Array
أنت تعلم و أنا أعلم أن من أحد قواعد المسيحية العريضة و التي يتم ذكرها مرارا و تكرارا في نصوص العهد الجديد أن المسيحي ليس تحت الشريعة الموسوية.
[/quote]

عريضة هذه القاعدة، ولا أعلمها.

وبصراحة لا أصدقها، لأن واقع حال تاريخ المسيحية يناقضه، بما فيه أخذ المسيحيين بشرائع الموسوية لليوم، بما فيهم بابا الفاتيكان.
أنا لا أصدق ما يقوله المسيحي اليوم أو بعضهم عن نفسه، لأن لكل صيغته الخاصة وتبييضه لحاله، في عالم لا يمكن فيه للمسيحي أن يبقى (بالشكل المعنوي لا الجسدي) إلا بهذه الافتراضات.
ثم أن الكتاب المقدس يؤخذ بكليته عند البعض لا منقوصاً، فالعهد القديم ليس موضوعاً للفرجة والتبرك به وحسب.
ربما اليوم تم التأكيد على نصوص للتخلص من العهد القديم في المسيحية وثقلها، لكن الإسلام أيضاً يمكن فيه تأويل وإصلاح بنفس الطريقة، وهذا حاصل فعلاً كما ذكر إبراهيم لدى الكثير من الطوائف الإسلامية. فالحديث لا يتفق عليه المسلمون مهما حلفوا وأبرزوا من وثائق، فهو ثقل تاريخي مهلهل كالعهد القديم.
أما القرآن فهو حمال أوجه، يمكن التلاعب به بسهولة وتحويله ليقول بالعلمانية كما يفعل شحرور مثلاً.
التركيز اليوم على قدرة إصلاح الإسلام ووجهه الجوهراني ليس لفرق حقيقي بينه وبين المسيحية، ولكن لواقع الحال. فالدول الإسلامية بأغلبيتها في دول العالم الثالث، بينما أغلبية الدول المسيحية السابقة في العالم المتقدم.
وهذا لا يعني شيئاً بحد ذاته، لأنه يعبر فقط عن صورة من صور التاريخ وحسب. يعني كأننا نأخذ صورة في التاريخ ونطلق عليها نتائج لشيء آخر لا علاقة له بالموضوع.
فالبلاد الإسلامية كانت حضارية وحكمت العالم يوماً وكانت متقدمة بكل المجالات، ولو أخذت الصورة وقتها للعالم لما قلت ما تقوله اليوم. حتى ابن رشد آخر فلاسفة الحضارة الإسلامية كان مؤمناً ومسلماً، وبقيت الرشدية تُدرس في أوروبا لقرون.

نتيجتي:
الجوهرانية غير موجودة. والدين بحد ذاته ليس عامل تقدم وتحضر ولا تأخر وتقهقر وتخلف، إسلاماً، مسيحية ويهودية.

(f)