{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
المفاهيم العرفانية في فكر يسوع الناصري
Enki غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 1,490
الانضمام: Mar 2007
مشاركة: #1
المفاهيم العرفانية في فكر يسوع الناصري
مرحباً

هذا الموضوع مخصص لمناقشة المفاهيم العرفانية للفيلسوف المعروف باسم يسوع الناصري بحسب ما اُخبر عنه في انجيل المبشر متي، نريد في هذا المقال ان نقارن المفاهيم التي طرحها يسوع في خطابه مع تلاميذه مع المفاهيم العرفانية التي تطرحها الفلسفة الالهية ومدى توافق هذا مع اراء الكنيسة الثالوثية.

لقد انتشرت في الاونة الاخيرة الكثير من المواضيع على الشبكة التي تحاول النقد باساليب هابطة من بعض المتملحدين الذين ابتلي الالحاد بهم والالحاد من حيث هو حرية التفكير بريء منهم كل البراءة ! ولذا رايت ان انقد الفيلسوف بما يستحقه، لا كما يفعل السفهاء.

سنتجنب في هذا المقال نقد اي كلام تفوه به يسوع لاننا نعلم ان بعض الكلام قد يكون مجازياً لايصح ان يحمل او يؤخذ بحرفية مطلقة بل سنعتمد كما قلت سابقاً على تلك الخطابات التي وجهها الى تلاميذه بحيث لايبدو انه كان يخاطب العامة على قدر عقولهم او يستخدم المجاز بافراط.

مفهوم الابن والاب

احدى المفاهيم المركزية في فكر يسوع هي فكرة البنوة من الله وهي احدى اهم نقاط الخلاف بين المسلمين والمسيحيين من جهة وبين المسيحيين انفسهم من جهة اخرى، فهل كان يسوع في قوله انا ابن الله يقصد بنوة حقيقة ثالوثية اقنومية على نحو ماتقوله الكنيسة الثالوثية ام ان المقصود بها هو شيء اخر؟
لنسمع من يسوع نفسه وهو ينطق بهذه الحكم الرائعة:
1وَلَمَّا رَأَى الْجُمُوعَ صَعِدَ إِلَى الْجَبَلِ، فَلَمَّا جَلَسَ تَقَدَّمَ إِلَيْهِ تَلاَمِيذُهُ. 2فَفتحَ فاهُ وعَلَّمَهُمْ قَائِلاً: 3«طُوبَى لِلْمَسَاكِينِ بِالرُّوحِ، لأَنَّ لَهُمْ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ. 4طُوبَى لِلْحَزَانَى، لأَنَّهُمْ يَتَعَزَّوْنَ. 5طُوبَى لِلْوُدَعَاءِ، لأَنَّهُمْ يَرِثُونَ الأَرْضَ. 6طُوبَى لِلْجِيَاعِ وَالْعِطَاشِ إِلَى الْبِرِّ، لأَنَّهُمْ يُشْبَعُونَ. 7طُوبَى لِلرُّحَمَاءِ، لأَنَّهُمْ يُرْحَمُونَ. 8طُوبَى لِلأَنْقِيَاءِ الْقَلْبِ، لأَنَّهُمْ يُعَايِنُونَ اللهَ. 9طُوبَى لِصَانِعِي السَّلاَمِ، لأَنَّهُمْ أَبْنَاءَ اللهِ يُدْعَوْنَ. 10طُوبَى لِلْمَطْرُودِينَ مِنْ أَجْلِ الْبِرِّ، لأَنَّ لَهُمْ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ. 11طُوبَى لَكُمْ إِذَا عَيَّرُوكُمْ وَطَرَدُوكُمْ وَقَالُوا عَلَيْكُمْ كُلَّ كَلِمَةٍ شِرِّيرَةٍ، مِنْ أَجْلِي، كَاذِبِينَ. 12اِفْرَحُوا وَتَهَلَّلُوا، لأَنَّ أَجْرَكُمْ عَظِيمٌ فِي السَّمَاوَاتِ، فَإِنَّهُمْ هكَذَا طَرَدُوا الأَنْبِيَاءَ الَّذِينَ قَبْلَكُمْ.
متي- الاصحاح الخامس.

