أبو خليل
عضو رائد
المشاركات: 3,575
الانضمام: Nov 2004
|
ثورة الارز....
March Attacks
إن الشخصيات الوارد ذكرها في هذه الملحمة ليست من نسج الخيال إلا أنها لا تمت إلى الواقع بصلة لأنها تعيش في عالم خاص من الأوهام و الخيالات و الهلوسات .
ذات إثنين مشرق كان كيوبيد يطوف سماء ربوعنا الخضراء يبحث عن ضحاياه المفترضين كي يرميهم بسهام العشق و الهيام , و لكن كانت هناك ضحية من نوع آخر على موعد حتفها المحتوم , فقد إمتدت يد الغدر كي تنال من مجاهد كبير و بطل عظيم هو الشهيد المظلوم أحمد أبو عدس
و دخلت البلاد في معمعة تشبه شوربة العدس.
و حدث أن ذهب ضحية الإنفجار نفسه شخصية كانت تمر بالصدفة في مكان الحادث , نعم فقد قضى خاتم الأغنياء و الموسرين و جامع اموال الأولين و الآخرين رفيق بن بهاء الحريري عليه و على آله الكلام و الإستفهام .
و فجعت أمة السوليدير برحيله و تنادت جموع المؤمنين بجنة وسط بيروت و شدت الرحال إلى قريطم حيث موضع الرسالة كي تبايع إبنه بهاء وريثاً للعرش , لكن الأخير رفض المنصب و الوظيفة ( أو أجبر على الرفض لا فرق ) فما كان من المبايعين إلا أن بايعوا سعداً , و لو رفض الأخير لبايعوا فهداً أو حتى هنداً , المهم أن لا تخرج الولاية عن آل البيت الكرام , و بذا تمت أول فصول الديمقراطية غلى طريق بناء لبنان الجديد.
و صار سعد ولي أمر المفجوعين و خليفة حاكماً بأمر أبيه , و أعلن إنطلاق ثورة الأرز المظفرة المنصورة بعون أمريكا و فرنسا و كل غيور على لبنان و عروبته و حريته .
أما فيلسوف الثورة الأعظم و منظرها الأول , العقل الكامل المتعالي في حكمته , المفكر المتنور جا بول لاط , فقد فجر قنبلته الوجودية المصيرية : إلى أين ؟
و تهافت حراس الهيكل اللبناني المقدس و المصلحين و الديمقراطيين و صفوة خلق الله و خيرهم للزود عن حياض ثروتهم ( غير مححدة الماهية ) في وجه الهجمة و طالبوا بلجنة تحقيق دولية تميط اللثام عن حقيقة هذه الجريمة المروعة .
و بالفعل فقد ترأس المحقق اللامع و المفتش البارع كلوزو خشان هذه اللجنة و عين السيد ميليس الآري العرق ناطقاً رسمياً لها.
و لم تكد تمضي بضع ساعات حتى تمكن كلوزو ببراعته و دهائه المعروف من فضح حقيقة ما جرى , و تكفل الناطق الرسمي بتبيان الوقائع , لقد إجتمع مجلس قيادة البعث و أصدر حكماً بإعدام المغدور , و هو شكل لهذه الغاية فريقاً من نحو خمسمئة شخص أو أكثر عملوا بسرية مطلقة تحت إشراف أربع رؤوس أداروا العملية , و صدقوا او لا تصدقوا لقد نجحوا.
غيبت حقيقة ان العملية كانت تستهدف القئد الإسلامي العتيد أبو عدس الذي كان سيصبح صلاح الدين الجديد و قائد الامة نحو النصر المؤزر .
صعق أصدقاء الفقيد و رفاق دربه الذين ما زاروه في دارته يوماً لهول الصدمة و خرجوا على ولي نعمتهم السابق و أعلنوا الحرب عليه , و شكلوا لهذه الغاية مجلساً لفيادة الثورة تحت إسم " قوات المستقبل التقدمية الإشتراكية ", و حازوا دعم القوى الإستعمارية الإمبريالية منجزين بذلك أغرب خلطة في تاريخ السياسة العالمية الحديثة .
بدأت الحرب بحملة ساحقة ماحقة شنها خطباء مفوهون مستخدمين الذخائر المحرمة وطنياً , و إستخدمت الراجمات و المدافع من طراز عيدو و أبو فاعور و زهرا .
و جرد ميشال نايلة معوض جيشاً من التصريحات و زحف يه نحو مقر الشر و مستقره في ريف دمشق , و سارت جحافله تدك قصور البعثيين العفلقيين على أنغام موسيقى " ماما زمانها جايه "
و صال فرسان موائد عوكر المستديرة و جالوا , مسطرين ملاحم بطولية في ساحات المنازلات الكلامية منزلين بخصومهم خسائر معنوية جمة , و كبدوهم مواجع فادحة في شرفهم و عروبتهم و وطنيتهم.
أما الخليفة المتوج على ضريح الإمارة و المؤتمن على مسيرة الإعمار و الإفقار و التهجير فقد أصدر حكماً تاريخياً مبرماً : من ليس معنا فهو قاتل , و مصيره جهنم و بئس المصير و لن يدخل جنة المجلس النيابي العتيد .
أما فيلسوف الأمة و مرشدها الروحي فقد أعاد تصويب صواريخه العابرة للحدود و المزودة برؤوس الإزدراء و العنصرية , و التي تسير بدفع الوقود الطائفي نحو العدو الصهيوني , حاصداً بذلك نحو سبعة عشر ألف صوت في بعبدا عاليه .
و إكتسحت جحافل الحداثة مقاعد المجلس في فتح مؤزر للديمقراطية الوليدة , و جيئ بأمين خزانة العهد البائد العبد الفقير لله تعالى , الزاهد العابد , الناسك المتصوف فؤاد السنيورة رئيساً للوزراء , حاملاً معه شعاراً ثورياً : أعطوني أموالكم و خذوا دموعي !!!!
يتبع
|
|
04-25-2007, 12:08 PM |
|