الزميل اوارفي (f)

سياسة اللعب على الحبال ليست بعيدة عن توجه النظام السوري , وهي سمة معتمدة للنظام , وفي النهاية هناك التقاء بين المصلحتين السورية والايرانية
ولكن ايضا هناك اختلاف في تفاصيل الامور الفرعية التي يحركها النظامان ويثيرها للبؤر الساخنة في العراق ولبنان وفلسطين
من هنا بدا الكاتب ناهض حتر قراءته او تكهناته لمستقبلية الاوضاع في هذه الدول .. أتفق معك بمجمل ماذكرته

المقال الثاني :

مقالان ممنوعان لناهض حتر/(2)

القوميون ..للإندماج في التيار الإسلامي/ خاص بالبديل العراقي


ناهض حتر


(2)القوميون ..للإندماج في التيار الإسلامي





سأبدأ باستنتاج يبدو حاسما :التيارات القومية ، الناصرية والبعثية والمتمركسة، أصبحت ، من حيث الجوهر، " اسلامية" أو قل ـ للدقةـ متأسلمة. بل ويمكن احتسابها ، واقعيا، على أجنحة الإسلام السياسي ، من " الأخوان المسلمين" وحتى " القاعدة".



وللوهلة الأولى قد يستثني المراقب، السوريين القوميين الاجتماعيين ، من هذا الإستنتاج، ربما بسبب علمانيتهم الصلبة وقاعدتهم ذات الأغلبية المسيحية، لكن انضواء هؤلاء في لبنان ، تحت مظلة حزب الله ، ربما يجعلنا مترددين في إقرار ذلك الإستثناء ، أقله من الناحية السياسية.


لا يطلق القوميون، لحاهم ، ولا ترتدي القوميات، الحجاب. وما تزال عاداتهم الحياتية، على الأغلب، مدنية . ولكن ، مَن قال إن هذه المظاهر تحجب المضامين الفكرية ـ السياسية المتأسلمة لخطابهم ؟


بل أن القوميين ، جراء الشجاعة أو اليأس، يتجاوزون المواقف الإسلامية التقليدية والمعتدلة، ويجاهرون بنصرة التيارات السلفية الجهادية ، بما فيها ، بل على رأسها " القاعدة"!


حزب البعث العراقي ـ جناح عزة الدوري ، انتقل ، الآن ، كليا ، الى الاسلام السياسي ، وقد بنى علاقة غامضة مع" تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين" ، إنْ لم يكن بالتنسيق المباشر ، فبالتلازم الموضوعي في النهج.


ومن قلب " فتح الانتفاضة" القومية المتمركسة، خرج تنظيم " فتح الاسلام" . وهو تنظيم يسير في خط " القاعدة" .

وسورية البعثية العروبية العلمانية ـ التي تجرّم الإخوان المسلمين السوريين ـ هيأت لهم الأرض ، بوساطة سياسات الأسلمة الداخلية، وتحالفها المديد المتداخل مع نظام الملالي في ايران . وتأثيراته في سورية لا تخفى على البصير. بالإضافة الى العلاقات المعقدة التي تقيمها دمشق مع منظمات اسلامية ، شيعية وسنية.

القوى القومية في لبنان ، تتأسلم سياسيا ، من دون تقديم تنازلات في الجوانب الأخرى. وهذا متاح في لبنان فقط، بسبب تركيبته الثقافية الخاصة.


ناصريو مصر يتحركون في ظلال الإخوان المسلمين، الا أن أكثرهم جذرية، يخرج على الفضائيات ، ويؤيد " القاعدة" أو نهجها.



في الأردن ، لم يعد بالإمكان ، كليا، التمييز بين القومي والإسلامي، على تدرّجات تبدأ من التلاقي السياسي ، ولا تنتهي بالتأييد العلني أو الضمني للإرهاب والمذهبية .






ولعل القارئ المتابع ، يلمح في الخطاب القومي في الأردن والعالم العربي ، الإسلاميات الجهادية الرئيسية التالية:


ـ 1ـ تقسيم العالم ، على طريقة بن لادن، الى معسكرين على أساس ثقافي حضاري عنصري،



ـ 2ـ الإنخراط في ايدولوجيا العداء للشيعة،



ـ 3ـ التفسير التآمري للأحداث والتطورات،



ـ 4ـ التماهي ـ المقصود ـ بين" الأمة العربية" ، بما يفرضه الإصطلاح من التزامات ايدولوجية علمانية، وبين " الأمة الإسلامية" كمصطلح ايديولوجي ديني. ويتم التماهي من خلال شطب التعريف ، والإكتفاء باصطلاح " الأمة"



ـ 5ـ العداء الطائفي الصريح لليهود على العموم ، وليس للصهاينة ،



ـ 6ـ الدفاع العلني أو المضمَر عن استخدام الإرهاب ضد المدنيين.






وهذا غيض من فيض.






واختم بالملاحظات التالية:






أولا، الطروحات الإخوانية والاسلامية الوطنية ـ كما في حالة المقاومة العراقيةـ هي أكثر عقلانية ومدنية ـ بسبب التفاعلات مع القضايا الحية ـ من "فكر" القوميين المتأسلمين الذين هم بقايا حركة أفلت وانتهت.



ثانيا، الظاهرة القومية المتأسلمة هي ظاهرة صوتية ، من دون أي فعالية فكرية أو اجتماعية أو سياسية. انها تتعلق ، في النهاية ، بحالات فردية، واحيانا، شخصيات مهووسة، تستهلكها الفضائيات أو تتحملها الحركات الوطنية لأسباب انسانية.



ثالثا، أفضل ما يفعله القوميون المصرون على ممارسة " الوجود" هو الالتحاق الفعلي بالحركات الإسلامية الملائمة لبنى تفكيرهم وأمزجتهم، بحيث يتم اغلاق هذا الملف وضوضائه بصورة منتجة، و يكون لدينا ، بالتالي، ثلاثة تيارات سياسية : التيار الليبرالي الوطني والتيار اليساري والتيار الاسلامي. أما الليبرالية الجديدة ، فهي اختراق استعماري ينبغي استئصاله
__________________________

من حق الجريدة تمنع نشر هذا المقال , فهو لخبطة فكرية تضرب يسارا ويمينا دون تحديد للهدف