{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 1 صوت - 5 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
انقلابات الضوء
داليا غير متصل
عضو متقدم
****

المشاركات: 305
الانضمام: May 2005
مشاركة: #7
انقلابات الضوء
أوردة الغرفة التي أسكنها يقطنها البياض . أطلت الشمس من جديد محاولة كسر حواجز الخوف لتعطيني حق كتابة كلمة جيل دفنوه قبل ان يلثغ الحلم
انحرف الحبر قليلا فنفذت أشعة الشمس في رماد الورقة المتبقي و تركت لي بقعة حنين لغد لم يأتي بعد
ضرب من الجنون حين تداعبك خيول الوهم على حافة الذهول ...حين يقتلك الغياب من جديد
(( أشتاق...))......... خططت حروف تلك الكلمة المعزولة عن الشعور على هامش الصفحة الأزليّ
((أخاف....)).........لم اشعر بمعنى تلك الكلمة
((وطني يحتضر.....)) ........فاز\ان نبض الحياة ببضع قطرات في عروقي
أرهبتني الفكرة ....هل مازال الإحساس يعرف طريقه لقلبي
بدأت روح ما تحوم حولي أخذت ذرات الحرية تمتطي صهوة الضوء.......
علا ضجيج تلك الروح ..... نظرت إليها بإرتياب. سألتني : (( من تكونين ...))
أجبتها : (( لا أعرف ..))
(( ما وجهتك ..))
(( وجهتي القمر ...))
(( من سيرحل معك ...))
((لا أعرف ربما الوطن ..))
((..أي وطن ..؟؟...))
(( لا أعرف .. لكني أدرك أني كنت أسكن فيه و أنه كان يسكنني لكنهم سرقوه مني ))
(( من هم ...؟؟؟))
((أبناء الغياب..))
تلفحت الروح بوشاح حلم غريب و وضعت إصبعها ما بين عينيّ قائلة:
(( أغمضي جفنيك و احكي عن عناقيد الغضب الكامنة في روحك المرتعدة ..))
(( أنا لست خائفة ..))
(( أنت واجفة حدّ الذهول ..))
(( لا لست كذلك ..))
حاورني لهاث التعب من أكون ..؟؟ ........ فعلا لا أدري
فاجئت الروح بقولي (( سلكت درب المطر مرة ففقدت ذاكرتي ))
كنت أرجف من الخوف و الظلم ..... طلبت الروح من القدر أن يأتيني بنسغ الحياة ... وضعه القدر في حقنة زجاجية و دسه في وريدي الغائب عن الكون
بدأت أعي الغياب رويدا رويدا ...... استحضر الزمان ذاكرتي الباهتة. أخذت أشباح غريبة تحوم حول جسدي و الضوء يزداد قوة
وضعت رأسي على وسادة الأرق بدأت عروقي تنتفض من القهر
فأجأتني الروح بقولها (( بأي قهر تفكرين ...))
(( لا أدري ..))
بدأت أغيب رويدا رويدا عن العالم الخلفي. بدأت ذاتي تتكلم و قطرات العرق تتأرجح على سلسلة ظهري و في رحمي المخمور يتحرك جنين ما
رفعت اناملي المصفرّة ... مسّدّت الروح أطرافي و سألتني أن أبكي .. لكني هززت رأسي بالنفي
(( لما أنت خائفة ...))
(( أخاف أن يغتالوني ..))
((من هم ...؟؟؟))
(( ابناء الغياب ..... لقد اصطادوا الحلم حتى القمر .. حين حاكوا خيوط الرواية ..))
(( أية رواية ,,))
(( تلك التي قتلت أبطالها ... ما بين الغياب و بيني تجديني كبياض اللون حين تقشعر فيّ رغبة الحياة ))
(( يا ابنتي ما اسمك ..))
(( لقد اخترعوا لي هوية و دنسوها بوحل المعنى ))
أعاطني القدر جرعة اخرى للحلم ...
صرخت باكية ..(( لا أريد ان يطعنني المنفى مرتين ......فأنا أعاني من اغتراب داخل حدود أمتي . أنا أعاني من اضطراب في هرموناتي الإنسانية ))
(( اهدئي قليلا حتى يسري مفعول الحاية فيك من جديد..))
كان جسدي يرتعش من برد مخمور مثلي .. بدأ المخدر يعطي مفعوله ......
(( ماذا ترين الآن ؟؟))
(( لا أقدر ..))
(( تابعي رجاء ))
(( أرى موشور الحلم يفيض داخلي ..))
سرحت في غابة الأحزان التي التي استحضرني الليل منها التي غرسني فيها المدى بقعة للحرية
بدأت أعود بذاكرتي إلى حدود لا تعرفني و لا تعترف بي
بدأت أهذي ..(( حكايتي مجروحة كصنوبر الحزن العتيق ...من منزل صيفي يغفو على كتف البحر أتيت حيث يسكنه شاطىء الانتماء و صيف الرغبة يتدفق في حناياه.. ......من هناك أتيت حيث انثناءات النور تغزل الحلم على ارصفة مهجورة .... على ذاك الشاطىء خططت أولى حروفي و تجمعت لتشكل "وطن"
أخذ نبضي يتسارع فجأة و أخذت أنفاسي تزفر بشدة ..... حتى بدأ صوت قلبي يصدح في المكان .... خيم صمت مظلم على المكان . رفعت أناملي للضوء لكني لم استطع أن أتماسك ابتسمت بحزن و هطلت دمعة وحيدة على خدي
كانت خيالات الماضي تتدفق و نجم الحزن يسكنني من جديد ....... داعبني ضوءه الغافي.. بدأ نبضي يستكين حتى توقف نهائيا ... صرخت الروح في وجه القدر اعطها جرعات مضاعفة من نسغ الحياة لكني كنت قد بدأت بالرحيل دونهم باحثة عن قمر جديد لم يدنسه البشر
درت في السماء مع نجم الحزن و انهصرنا لدرجة الاحتراق و رسى رمادنا في التراب .....
حاور رمادي الروح .......:
(( الآن تستطيعين أيتها الروح أن تخلدي للعتمة . الآن تستطعين أن تحلقي في السما دون أن تكوني وحيدة. أيتها الروح قيدتني سلاسل العبودية مرة لكني استفقت و هطلت عليّ ثلوج اللحظة. جسدي قد مات و أنت أنبأتني من قبل أن رقم يسير في حانة الغيب لذللك أخاف أن تحقنيني من جديد بنسغ الحياة...... دعيني أمضي وحيدة فأنا متعبة ))
أجابتني الروح (( إمضي أيها الجسد المتعب إمضي .. و قبّل تراب الوطن القادم ... غمضي فأنا في طريقي إلى الحرية ..
فالوطن حرية لكني لا زلت لا أعلم كيف يقتل الوطن أبناءه ))
(( أيتها الروح الوطن هو الأرض و الشعب و السلطة و من يمثل السلطة هم أبناء تلك الأرض .. الوطن حصيلة تاريخ طويل يحل بنا حين تنجرع أولى انفاس الحياة .... يحل بنا و نحن في رحم أمهاتنا.))
(( عذبك الوطن ايها الجسد .. لكن كيف يعذب الجسد الواحد جزءا من أجزاءه ... إني أشعر بالرفض لما حلّ بك أيها الجسد . أشعر بالثورة و اللانتماء و أني وحيدة فيه رغم أنه يسري في عروقي كما يسري في عروقك . اعذرني أيها الجسد لكني أؤمن أن الوطن انتماء و وطننا قتل فينا ذاك الشعور. رغم ذلك لا نستطيع الكفر به فهو ما تبق لنا من كبرياء ... فهو آخر ما تبقى لنا من عيش كريم ..و حياة آمنة . الوطن هو أنا و انت حين نعيش منسجمين سويا ......))
اتحد صوتي مع صوت الروح ..... و حلقنا سويا و صدى صراخنا يدوي في السماء بأن الوطن انتماء لنمطر ذواتنا بغمام الرفض





05-21-2007, 12:27 AM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
انقلابات الضوء - بواسطة داليا - 03-06-2006, 03:04 PM,
RE: انقلابات الضوء - بواسطة داليا - 07-01-2009, 12:42 PM,
انقلابات الضوء - بواسطة داليا - 06-03-2006, 08:27 PM,
انقلابات الضوء - بواسطة داليا - 06-03-2006, 08:29 PM,
انقلابات الضوء - بواسطة داليا - 06-25-2006, 05:03 PM,
انقلابات الضوء - بواسطة داليا - 06-25-2006, 05:04 PM,
انقلابات الضوء - بواسطة داليا - 01-27-2007, 10:29 PM,
انقلابات الضوء - بواسطة داليا - 05-21-2007, 12:27 AM
انقلابات الضوء - بواسطة داليا - 06-13-2007, 01:13 AM,
انقلابات الضوء - بواسطة داليا - 01-17-2008, 11:39 PM,
انقلابات الضوء - بواسطة داليا - 01-21-2008, 02:57 AM,
انقلابات الضوء - بواسطة داليا - 03-18-2008, 12:10 AM,

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS