الإنسان المادي يؤمن أن كل شيء بالجسد إنما هو إنتاج المادة، و هذا حسن، لأنه لو أنتهى الجسد بطاقته فأن الإنسان سيكون أنسجة و خلايا متفسخة. أنا أؤمن بالروح، لأنها "نحن الذين عم نحن" كما أعتقد. تنعكس على العيون و الأنف و الشقاه و الوجه، لذا أشعر أن الميت يختلف عن فاقد الوعي. الميت حقا بلا روح، بلا تلك الدواخل التي تبيّن وجهه، إذ يبدو قد هجر شيئا ما. الفاقد للوعي يحتفظ بتلك الملامح. الآن أهناك دليل علمي على ما أقوله؟ طبعا لا، و لا يوجد دليل علمي لكل شيء سوى ما تتسع له دائتنا الضيقة التي نسميها علوما، و التي هي واقعا قدرة أدمغتنا على فهم "جزء" من الأشياء بالكون.

المهم، أعتقد ان الموت هو حالة إنتقالية من عالم لآخر، فالجسد مركبة برأيي. يجب أن تكون هناك عدالة، لأن هذا الكون لا يمكن أن يأتي من صدقة و بالتالي نحن أيضا نسير بقدر بعيد عن الصدفة و الفوضويّة.


الموت يحزنني طبعا، لأنني سأفارق حياة أستمتعت بها، و لكن من يدري أي حياة هي التي ستأتي. هناك الشعور بالمغامرة و الفضول أيضا.