الزميل فضل
محبة و سلام (على ما أرجو)
إسمع يا أخ ...
أنا بالفعل لا أريد من فتح مواضيع أعتبرها جريئة و تحمل وجهة نظر مخالفة أن أكسب بذلك عداوات في النادي ..
خلي بالك أنا لم أتعرض لك بتاتا حتى بدأت تتكلم عن الحماقات و ترديد الدعايات الصهيونية كالببغاء ..
عبرت عما أعتقده فما كان منك إلا أن نعتني بنعوتك الجميلة ..
أنت البادئ و على الباغي تدور الدوائر ..
ثم من أنت لتسمح أو لا تسمح لي أو لدولتي بالعداوة أو الخصومة مع أيا كان ؟
من أنت ؟
سماحك أو منعك لن يزيد أو ينقص شيئا ..
أنا سأفعل ما أريد و سيفعل النظام الذي يحكمني الآن ما يريد فليس لك أدنى تأثير لا علي و لا عليه.
ثم انك وقعت في عدة مغالطات.
أولا : لا تقل أن دولتي في حالة سلام او صلح ... لانك إن كنت لا تعلم النظام الحالي لا يمثل دولتي مصر (شكرا لأنك لم تستخدم هذا الإسم العظيم بلسانك) ..
فمصر هي المصريين و المصريين للاسف لا يتفقون مع النظام في طريقة حكمه .. الجميع لا يحب إسرائيل و يريد معاداتها كما يريد معاداة امريكا و الغرب كله.
المصريين و مصر في غفلة من الزمان للأسف, فلا تقل أن دولتي في حالة صلح بل قل ان النظام الحاكم في بلدي في حالة صلح.
عن نفسي أنا لا احب إسرائيل و لا أكرهها ... أنا أنظر لها على انها دولة أخرى هناك, علينا التعامل معها و إقامة علاقات معها حسبما تقتضي مصلحة مصر العليا.

ثانيا : أنا لا أحب النظام الحاكم و لا أحترمه و لا اتفق معه.
نظام مبارك هو نظام فاسد شمولي يحتكم للسياسات التي تؤمن بقاؤه أطول فترة ممكنة ..
هو ملتزم بالسلام مع إسرائيل و التبعية لأمريكا لأن ذلك يؤمن بقاؤه ..
و في نفس الوقت يسلط الدعاية على عقول الناس لتجاريها و تلعن أبو امريكا و إسرائيل.
النظام الحالي لا يؤمن مصلحة مصر و ليس ملتزما بالسلام من أجل مصر بل من أجل إستمرار بقاؤه فوق رقابنا.
بينما أنا أعتقد أننا نحتاج السلام من اجل انفسنا.
الدوافع مختلفة كما ترى فأنا مواطن عادي و لست في السلطة.

ثالثا : أنا لا اريد تبعية بلدي لأيا كان .. لا أمريكا و لا أوربا و لا إسرائيل و لا أي كيان آخر.
أنا اريد العزة و الكرامة لبلدي الحبيب مصر ..
ما أدعو إليه و إنتبه لكلامي جيدا ..
هو تحرير سياستنا الخارجية من الأيدلوجية و جعلها أكثر براجماتية.
هل تفهم قصدي ؟
مالي أنا و القومية و القضية العربية و البتاع .. أنا أريد مصلحة بلدي و كفى.
دعونا ننهض و نبني أنفسنا.
لن نكون تابعين لأمريكا او الغرب .. بل سنتعلم منه و نتعامل معه الند بالند.
طبعا سنستخدم السياسة وقت اللزوم و لكن على نحتكم و دائما للمصلحة الوطنية العليا.
تلك هي السياسة يا رجل و ليس السياسة التي نحكيها على المقاهي كما إعتدنا.
حين تنظر لمصلحة شعب مؤلف من 70 مليون نفس أنت مسئول عن رفاهيتهم ..
لسنا مسئولين عن إصلاح الكون بل إصلاح أنفسنا فقط.
أنظر للصين مثلا ..
دولة تحاول ان توسع مكانا لها بين الدول العظمى ....
تعرف أنها مازالت تبني نفسها فلا تناطح أمريكا و لا تتنازل عن ثوابتها و مصالحها الشخصية.
راقب صوت تلك القوة الآتية من الزمن السحيق.
إنه يعلو رويدا رويدا ..
إنها تتعامل بدبلوماسية إلي أن تستطيع ان تقف على قدمين ثابتتين و تناطح كبرى دول العالم من أجل مصالح أكثر ..
هل تفهمني ؟
الأنظمة و الحكومات مهمتها الأساسية هي تحقيق مصالح أبناء الشعب الذي تمثله و ليس الفشخرة الكدابة و الأنزحة على الفاضي و المليان.
مش عبد الناصر التعبان اللي راح يبعتلي الجيش المصري لليمن ... إحنا لاقيين ناكل لما هنحرر دول تانية.
لنكن عمليين أكثر و كفانا كلاما و شعارات.

و تحياتي لك.