Arrayالفرق بين الميت و فاقد الوعي هو ان فاقد الوعي ما زالت الاجهزة الحيوية في جسمه فاعلة، فجسمه لا يتعفن مثلا و لا يتغير لونه. هذا هو الفرق و هو سبب "الملامح" التي ذكرتها.[/quote]

إذن الأجهزة الحيويّة هي المسؤولة عن الحياة، و لكن إذا كان الإنسان عبارة عن أجهزة حيويّة (مجرّد لحم و شحم و خلايا بروتينية و معادن ... ألخ) فكيف أستطيع أن أكتشف الفرق بين الجماد و بين الكائن الحي. يقول أرسطو (و غيره من فلاسفة المدرسة الواقعيّة) أن الروح تكمن بقلب المادة، و هي المحرك لسير عمل المادة. يمكن أن أقول أنها نوع من الطاقة التي تجعلنا غير خاضعين لسيطرة أجهزتنا الحيويّة و ما تقرره بشكل كامل، و ربما لهذا نتفاوت بالخير و الشر و بين الطمع و الإكتفاء .. ألخ، حيث لكل إنسان صراع داخلي بين روحه و ماديته البحتة.

هذا رأيي، و أعتقد - من جديد - أن الجهاز الحيوي (أو الأجهزة) غير كافي لتأسيس حياة، و لابد أن هناك شيء أبعد و أغمض و أكثر تعقيدا من الأنسجة. لا أعتقد أن الروح شبح يركب الإنسان و يغادره كما يعتقد المسيحيين، و كما زرعوه تدريجيا عبر الأفلام و الرسوم المتحركة، بل هي الطاقة و الحياة التي من دونها لن تختلف الأعضاء البشرية عن الحجارة أو أي مكونات الكون الأساسية و المشتقة.



Arrayما هو دليلك على انه "يجب" ان تكون هناك عدالة؟[/quote]


يجب لأن إستمرارية الكون مقترنة باستمرارية قوانين معينة تشترط وجوده، و لنأخذ على سبيل المثال القوانين المتعلقة بثقل المعادن و الغازات التي تنجمع في ما يسمى الـ Periodic Table التي تجمعها قوانين لولاها لما يمكن للحياة أن تستمر، و هذه أحد أنواع العدالة التي أعنيها، عندما يكون هناك "نظام" يدير المادة و الإنسان و يؤثر به و يتأثر فيه.


Arrayما هو الدليل على ان الكون لا يمكن ان يأتي من صدفة؟[/quote]


الكون معقد جدا و التعقيد مبني على أسس ذكيّة متكررة تحوّلت لقوانين، فلو قلت أنها مصادفة، فما الدافع لتلازمها مع الكون بشكل دائم؟ كتكوين الذرة و حقول الجاذبية و الحقول المغناطيسية. أنتَ لو صادفت بناء بكوكب ما فأنك ستستنتج بأنه من عمل مخلوقات ذكية، و لكن كيف لا تقرر أن هذه المخلوقات الذكية ليست من صنع و ترتيب و تنظيم ماهو أهم و أقدر؟ علما أنها أكثر تعقيدا من بناء هندسي يستعمل بضعة قوانين من هنا و هناك لإنجازه.

أيضا لو قلت أن المكتب الذي أمامي لن يستطيع أن يوجد بلا نجار، فكيف أنكر أنكر أن الأشجار وجدت صدفة مع أنها تخضع لتعقيد أشد من عمليات تركيب ضوئي و نمو و تأثيرات كيماويّة.

لا علاقي لي بما تؤمنه و لا رغبة لي بتغييره، لكنني لا أرغب بنقاش البديهيات، و هذه أحدها.


ثم، أين دليلك أن الكون صدفة؟ و ياحبذا لو عرفت مفهوم الصدفة عندك.