أخي الكريم كبميوترجي ، الإخوة والزملاء
ما كنت لأعير هذا الموضوع اهتماماً لولا أني رأيتك ورأيت بعض الإخوة فيه ، فالموضوع من أساسه منتحل من كتاب "الحجاب وحجية الحديث" للمتفيهق والمتفلسف المستشار "محمد سعيد العشماوي" ، وهو من الذين يعمدون إلى ضرب الدين باسم الدين ، وله كتب أخرى لا تقل شرًا وخبثًأ عن الموضوع المطروح هاهنا .

وبما أن الزميل أبا رصاع قد نقل أفكار غيره ، فكلامي موجه إلى العشماوي لا إليه ، ولكن أعتب على زميلنا عدم التقيد بالأمانة العلمية .

أقول : إن الموضوع مليء بالجهل والتدليس ، فلقد خلط الكاتب الحق بالباطل ، فمن أمثلة هذا الجهل هو قوله عن حديث الآحاد :
(( الحديثين هنا من الأحاديث المصنفة عند الاصوبيين كأحاديث آحاد ، وهي الأحاديث غير التواترة أو المشهورة ، وهذا النوع من الأحاديث يرى السلفيون أنه يستأنس بها في التشريع ولا يجب قبولها كمصدر للتشريع ؛ بمعنى أنه لا يجوز جعل حديث آحاد مصدرا لحكم شرعي ، فما بالنا بفريضة؟! ))

فهذا القول ما هو إلا جهل فاحش فادح وفاضح ، فياليت شعري ، من هم هؤلاء السلفيون الذين يرون أن الآحاد للاستئناس ؟؟
فإن من يُعتد بهم من العلماء من أهل الإسلام متفقون على أن حديث الآحاد حجة في الأحكام الشرعية ولهم بعض التفصيل في ذلك ، ولكن اختلفوا في الأخذ به في العقيدة ، فالخلاف حول حجية حديث الآحاد هو في العقيدة لا الأحكام .

ثم لو كان عند الكاتب الحد الأدنى من العلم بالفقه والحديث لما نطق بمثل هذا الكلام في هذا المقام ، ولما قال بأنها للاستئناس ، لأنه لو علم لاحتج بأن الحديث الأول ضعيف ، والثاني مختلف في صحته ...

فلو علم الكاتب هذا الأمر لما وقع في مضيق الجهل والتعالم .

ثم لشدة الجهل عند العشماوي الذي يعتبر أحاديث الآحاد للاستئناس ، تناقض وقبل هذه الآحاد في سبب نزول الآية 59 من سورة الأحزاب ، والتي فيها أن الآية نزلت لتمييز الحرة من الأمة ، بل جعل عمدة كلامه وجهله عليها .

ويا ليت هذه الروايات في سبب النزول كانت صحيحة ، بل كلها روايات مرسلة إلا واحدة مرفوعة عن ابن عباس ولكنها شديدة الضعف ، فاعجبوا لمن يرى الآحاد للاستئناس كيف ترك عموم الآية لروايات آحاد ضعيفة ، بل ويقول مدلساً وملفقاً ((فالعلة محددة بالنص وهي التميز بين أحرار النساء وإمائهم )). مع أنك علمت عزيزي القارئ أن الآية ليس فيها ما يدعيه ، بل هي كما ذكرنا في روايات لم يصح منها شيء .

فيا أيها الإخوة الأعزاء ، لا تغتروا بهكذا مقالات مبنية على الجهل واستغلال البسطاء ، والهدف منها ليس كما يُظهر الكاتب نفسه انتسابه للإسلام ، بل الهدف منها ضرب الدين باسم الدين ، ويكفيك بطلان نتيجة هذا المتفلسف العشماوي بأن الأمة الإسلامية بكل فرقها ومذاهبها مجمعة منذ القرن الأول إلى يومنا هذا على أن حجاب المرأة فرض .
فهذا هو سبيل المؤمنين ، فالحذر من اتباع سبيل غير سبيلهم وتولي غيرهم .
وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا (النساء 115)
تحياتي
العميد