والجملة المحورية التي تتصل بموضوعنا هي قوله "طُوبَى لِصَانِعِي السَّلاَمِ، لأَنَّهُمْ أَبْنَاءَ اللهِ يُدْعَوْنَ"

لفظ الابوة والبنوة عندما يطلق على شيئين لايقصد به دائماً تلك العلاقة القائمة على الولادة بل ان لفظ الاب يطلق على كل ما يكون سبباً في ايجاد الشيء فمن هذا الجانب يكون الله هو ابونا كلنا لانه السبب الحقيقي في وجودنا ونحن نكون اولاده وهذه في حقيقة الامر ليست علاقة مجازية وانتساب اعتباري بل هو عين الانتساب الحقيقي والبنوة الحقيقية ومانسبتنا الى اباءنا البشريين الا نسبة مجازية لان الاب البشري لايفيض عليك وجوداً ولايتسبب بوجودك فهو لايعدو ان يكون علة معدة تهيء الشرائط اللازمة لمنح الوجود فالاب البشري لم يخلق شيئاً من لاشيء ولم يوجد اي شيء ودوره من الناحية الجسدية مقتصر على تركيب النطفة وايداعها وهو لم يخلق العناصر التي تتركب منها هذه النطفة ! بل الخالق هو ذاك الذي منح الشيء وجوده وماهيته ! وهو على هذا يكون الموجد الحقيقي !

فنحن بهذا الجانب كلنا اولاد الله والله هو ابونا الحقيقي الذي كان سبب وجودنا ! والمشكلة الوحيدة هي انني لا اؤمن بوجود الله ! وانما انا اقارن كلام يسوع بما اعرف من فلسفة الهية !

لكن يسوع في كلامه المتقدم لايشير الى هذا النوع من البنوة لانه حصر البنوة بصانعي السلام فلابد انه قصد امر اخر غير هذه البنوة.
لقد راينا ان النبوة يعبر بها عن علاقة انتساب بين طرفين ولكي تصدق علاقة الانتساب لابد ان يكون هناك نوع من الارتباط بين الطرفين حتى تتحقق هذه النسبة.

وهذا الارتباط تارة يتحقق عن طريق كون احد الاطراف علة الطرف الاخر كما هو الحال في المناقشة المتقدمة او تارة اخرى حينما يكون احد الاطراف ملازماً للطرف الاخر من حيث القيام بامره او خدمته او تربيته او تفقده.

فصانع السلام استحق لفظ ابن الله اي استحق الانتساب الى الله لشدة قيامه بخدمه الخالق الذي يمثل السلام كل السلام اذ لايكون هناك شر من جهة الخالق لانه خير محض وسلام محض ومن يعمل في خدمة السلام ومن يصنع السلام تحقق فيه صدق النسبة الى الخالق من حيث انه قائم بخدمة الله فهو ابنه بهذا المعنى.

ويسوع نفسه تحقق فيه هذا المعنى باعتباره صانع سلام فهو ابن الله بنفس الطريقة التي ذكر انها ستكون لمن يصنع السلام ولا ارى بهذا صدق لمايدعيه المسيحيون حول بنوة يسوع من الله.

كما ان كون يسوع ابن الله يتحقق بمعنى ثان .... معنى خاص به وحده فكما قلنا ان الاب هو القائم بامر ابنه على نحو مايكون الاباء عندنا قائمون بامر اولادهم فنسمي رئيس الدولة اباً والشعب ابناء.

