مضحك هذا الرمضان في طرحه...
فهو يعرض برجال الأزهر جملة ويتهمهم بدينهم لصالح أدعياء يزعم أنهم أخلص لله ديانة وعملا!

في خلطه العبثي زعم أن القرآنيين يهدفون لتطبيق القرآن لا غير ولأجل ذلك حوربوا، بينما القرآن يلعن من يشتري بآيات الله ثمنا قليلا ليضل عن سبيل الله...

في خلطه العبثي يرى أن للجميع الحق في أن يفتئت على دين الله بما شاء من دعاوى وتخرصات، وهو هنا لا يفرق بين دائرتين:

الأولى دائرة التعبد والديانة وهذه مشاع لكل مكلف، وكل نفس بما كسبت رهينة، وكل آتيه يوم القيامة فردا...
والثانية دائرة الفقه بدين الله والتي سماها القرآن نفسه بدائرة الاستنباط والذكر {وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاَتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً}النساء83 {فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ}الأنبياء7، النحل43

افتئات الجاهل على دين الله، وقوله على شريعته بغير علم جريمة حرمها القرآن الذي يزعمون اتباعه: {وَإِنَّ كَثِيراً لَّيُضِلُّونَ بِأَهْوَائِهِم بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِالْمُعْتَدِينَ}الأنعام119

{وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُّنِيرٍ}لقمان20

{وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُواً أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ }لقمان6
{فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِباً لِيُضِلَّ النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ }الأنعام144

{بَلِ اتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَهْوَاءهُم بِغَيْرِ عِلْمٍ فَمَن يَهْدِي مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ وَمَا لَهُم مِّن نَّاصِرِينَ }الروم29
{وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَّرِيدٍ }الحج3

{وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُّنِيرٍ }الحج8

الآيات السابقة كلها تتكلم عن أن دين الله علم يلزم التفقه به من أهل الذكر الذين يستنبطونه...

والعلم له أدواته...
فإن انتحله من لا يملك أدواته، زلت به إلى الحضيض قدمه، فأفتى الناس بغير علم، وهنا فتماما كما يؤاخذ القانون الطبيب والمهندس والمحامي الذي ينتحل صفة الغير، ويمارس مهنته بدون ترخيص قانوني، كان على القانون أن يحاكم كل دعي ينتحل صفة الفتيا في دين الله ليضل الناس بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير...


وهو فوق هذا عدوان على الدستور المصري الذي ينص على أن الشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيسي للتشريع، وهؤلاء الذين يتسمون بالقرآنيين لا يؤمنون بشريعة ولا حديث، بل دينهم هو هواهم الذي يفسرون به الآيات المتشابهات حمالة الأوجه دون أن يردوها للمحكم من الآيات، ولا للمسند من أحاديث الذي نزل عليه الكتاب وأمر بتبيينه...

ملاحقة منتحل صفة الغير، ومن يمارس المهنة بدون ترخيص علمي وقانوني واجب قانوني ما فتئت كل دول العالم تؤطره في قوانينها، وأدعياء الحرية الذين يستشكلون ذلك إنما يخادعون أنفسهم وهم يعلمون...

واسلموا لود واحترام:redrose: