أعتقد من ناحيتي أن الحكم بالصرع يحتاج لتقرير طبي سريري . وذا غير ممكن بحالة محمد فهو شخص ينتمي للتاريخ وليس للحاضر لنحكم عليه بنفس معطيات العصر الحالي.

ذلك أنه حتى في يومنا هذا فإنه لا يمكن الحكم على من يقول بانه شاهد الله أو مر بتجربة إلهية بالجنون أو بالصرع أو بمرض نفسي. هناك من يمر فعلاً برأيه بهذه التجارب ومنهم الصوفيون والبوذيون والمتصوفون من الهنود والمسيحيين ومن يقضي حياته في المعابد أو الأديرة.
لا يحكم عليهم الطب والعلم بالصرع ولا بالجنون رغم أنهم يقولون فعلاً بأنهم مروا بتجربة إلهية وأنهم عرفوا الله والتقوا به، وبل أن تجارب علوم الأعصاب الحديثة تقول بأن تفاعلهم طبيعي وليسوا مهلوسين.

لا أعتقد من ناحيتي بأنه يمكن لمهلوس مجنون أن يبني حضارة ودين ودولة كالتي بناها محمد، هو عبقري لدي .. يعرف تماماً ما ينطق به بل أنه مر بتجارب صعبة جداً استطاع الخروج منها ببراعة فائقة وهذا ليس تصرف مجنون أو مصروع أو مهلوس، فالحروب التي خاضها تحتاج لرجل تكون لديه واقعية وفكر سياسي وعسكري وفكري شديد الوضوح والذكاء.

(f)