{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
سلسلة تأوهات قومية :جدلية التبرير في الخطاب القومي
عمرو شعبان غير متصل
عضو مشارك
**

المشاركات: 6
الانضمام: May 2007
مشاركة: #2
سلسلة تأوهات قومية :جدلية التبرير في الخطاب القومي
هذا التاريخ يتحدث عن البذور الجنينية للتيار القومي والتي برزت في فترات الانحطاط العربي أو عصور الظلام العربية كتعبير عن مرحلة تاريخية حملت تحديات ، ابرزها تهديد الوجود العربي ومحاولة تذويبه في السياق الثقافي غير العربي ، اذاً الجذر الرئيسي والمفردة الأساسية في بنية التيار القومي وخطابه هي الثقافة العربية ، وأداته الرئيسية هي المثقف العربي ، مما يعني أن المشروع القومي هو تعبير عن أولي ملامح تحمل المثقف العربي لمسؤليته التاريخيه في عملية المواجهة في الفترة التاريخية الموسومة بفترة ما قبل الاستقلال وتكوين الدولة المستقلة ، أي أن فعل المواجهة مرتبط ارتباط مباشر بالمجتمع ولم تكن مؤسسة السلطة جزء منه بل يمكن القول انها كانت ضده، عليه يسهل استنتاج أن شروط النشأة والتبلور لم تكن ذات طابع سياسي بقدر ما كانت ذات طابع اجتماعي وثقافي أي أن الشروط المرحلية كانت تبحث المواجهة من حيث الوجود لا عن كيفية ادارة هذا الوجود ، لذلك غابت عن الصياغات النظرية للمشروع القومي مفردات سياسية أساسية بشروط الراهن كالديمقراطية ...
عموماً فان المواجهة أو المواجهات باستصحاب مستوياتها تعني محاولات التحرر من المشاهد التي تسببت في انتاج فعل المواجهة ،أي أن التحرر والمواجهة وجهان لعملة واحدة ، فالمواجهة مع الاستعمار تعني العمل من أجل التحرر من الاستعمار ، اي أن التحرر نتيجة ملازمة لسبب المواجهة والتي (تبريرياً )عطلت النماذج السلطوية للتيار القومي عن ادراج الديمقراطية في بنية السلطة ، فهل اختفت الظاهرة الاستعمارية وانتفي استهدافها للمنطقة العربية والتي يخاطبها المشروع القومي ، حتي تكون الديمقراطية وحقوق الانسان المفردات الرئيسية المقحمة في النسق الفكري للمشروع القومي حالياً باعتبار ذلك الاقحام تجديداً؟(راجع صالون ابن رشد -ندوة حول التجديد في الخطاب القومي ، الماركسي ،الاسلامي - 94)
ان الاجابة لدي كل القوميين بالتأكيد (لا) فالأستهداف الامبريالي للمنطقة الخليطية مؤكد ولا يحتاج الي برهان أو دليل ، ذلك يؤكد أن المواجهة مازالت قائمة ومستمرة ، مما يعني براءة المواجهة من تهمة تعطيل الممارسة الديمقراطية في سلطة الدول التي حكمها التيار القومي ،هذه المقولة تدعم الاتجاه السابق الذي يرجع هذا الغياب لبنية المشروع نفسه من خلال انعكاس شروط وظروف النشأة في مفرداته ،كما أن الاقحام التجديدي في نسق المشروع والتيار القومي يؤكد براءة المواجهة من الاتهام المذكور ، من ثم يكون هذا الاقحام ضرورة خلقتها ميكانيزمات التجديد داخل بنية المشروع كاستجابة تلقائية وطبيعية لمطلوبات المرحلة التاريخية الراهنة ، والتي تجعل الديمقراطية وحقوق الانسان مطلباً كونياً ،مما يسمح بالقول أن الخطاب القومي يعمل علي عدم تجاوز التاريخ له لأن التجاوز يعني الممات ، من ثم يكون فعل الاقحام والتجديد المستند علي مفردتي الديمقراطية وحقوق الانسان في بنية الخطاب القومي أمراً معني بالذات لا كرد فعل فقط بسبب أسئلة واتهامات الأخر...
فلسفة التبرير .. محاولة اجهاض للمشروع القومي (نموذج الدين):يعبر الدين بصفه عامه عن مجموعة من القواعد والضوابط الوجدانية التي تنظم في أحد جوانبها شكل العلاقة بين العبد وربه ، وهي علاقة خاصه امتدادها رأسي ، وليس لمخلوق أياً كان شأن بها وتمثل (جانب العبادات)أو الأصول ، وتنظم في جانبها الأخر شكل العلاقة بين الفرد وباقي أفراد المجتمع ، وهي علاقة ذات امتداد أفقي ، وتمثل جانب ( المعاملات)أو الفروع ، من ثم يكون الحديث في اطار الفروع ، باعتبار ان الفروع تعالج شئون المجتمع ، وبما أن هنالك شق في الدين يتعامل بشكل مباشر مع التفاصيل المتعلقة بالحياة الاجتماعية ، فلابد اذاً أن يجئ حاملاً في طياته سمات هذا المجتمع وقيمه ، لذا فان الاسلام حينما اختار المجتمع العربي ،لم يكن ذلك عبثاً وانما لفلسفة وحكمة يعود لها كاتب هذه السطور في موضع أخر ، وما يهم هنا هو استصحاب الدين للقيم المجتمعية وتبنيه لها ( في جانبها الايجابي) ليتمكن من الاستقطاب والكسب ، وهو ما تم بين الاسلام والمجتمع المتعدد في الجزيرة العربية ، حيث جاء الاسلام مقراً لمجموعة كبيرة من القيم والمسلمات الاجتماعية ، واستثني كل ما يمس أدمية الانسان ويحد من انسانيته ، وبالرجوع للتعريف الأكثر انتشاراً للثقافة باعتبارها الكل المركب والمتراكم من العادات والتقاليد والاعراف والتراث والقيم لمجتمع ما ، فان الدين بهذا المعني يكون جزء من ثقافة المجتمع الذي يعتنقه ، من ثم يكون الدين الاسلامي وما هو متواجد من أديان في المنطقة الخليطية جزءاً من ثقافة هذه الكمنطقة ، بصورة أوضح يكون الدين جزء من الثقافة العربية والتي تمثل (كما ذكر سابقاً) الجذر الرئيسي في المشروع والتيار القومي ..
باستصحاب شروط المواجهة المتحققه الأن ، تكون الأمة العربية بكل مكوناتها الأيدلوجية والعقائدية ، طرفاً في هذا الصراع وتلك المواتجهة ، وبما أن الموضوع يناقش التيار والخطاب القومي والذي يمثل الدين أحد مكونات ثقافته وجزءاً منها ، مما يعني أن الدين مسبقاً كان أحد عناصر المواجهة ، فلماذا لجأ التيار القومي وعبر أحد أبرز أطراف معادلته القومية في السلطة ، لرفع شعارات جهادية وكأنما يستعيض في المواجهة عن المشروع بأكمله وبكافة عناصره الأخري بعنصر الدين ، وكـأنه لم يكن جزء من عملية المواجهة من قبل ؟ التبرير الذي يصاغ دوماً أن طبيعة المواجهة وعدم انفصال استهداف الاسلام والعروبة يجعل الأمر منطقياً ومقبول ، حسب صياغات المؤتمر الاسلامي القومي ، والذي أسس فقط لنفي حقيقة أن المسلمين جزء من المجتمع العربي كما غيرهم من الأديان وشريحة سواء كبرت أو صغرت لها مالهم وعليها ما عليهم ، كما يدفع برد تبريري أخر هو توسيع نطاق التعبئة ورفع وشحذ الهمم بادخال البعد الديني في مفردات المواجهة . أن هذا الرد مرفوض ويجانب الصواب ، بالاخص بعد ما قيل في تواجد هذا العنصر ضمن المكون الأساسي للمشروع والتيار القومي ويعمل تحت شعاراته ، فالدولة القومية دولة الوحدة وحلم المشروع ليست مسلمين فقط ..
ان محاولة ابراز الدين كعنصر أساسي ومنفصل في عملية المواجهة القومية ،تدحضه حقيقة بسيطة وهي تواجد الاسلام في كل مكان بدون أن يشكل خطر علي أحد وبدون أن يكون مستهدفاً ، لأن الاستهداف موجه بالأصل للعروبة هذا ما يؤكده التاريخ ، من ثم يكون افساح المجال للدين في القيام بدور ليس دوره هو نوع من التهرب من المسؤولية القومية التاريخية الملقاه علي عاتق التيار والمشروع القومي (مسؤولية التحرير) ،كما أن ذلك يعبر عن مساعدة مجانية للمشاريع المتأسلمه في المنطقة الخليطية في محاولتها باعادة انتاج نفسها بعد فشلها وانكشافها سلطوياً واجتماعياً بتسليمها زمام معركة هي بالأصل ليست معركتها الا بما يؤكد التزامها بشعارات المشروع القومي وليس بدعاوي التحالف معه ، لأن ذلك يفسح المجال لتهمة جديدة تلصق بالمشروع والتيار القومي خصوصاً في دول خاض فيها التيار القومي معارك ضارية ضد أصحاب هذه المشاريع المتأسلمة وأجل مواجهته الكبري بفعل مواجهته لهذه المشاريع الظلامية .(راجع تجربة عبد الناصر والأخوان في مصر ،والجزائرية ، التجربة السودانية حديثاً والتجربة الفلسطينية) حالياً) ....
__________________
سنظل نحفر في الجدار ..اما حفرنا ثلة للضؤ..أو متنا علي سطح الجدار
06-26-2007, 01:23 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
سلسلة تأوهات قومية :جدلية التبرير في الخطاب القومي - بواسطة عمرو شعبان - 06-26-2007, 01:23 PM

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  اختطاف المؤتمر القومي العربي من اعضاءه الشرفاء.. وتسخيره للتستر على جرائم حكام طهران زحل بن شمسين 0 605 06-21-2013, 06:39 AM
آخر رد: زحل بن شمسين
  جدلية السياسي والفكري Reef Diab 5 1,763 11-01-2012, 02:35 AM
آخر رد: عبد الواحد علواني
  انكماش الرأي حسب تغير الدافع.."قراءة في جدلية الإخوان والولايات المتحدة" فارس اللواء 4 1,293 03-11-2012, 03:04 PM
آخر رد: فارس اللواء
  من سلبيات الخطاب الإسلامي المعاصر/ الدكتور عصام البشير فارس اللواء 0 1,190 01-03-2012, 09:16 PM
آخر رد: فارس اللواء
  أحداث القامشلي: مسؤولية النظام وأوهام التطرف القومي ...اكرم البني بسام الخوري 8 2,998 03-24-2011, 02:20 PM
آخر رد: بسام الخوري

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS