لماذا وسائل (14 غير وطني) كانت حزينة على أولمرت بعد تقرير اللجنة!!
• دول عربية معتدلة تبرعت لمساعدة أولمرت ما بعد أزمته هذه
• التقرير أنصف المقاومة والحزب رغم عنصريته الوقحة والقبيحة


كيف يراد منا أن نقول أن هؤلاء يمثلون الشعب اللبناني وهم أكثر الناس أذية للوطن ولشعبه، إنهم من لبنان ولكنهم لا ينتمون إليه... هذا أجمل ما يقال عن تلفزيونات زمرة (14 غير وطني)، وحتى لا يقال أننا ننتمي إلى من يتجنى على ألآخرين فقط أشير إلى محطة ( LBC ) و ربيبتها محطة \" المستقبل\"، كف نقلا خبر لجنة فينوغراد بحزن، وعلقا في نشرة المساء بكثير من اللطم والبكاء، كان الخبر كما لو أن كارثة حدثت على الأمة، حزن ولا بعده الأحزان، تعليقات تبرر ما فعله أولمرد بشيء من الغباء وترسم تأكيدا على صداقتها له من خلال تعاطفها... مؤسف هذا الذي ظهر في نشرتهم المسائية يوم إعلان التحقيق الحدث، فإذا كانت وسائل إعلامهم بهذا المستوى الفاضح ماذا ستكون أفكارهم وتصرفاتهم في القريب العاجل، وهل سيرتدون السواد حدادا على اعتراف لجنة فينوغراد بانتصار المقاومة اللبنانية وحزب الله؟!
كان المفروض في خطاب هذه التي تدعي أنها لبنانية وتعشق الحياة أن تتنبه إلى أن لجنة التقرير عنصرية بامتياز، وأنها تأسفت في تقريرها لعدم قتل الجيش الإسرائيلي المزيد من اللبنانيين، فهي لم تحاسب جيشها على فعل غزوه وقتل الأبرياء، وتدمير بيوت الناس الآمنة بل اعتبرت عدم زيادة تلك الأفعال تقصيرا فاحشا، وهزيمة!!
لا شك أن التقرير مر بمراحل كثيرة وأخرها أن البيت الأبيض اطلع عليه قبل نشره، وما سرب إلى الصحافة الإسرائيلية كان مخططا له حتى يصل منهكا، ولا يصدم بقراراته المجتمع الصهيوني، والبيت الأبيض فقط حذف منه أسماء العملاء من زمر 14 غير وطني ممن ذهب إلى واشنطن وإسرائيل طالبا باستمرار الحرب على الشعب اللبناني، ومع ذلك التقرير فيه الكثير من النفاق والتستر على جيش العدو، فتبرير الفشل يقول بسبب عدم الاستعداد للحرب، وهنا قمة الكذب والخداع، فالقاصي والداني وعملاء لبنان والعرب وتحديدا في الخليج يعلمون أن إسرائيل تجهز لهذه الحرب منذ عام 2000، وأن القرار أخذ قبل 6 شهور، فكيف يراد منا أن نصدق التبريرات الإسرائيلية؟!
إن ما وجب قوله هو أن إسرائيل مكشوفة جدا، وهذا التقرير كشفها أكثر، وأن حرب 12 تموز كانت بقرار أميركي عربي وليس إسرائيليا، وجيش العدو كان مرتزقة ليس أكثر، لذلك غابت الخطة أو ضاعوا في شوارعها، والأهم في كل ذلك أن أنظمة دول الاعتدال العربي ( شي مضحك) إلى جانب إسرائيل مقتنعة أن زمن العرب مات وانتهى، لذلك مجرد سير جندي إسرائيلي في شوارع مدن العرب يحتلها، ولكن المفاجأة كانت من قبل أشرف الناس، حيث كانت المقاومة في أفضل استعداداتها، وما لم يشر إليه التقرير هو أن وفدا عسكريا إسرائيليا ذهب منذ أكثر من شهرين إلى أميركا لدراسة ماذا حدث في ألـ 33 يوما، ولماذا فشل جيش الدفاع في حربه على حزب الله والعرب؟
نعم العدو يعتبرها حربا على العرب وهزيمة، والسنيورة يعتبرها حربا ضد جماعة لبنانية غير فاعلة، وسعد الحريري يعتبرها حربا ضد من لا يريدهم في شركاته، وبعض دول الخليج ومصر والأردن تعتبرها حربا على شيعة لبنان، وجنبلاط كل همه أن يتخلص من الشيعة في لبنان ويعلن إمارته التي اعتقد أخيرا انها ضربا من الجنون، ويعمل على تأجيل التفكير فيها!!
علينا أن نقول : إسرائيل ما بعد التقرير، وزمر (14 غير وطني) ما بعد التقرير الفضيحة وما بعد أولمرت، هذا الأخير الذي ستعمل الحكومة الأميركية به كما فعلت في حكومة السنيورة، وستجعل الرأي العام الصهيوني منقسما كما فعلت في لبنان، ولكن وبعد أيام ستكون شوارع فلسطين المحتلة مزروعة بالمتظاهرين الصهاينة المطالبين بعزل واستقالة أولمرت، وهناك لا طائفية مثل بلادنا المتخلفة، وهناك لا مقاومة شريفة تحمي الموالاة والمعارضة، هناك قرارات حازمة، ومواقف تطيح بأولمرت ولا تستجيب للضغط الأميركي، أو لن تستجيب بمواقف العرب المقبلة والتي ستعتبر أولمرت شريكا في السلام مع أنه منذ برهة خرج من مذابح العرب مدمنا على قتل أطفالهم، نعم دول الاعتدال العربي ستبدأ حملة في وسائل إعلامها لتبيض صورة أولمرت، لا بل بدأت في بعض صحافة المال!!
نعم موقف دولة الكيان الصهيوني في خطر داخل مجتمعها، وأولمرت موقفه داخل منزله أكثر خطورة حيث زوجته وولده يطالبانه بالاستقالة والتفرغ للعمل المنزلي، وحزبه بدأ يضعف جماهيريا، والجيش ظهر بمظهر الساذج الغبي، والحكومة على رأسها بضعة أطفال لا خبرة ولا شخصية تميزهم، وفي لبنان كان وليد جنبلاط الأسرع في استيعاب الدرس ولكن على من ترفع مزاميرك يا بيك؟، وجعجع سيختفي بعض الأيام حتى يلقمونه الدروس، وتبقى الساحة لفؤاد السنيورة ليفتح فمه ويبرر أن لبنان انهزم وليس إسرائيل، وسيتكلم مع رايس كي تقف إلى جانب صديقه أولمرت في محنته...
نسيت أن أشير إلى صائد لحظات موت الآخرين ليستغلها في تواجده السياسي أمين الجميل فهذا طُلب منه من قبل سفير عوكر أن يحمل لواء التصعيد عن جنبلاط ويقذف بها يمينا وشمالا خاصة بعد أن سمع رد حزب الله برفضه رئيسا للجمهورية المقبلة في لبنان!!
نعم لبنان قبل مرحلة تقرير لجنة فينوغراد سيختلف في قوة مناصريه الشرفاء عما قبل، وزمرة (14 غير وطني) ستفاجأ بأن كذبها على جمهورها بان، وإسرائيل بعد التقرير تعرت أكثر لكنها ستجد من العربان من يتبرع في ستر عورتها!!

جهاد أيوب - 02/05/2007