	3	1,347	03-09-2010, 02:56 PM آخر رد: أسامة مطر