ويسوع لما جاء بالاعاجيب الكثيرة ولما نجا من المؤامرات التي حيكت ضده غير مرة دل هذا على وجود راعٍ دائمي يرعاه ويجنبه خطر اعداءه ومكرهم وهذا الراعي هو الله، فالله هنا صار ولي امر يسوع والقائم بامره فهو على هذا ابوه ويسوع يصير ابنه وهذا معنى يختص بالانبياء او بالذين يرعاهم الله ولا ارى فيه مرة خرى اي اصل لمايقوله المسيحيون !

32وَلَمَّا دَخَلاَ السَّفِينَةَ سَكَنَتِ الرِّيحُ. 33وَالَّذِينَ فِي السَّفِينَةِ جَاءُوا وَسَجَدُوا لَهُ قَائِلِينَ:«بِالْحَقِيقَةِ أَنْتَ ابْنُ اللهِ!».
متي-14

فبعد ان راؤا الاعجوبة قالوا له انت ابن الله اي ان الله يرعاك ويقوم بامرك كما يقوم الاب بامر ابنه.

وَأَمَّا يَسُوعُ فَقَالَ لَهُمْ:«لَيْسَ نَبِيٌّ بِلاَ كَرَامَةٍ إِلاَّ فِي وَطَنِهِ وَفِي بَيْتِهِ».
متي-13

لا ارى سوى نبي ولا ارى اكثر من هذا !

مفهوم اشراقي اصيل

احدى الامثلة التي جذبتني حقاً في كلام يسوع هو هذا المثل:
1فِي ذلِكَ الْيَوْمِ خَرَجَ يَسُوعُ مِنَ الْبَيْتِ وَجَلَسَ عِنْدَ الْبَحْرِ، 2فَاجْتَمَعَ إِلَيْهِ جُمُوعٌ كَثِيرَةٌ، حَتَّى إِنَّهُ دَخَلَ السَّفِينَةَ وَجَلَسَ. وَالْجَمْعُ كُلُّهُ وَقَفَ عَلَى الشَّاطِئِ. 3فَكَلَّمَهُمْ كَثِيرًا بِأَمْثَال قَائِلاً:«هُوَذَا الزَّارِعُ قَدْ خَرَجَ لِيَزْرَعَ، 4وَفِيمَا هُوَ يَزْرَعُ سَقَطَ بَعْضٌ عَلَى الطَّرِيقِ، فَجَاءَتِ الطُّيُورُ وَأَكَلَتْهُ. 5وَسَقَطَ آخَرُ عَلَى الأَمَاكِنِ الْمُحْجِرَةِ، حَيْثُ لَمْ تَكُنْ لَهُ تُرْبَةٌ كَثِيرَةٌ، فَنَبَتَ حَالاً إِذْ لَمْ يَكُنْ لَهُ عُمْقُ أَرْضٍ. 6وَلكِنْ لَمَّا أَشْرَقَتِ الشَّمْسُ احْتَرَقَ، وَإِذْ لَمْ يَكُنْ لَهُ أَصْلٌ جَفَّ. 7وَسَقَطَ آخَرُ عَلَى الشَّوْكِ، فَطَلَعَ الشَّوْكُ وَخَنَقَهُ. 8وَسَقَطَ آخَرُ عَلَى الأَرْضِ الْجَيِّدَةِ فَأَعْطَى ثَمَرًا، بَعْضٌ مِئَةً وَآخَرُ سِتِّينَ وَآخَرُ ثَلاَثِينَ. 9مَنْ لَهُ أُذُنَانِ لِلسَّمْعِ، فَلْيَسْمَعْ»
متي-13

عندما نسال الفلاسفة كيف نصل الى الحقيقة؟ فاننا سنواجه جوابين ومدرستين الاولى هي المدرسة العقلية المشاءية وهذه المدرسة تعتمد على قدرة العقل على ترتيب المقدمات بغية الوصول الى الحقيقة واليقين وخير من مثلها هو ارسطو وسميت بالمدرسة المشاءية لان ارسطو كان يعلم تلاميذه بينما هو يمشي وخير من مثله من الفلاسفة الاسلاميين: ابن سينا الذي لقب بالمعلم الثاني والفارابي.

