{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
الهوس الديني والفتن الطائفية
طيف غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 1,617
الانضمام: Jan 2002
مشاركة: #1
الهوس الديني والفتن الطائفية
الهوس الديني والفتن الطائفية


عصام عبدالله



علي مدار القرن العشرين ، نجحت الأصوليات الدينية في منطقة الشرق الأوسط في تحويل "أنصاف الاعتقادات" عند العامة إلى "اعتقادات تامة " ، وعرضت جميع المفاهيم الدينية لخطر التيبس والتحول إلى مجرد مظاهر خارجية . وأصبح الميل إلى تطبيق التصورات الدينية ، في جميع الأوقات وعلي كل الأشياء ، مظهراً عميقاً لحياة التدين والقداسة .

على أن هذا الميل نفسه ، بصفته ظاهرة ثقافية ، أنطوي على أخطار لا حصر لها ، نظراً لان الدين ينفذ في داخل كل ما في الحياة من علاقات ، ما يعني مزجا متواصلا لمضماري المقدس والمدنس ، بحيث أن الأشياء المقدسة أصبحت أكثر انتشاراً من أن تدرك وتحس بعمق .
ويدل التنامي الذي لا حد له للمحرمات والتابوهات وانتشار الفتاوى والتفسيرات الدينية على زيادة في "الكم" علي حساب "الكيف" نفسه ، وهو ما جعل الدين مثقلاً أكثر مما ينبغي ، بينما تراجعت القيم الأخلاقية – بشهادة الجميع - إلي أدني مستوي لها .

وسط هذا المناخ المشبع بالحساسية الدينية أو قل الهوس الديني ، ينعدم التمييز بين التقوى الحقة والمظاهر الدينية التزيدية .

والغريب في الأمر أن أغلب الأنظمة السياسية في المنطقة ، سواء بوعي أو دون وعي ، سرا أو علانية ، قد تسامحت إزاء تزييدات دينية كثيرة ، وهو ما حرك في نفوس البسطاء النزوع إلي الخرافات . وكان الانفعال المفرط لا يعد عندها مصدر خطر طالما بدد نفسه في الآخر المختلف دينيا وطائفيا ، أو في الخيالات المقترنة بالغلو او النشوات.

على أن هذه التزييدات الدينية نفسها سرعان ما أصبحت خطيرة ، بمجرد أن أراد أصحابها تطبيق مبادئهم على الحياة السياسية والاجتماعية ، وهنا فقط اضطرت الأنظمة إلي المواجهة تارة والمناورة تارة أخري والمساومة تارة ثالثة .

وفي كل الأحوال أصبحت الحياة في هذه البقعة الساخنة من العالم ، مشبعة بالدين إلى درجة جعلت معظم الناس في خطر دائم ، بسبب انعدام القدرة على التمييز بين الأشياء الروحية والأشياء الزمنية ، فإن أمكن رفع جميع تفاصيل الحياة اليومية "العادية" إلى مستوى "مقدس" ، فإن كل ما هو "مقدس" وبالقدر نفسه يغوص منحدراً الى مستوى الأشياء العادية، بحكم اختلاطه بالحياة اليومية . وكأن الخط الفاصل بين الأشياء الروحية والزمنية يكاد أن ينعدم ، فتختلط شهوة الاستشهاد والشهادة بشهوة سفك الدماء والإرهاب .

الأخطر من هذا أن بسطاء الناس أصبحت لديهم قابلية شديدة للثوران فجأة ، إلى درجة لا مثيل لها من الانفعال الديني ، تلبية لكلمة متحمسة تصدر عن واعظ هنا ، أو إشاعة مغرضة من خطيب هناك ، وهو ما حدث ويحدث بالفعل مع كل فتنة طائفية في المنطقة ، في العراق والبحرين واليمن ولبنان وفلسطين ومصر والسودان والمغرب وما بينها .

05-16-2007, 01:21 AM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
الهوس الديني والفتن الطائفية - بواسطة طيف - 05-16-2007, 01:21 AM
الهوس الديني والفتن الطائفية - بواسطة الحر - 05-16-2007, 09:37 AM,
الهوس الديني والفتن الطائفية - بواسطة طيف - 05-17-2007, 12:03 AM,

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  التطرف الديني والحروب العربية فارس اللواء 0 538 02-12-2014, 08:10 PM
آخر رد: فارس اللواء
  مستنقع الطائفية: الغرق جميعاً ام النجاة جميعاً....خالد الحروب * بسام الخوري 0 569 11-17-2013, 01:20 PM
آخر رد: بسام الخوري
  إشكالية القانون الديني والقانون المدني في العالم العربي رائد قاسم 0 990 09-29-2012, 01:05 PM
آخر رد: رائد قاسم
  عن المسألة الطائفية في النظام السوري وكيفية الوصول إلى المجازر الحالية ... العلماني 0 886 06-23-2012, 02:12 PM
آخر رد: العلماني
  الطائفية العالمانية/ الرابطة القبلية المذهبية خالد 3 1,316 03-12-2012, 11:25 AM
آخر رد: طريف سردست

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS