{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
قصص قصيرة لأحبابنا الصغار...ليت الطفولة تعود يوما
-ليلى- غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 3,167
الانضمام: Feb 2005
مشاركة: #70
قصص قصيرة لأحبابنا الصغار...ليت الطفولة تعود يوما
قبـل أن تتـحرك الحـافـلة

قصة: فريد محمد معوض

[صورة: Bus.jpg]

كنا جميعاً ننتظر أن تتحرك الحافلة من القاهرة إلى مدينتنا في الإقليم البعيد، حمدت الله أن أدركتها فموعد انطلاقها هو آخر موعد لسفر الحافلات.

بدأ الجميع في مقاعدهم صامتين في انتظار لحظة الانطلاق، وبدت الحافلة من الداخل مظلمة، وبدا الإجهاد واضحاً على الجميع، وفجأة شق صوت قوي وحشة الصمت، كان الصوت لأحد باعة الصحف، وكان ينادي :

- اقرأ صحيفة الغد قبل أن يأتي الغد .


تذكرت أن المدينة الكبيرة تقرأ الصحف قبل أن تنام، أما نحن في الإقليم البعيد فنقرؤها بعد النوم،
ما أجمل أن تحمل معك اليوم صحيفة الغد، انتبه الجميع لصوت بائع الصحف الذي شق ظلمة الحافلة من الداخل وراح يردد :

- سياسة ورياضة وأدب وفن وحوادث مثيرة في صحف الغد تقرأها الليلة وليس في الغد،
وشاهدت بعيني الركاب وهم يمدون الأيدي بالنقود، ويتسلمون الصحف، وتداخل أصولتهم.

- أعطني الأخبار

- أريد الحدث

- صحيفتي

والبائع بحفة ورشاقة يجتاز المقاعد مقعداً مقعداً حتى صعد سائق الحافلة وراح ينادي البائع آمراً إياه بالنزول،
ويرد البائع في رجاء :

- دقيقة واحدة من فضلك.

والسائق يصرخ من جديد:

- لقد حان الموعد يا هذا .. سأتحرك الآن.

مازال البائع يستجيب لنداءات الركاب وهاهو قد أدرك الجميع إلا واحداً كان في نهاية الحافلة يغط في نوم عميق،
مرت علية الأخبار فلم ينتبه، وأسرع البائع بالنزول، وهو يربت على جيبه المنتفخ بالنقود ..


وشقت الحافلة طريقها في اتجاه الإقليم، وعاد الصمت كما كان وهي تواصل انطلاقها في طريق العودة،
وفجأة توقفت الحافلة عند أحد الأماكن وصعد إلينا رجل بدا أنه يعمل في الشركة التي يعمل بها السائق، احتفى السائق به،
وأضاء له المصابيح المظلمة داخل الحافلة، وراح الرجل يراجع بطاقات الركاب واطمأن لسلامتها فجلس غير بعيد من السائق،
بدت الحافلة من الداخل مضيئة .. رفعت الصحيفة آمام عيني، يا لدهشتي ..
وجدت ردود الفعل على نكبة حزيران وإصرار الأمة العربية على الأخذ بالثأر والعام المطبوع على صدر الصحيفة 1967 من الميلاد،
وبدا لي أن أوراق الصحيفة ليست أصلية وإنما تم تصويرها من الأصل،
ولابد أن البائع يمارس هذه اللعبة كثيراً، وضحكت وقلت:

صحيفتي ليست للغد .. بل مر عليها خمسة وثلاثون عاماً.

وراح الجميع يتأمل صحيفته .. وتصاعدت أصوات في المقاعد الأخرى،
وانبعثت أنباء عن بناء السد العالي، وأخرى عن مذبحة بحر البقر 1970.


وصاح أحدهم يردد :

- صحيفتي الأحدث تحمل نصر أمتنا على الصهاينة في العاشر من رمضان عام 1973.

قال أحد الراكبين:

- ضحك علينا البائع المحتال

وقال آخر :

- كان ينبغي ألا نشتري شيئاً في الظلام

وقال الجميع :

- صدقت

لكني اكدت للجميع أننا لم نخسر، فقد أعادتنا الصحف القديمة إلى حلقات من تاريخنا،
وتعلمنا أن نحذر من محتالي المدينة، أما الحافلة فقد كان لها رأي آخر،
كانت تشق طريقها للأمام بثبات.

[صورة: 181376wua2aqjbjt.gif]

06-12-2007, 03:17 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
قصص قصيرة لأحبابنا الصغار...ليت الطفولة تعود يوما - بواسطة -ليلى- - 06-12-2007, 03:17 PM

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  النفق (قصة قصيرة) رائد قاسم 0 602 12-24-2013, 03:49 PM
آخر رد: رائد قاسم
  اشباح النهار ( قصة قصيرة) رائد قاسم 0 604 12-11-2013, 11:23 AM
آخر رد: رائد قاسم
  شقشقه ( قصة قصيرة) رائد قاسم 0 582 11-14-2013, 11:34 PM
آخر رد: رائد قاسم
  الرؤيا (قصة قصيرة) رائد قاسم 0 668 03-28-2013, 02:48 PM
آخر رد: رائد قاسم
  قصاص قصة قصيرة حمادي بلخشين 0 918 12-02-2012, 01:42 PM
آخر رد: حمادي بلخشين

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS