Arrayكلام جميل. أنا ضد الكيد الديني ولكن من دوماً يبدأ بالكيد الديني في الشرق، رعاه الله! من يبدأ؟ من الذي بدأ بحملات الهجوم على التراث المسيحي والسخرية منها؟ هل خرج أحمد ديدات من عند اليهود أم من عند المسلمين؟ الرغبة المحمومة لدى المسلم في تجريح الكتاب المقدس، أعندك فيها شك؟ تصور معي لو أن المسلم يعيشي ويدع غيره يعيش ويحترم غيرية الآخر، افترض معي هذا الفرض الخرافي والذي أعلم أنه لن يحدث مادام هناك على هذه الكرة الأرضية شيء إسمه إسلام، هل تتوقع أن النصراني كان سيعبأ برضاع الكبير أو مثل هذه القضايا السخيفة؟ جميع أديان العالم بها من السخافات والطرائف والعجائب ما يكفي ويزيد.. لو قلنا لمسيحي قبطي في مصر أن في البوذية يمصون حلمة العنزة، أتراه يعبأ لذلك؟ لن يهمه بالمرة لأن هذا أمر يخص البوذي وحده. ولكن المسلم هو جاره وينظر إليه نظرة مشبعة بالدونية لأنه في يوم الأحد يذهب لكنيسة النصارى أو على رسغه دق الصليب أو كل هذه الشعائر المتعارف عليها.. أحب أن أؤكد لك لو أن المسلم عامة كان يحترم نفسه ويعيش ويدع غيره يعيش في سلام لما اهتم أحد لموضوع رضاع الكبير. ما يغيظني لعلمك ليس موضوع رضاع الكبير لأنه ليرضع من شاء بغير حساب مادام لم يتعرض أحد لحلمتي المقدسة شخصياً ولكن ما يغيظني هو أن البرلمان المصري ينعقد ويناقش مثل هذه القضايا والشعب جعان وعاطل ولا يجد أحيانا رغيف الخبز.. هذا هو فعلا أفيون الشعب! إذا ارتفع الإسلام بالمسلم فجعل منه ابن عربي آخر، فهذا أمر مختلف ولكن أن يجعل منه إنسان إقصائي يزدري بغير المسلم فهذا ما سيجعل الآخرون يشمتون به يوم بليته. وطبعا الترفع يقتضي وجود الأخلاق ال
رفيعة من الأساس؛ وإذا كانت الطباع طباع سوءٍ فليس بنافع فيها الأدب.[/quote]


إذن تعايشكم مع المسلمين محال كما أرى، لأنكم بحالة غمار مع متطرفين من المسلمين بالرد على تطرفهم بتطرف منكم. لو اردت الحقيقة، فأنا فكرت بالمسيحية كدين جديا و جدتها حزمة من الأوراق اليونانية و الأدلجة الإغريقية لزيوس الذي يقتل أباه و يتبوأ العرش الأعلى، و المسيحية تمركزت كثيرا باليونان قبل رحلتها لروما، و لا تكن طيبا كثيرا لتؤمن أن الظلال الأسطوري اليوناني لم يؤثر على المسيحية.


ليس المهم هي أرائي و بحوثي حول المسيحية، فأنا مسم نعم و لكنني لست بعالم دين، و بالتالي أترك لغيري النقاش. ما أريده - كمهتم بواقعنا السياسي - هو منع التجريح ضد أي جانب. لكن علي أن أعترف، أن ما يفعله المسيحيون المتطرفون ليس ردا لإتهامات كما قلت، بل هي عملية منظمة للهجوم على الإسلام برعاية أدوات التمويل المسيحية الفاعلة بالولايات المتحدة، و الأمر معروف و مفضوح.


النقطة التي تهمني هي الآتية:

لن يتحول المسلمون لمسيح و لن يتحولون لفرنسا لادينيّة (من آخر الكلام) و لذا امامكن خيارين:

1- قبول الأمر الواقع و العيش بظل نظام علماني مع إحترام حق الأغلبية مقابل إحترامكن لحقوقها.

2- التصادم مع الأغلبية و الذي سيكون صداما فاشلا من جانبكم مهما أعتقدتم أن القوات الأوربية و الأمريكية (أليست هي قصتكم مع نابليون ضدنا أيضا؟) ستبقى فأنكم مخطؤون. بتطرفكم أنتم، تؤسون لقاعدة قوية من المتطرفين الإسلامويين، و بالتالي التخلص منكم و منهم هو واجب إنساني.

ألا تعتقد؟