اما المدرسة الثانية فتعرف بالمدرسة الاشراقية، فالاشراقيون والعرفانيين بصورة عامة يرون انه بالامكان الوصول الى الحقيقة عن طريق صقل مرآة النفس وتخليص النفس من درن الذنوب وكلما صفت نفس الانسان كلما تكشف له حقائق الوجود اكثر فاكثر فالعرفانيون يرون ان الله وهو مفيض الصور العلمية على الموجودات هو فاعل تام الفاعلية وليس هناك تغير واختلاف في فاعليته وانما النقص يكون في جهة المستلم فالذنوب والانشغال بالحياة تحد من قابلية الانسان على المعرفة وتجعله وعاءاً ضيقاً لايستوعب العلم المفاض عليه من قبل الله مع ان مقدار مايفاض عليه من علم متساوٍ مع الكل ولذا يجب على الانسان ان يهذب نفسه ويصقل مرآة قلبه ويزيل الذنوب العالقة بها وعندها تشرق عليه المعارف والحقائق الكونية وتنعكس على صفحة قلبه على نحو ماتنعكس صورة الرائي في المرآة ولذا سمي هؤلاء بالاشراقيين وخير من يمثلهم افلاطون. ومن المسلمين: السهروري.

العرفانيون يرون ان العقل اوطأ منزلة من العرفان ولذا فهم لايهتمون بكتابة استدلالات فلسفية على صدق اراءهم لانه كسبوها بالاشراق العرفاني ولاداع مع هذا لوضع اثبات عقلي لما يتم الحصول عليه بطريقة ارفع من طرق الاثبات العقلي.

وما يطرحه يسوع هنا هو عين العرفان، فهو يمثل فيض المعرفة الالهي بمثل الزارع الذي يطرح ويوزع بذوره على الكل فليس هناك اي نقص بجهة الزارع لانه القى البذور في كل مكان على نحو انه لايوجد قصور في فاعلية الله ولكن اين يكون القصور في مثل الزارع؟

يكون القصور في جهة المتلقي للبذور فهناك المحل الخصب الصالح للانبات وهناك الصخور التي لايثبت عليه بذور مع درجات في البينوهكذا فما يفيضه الله من علم مافيه نقص ومافيه اختلاف من مكان لاخر بل الاختلاف يكون في الناس انفسهم فهم مثل التربة بعضها صالح للزراعة والاخر غير صالح لذلك، وفي الحقيقة ان الاديان كلها تنهج منهج عرفاني حيث يتطلب الايمان ترويض النفس عن طريق العبادات التي يفترض انها تنقي القلب وتصقله فتنكشف للانسان ملكوت السماوات حتى يسمى الاكبر فيها !

ومن كانت له اذنان فليسمع !

سأكمل الموضوع فيما بعد
وافتح النقاش حول هذا الجزء من البحث
وشكراً لقراءة المقال
06-27-2007, 10:08 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
المفاهيم العرفانية في فكر يسوع الناصري - بواسطة Enki - 06-27-2007, 10:08 PM

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  "يسوع الطيب والمسيح الوغد" بسام الخوري 1 1,234 10-16-2010, 10:57 AM
آخر رد: بسام الخوري
  أغنية الصليب: يسوع مرر فمك على رمحي. يا أيها المثلي زريـاب 1 1,168 09-04-2008, 11:31 PM
آخر رد: زريـاب
  رأيتُ يسوع في منامي (مارأي الزملاء المسيحيين) ؟ Jupiter 21 5,093 04-08-2008, 08:24 AM
آخر رد: shaytan_el3alam
  هل كان يسوع داعية للمساواة بين الرجل والمرأة ؟ Jupiter 1 830 02-26-2005, 03:05 PM
آخر رد: Jupiter

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS