{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
حب النساء وحده غير كاف لحصول كثرة الجماع فعلاً
arfan غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 1,378
الانضمام: Nov 2004
مشاركة: #1
حب النساء وحده غير كاف لحصول كثرة الجماع فعلاً

" كان يسمي ذلك العام بعام الحزن ولكن هذا الحزن لم يمنعه من الزواج لما قلناه من أنه متهيج الأعصاب , وأنه من تهيج أعصابه كان في حالة تمشير ونشاط للجماع"


لم يكن محمد نفسه تابعاً الحكم في الزواج ولم يتقيد به حتى أنه تزوج اثنتي عشرة امرأة وقد ذكروا أنه خطب ثلاثين , وعقد على ثلاث وعشرين منهن , ودخل باثنتي عشرة امرأة , وتوفي عن تسع زوجات , وهو مع ذلك لم يذكر في القرآن ولا في أحاديثه النبوية ما يدل على أنه كان مستثنى من هذا الحكم , بل سكت عن ذلك , إلا أن تزوجه أكثر من أربع زوجات فعلاً دل على أنه مستثنى من ذلك الحكم , وأنه من خصائصه كما قالوا (1)

لو فرضنا أن تعدد أزواجه إلى أكثر من أربع كان قبل نزول أية التحديد بالأربع لما جاز أيضاً أن يبقيهن بعد نزولها , بل كان عليه أن يمسك منهن أربعاً ويترك الباقيات , كما أمر بذلك غيلان , فإنه لما أسلم كان له عشر نسوة فأمره النبي أن يختار منهن أربعاً ويترك سائرهن (2) ولا نعلم أحداً من الصحابة أعترض بذلك على محمد ولا سأله عنه , ولكن علماء المسلمين تكلموا فيه وقالوا بأنه من خصائصه أي من الأمور التي تجوز له ولا تجوز لغيره , فهم يعنون بالخصائص ما تسميه الناس اليوم بالامتيازات

لاشك أن عدم تقيده بهذا الحكم الشرعي الذي شرّعه لأمته غريب , وأغرب منه الحديث الذي ورد عن أنس : فضلت على الناس بأربع , بالسخاء والشجاعة وقوة البطش وكثرة الجماع (3)

وعن سلمى مولاته أنها قالت طاف رسول الله على نسائه التسع ليلة وتطهر من كل واحدة قبل أن يأتي الأخرى , وقال هذا أطهر وأطيب (4) قال ابن القيم في زاد المعاد : وكان يطوف على نسائه في الليلة الواحدة , وكان قد أعطي قوة ثلاثين في الجماع وغيره , وأباح الله له من ذلك ما لم يبحه لأحد 0 قال وروى أبو داود في سننه عن أبي رافع مولى رسول الله أن رسول الله طاف على نسائه في ليلة فاغتسل عند كل واحدة منهن غسلاً فقلت يا رسول الله , لو اغتسلت غسلاً واحداً , فقال هذا أطهر وأطيب (5)
قد يقال لا غرابة في كثرة جماعه لأنه كان يحب النساء حباً شديداً كما جاء عنه في الحديث المشهور , ( حبب إليّ من دنياكم الطيب والنساء وجعلت قرة عيني في الصلاة ) (6)

ولكن هذا القول لا تندفع به الغرابة , لأن حب النساء وحده غير كاف لحصول كثرة الجماع فعلاً , فإن ذلك يحتاج عدا حب النساء إلى قوة في الظهر ومرة في الأعصاب فلا بد من أسباب أخرى تكون هي التي أنتجت فيه كثرة الجماع
مما دلت عليه الآثار واستفاضت به الأخبار أن محمداً كان في حالة تمشير ونشاط في الجماع مستمرة فهذه الحالة هي التي حببت إليه النساء , وهي التي خرجت به عن حد الاعتدال في الجماع فحبه للنساء ناشئ من هذه الحالة وليست هذه الحالة ناشئة من حبه للنساء أما هذه الحالة المستمرة فيه , أعني حالة تمشيره ونشاطه للجماع , فهي على ما نرى ذات اتصال بحالته العصبية التي ذكرناها وأوسعناها سرحاً وإيضاحاً فيما تقدم ومعنى كونها ذات اتصال بها أنها ناشئة منها ومسببة عنها وذلك أن أعصاب محمد كانت في تهيج مستمر تزيد تهيجاً على تهيج بأقل مؤثر يؤثر فيها وأدنى حادث لها حتى كانت تعتريه تلك النوبة التي كانت تأخذه عند تهيجها والتي كانوا يظنون أنها هي حالة الوحي , وقد علمت مما ذكرناه سابقاً أنها لا علاقة لها بالوحي لأنها كانت تعتريه وتأخذه منذ الصغر قبل النبوة وقبل أن يوحى إليه , وإذا علمنا أن أعصابه كانت في تهيج مستمر , وعرفنا أن تمشيره ونشاطه للجماع لم يكن إلا عرضاً من أعراض ذلك التهيج المستمر في أعصابه , علمنا ما في كثرة جماعه من سر غامض إذ لا شك أن الجماع يكون خير مسكن لأعصابه وهو في تلك الحالة فكان كلما اشتدت حالته العصبية تهيجاً يلجأ إلى الجماع تسكيناً لأعصابه من تهيجها كما كان إذا اعتراه حزن أو همّ يلجأ إلى الصلاة , فتكون الصلاة له خير سلوى عمّا هو فيه من هم ّ وغمّ , لأن نفسه في الصلاة تتجه إلى الله فتشغلها العبادة عمّا هي فيه من هموم وأحزان ولذلك قال : وجعلت قرة عيني في الصلاة وقد ذكر الحلبي في سيرته : أن كان إذا أحزنه أمر فرغ إلى الصلاة فبهذا تعرف لماذا كان يكثر من الجماع , ولماذا قال : وجعلت قرة عيني في الصلاة

فإن قلت لو كان إكثاره من الجماع ناشئاً من حالته العصبية كما تقول لكان يجب أن يكون جماعه كثيراً في مكة أيضاً قبل النبوة وبعدها والحال هو أنه كان في مكة ولم تكن له إلا زوجة واحدة وهي خديجة , وكان قبل أن يتزوجها عزباً لا زوجة له , وكانت تلك الحالة العصبية موجودة فيه إذ ذاك على ما تدعي وتقول , فلماذا لم تكن كثرة الجماع منه إلا في المدينة
قلت : إن حالته العصبية موجودة فيه قبل النبوة بل منذ الصغر , وليس هذا مما أقوله أنا أو أدعيه بل ذكره الرواة وعلماء السير , وقد مرّ بيان ذلك فلا حاجة إلى ذكره هنا

أما أن إكثاره من الجماع لم يكن إلا في المدينة فلأن أسباب الإكثار منه لم تتهيأ له إلا في المدينة حيث كثرت أزواجه وسراريه , وأما في مكة فكانت له دورتان إحداهما قبل النبوة وقبل أن يتزوج خديجة , والأخرى بعد أن تزوج خديجة وبعد النبوة, فأما في الدورة الأولى فكانت حالته العصبية في اشد ما تكون من التهيج , ولذا كانت تقع له عملية شق الصدر في تلك الدورة , حتى أنها وقعت له ثلاث أو أربع مرات كما مرّ وهو في هذه الدورة لم يكن يعلم أن الجماع من المسكنات لحالته العصبية لأنه لم يتزوج ولم يجرب ذلك فعلاً فكان يتحمل أعباء تلك الحالة بصبر واستسلام إلى الأقدار
وأما في الدورة الثانية أي بعد تزوجه خديجة , فما يدريك لعله كان يكثر الجماع معها نعم ! إن كثرة جماعه في مكة لم تكن مثل كثرة جماعه في المدينة , إذ لا يمكن عادة أن يجامع امرأة واحدة بقدر ما يجامع تسع نسوة ولكنه على كل حال كان يكثر من الجماع مع خديجة , ولذا نراه بعد تزوجه إياها قد خفت وطأة حالته العصبية بعض الشيء فلم يعد كما في السابق يرى في نوبته العصبية تلك العملية المدهشة التي هي عملية شق الصدر
ويدلنا على أنه كان بمكة أيضاً في حالة تمشير ونشاط للجماع كما في المدينة أنه لم يلبث بعد وفاة خديجة إلا أياماً حتى تزوج سودة بنت زمعة , وعقد على عائشة بنت أبي بكر , وذلك في الشهر الذي توفيت فيه خديجة , مع أنه كان في حزن شديد لوفاة عمه أبي طالب , ووفاة زوجته خديجة , حتى أنه كان يسمي ذلك العام بعام الحزن ولكن هذا الحزن لم يمنعه من الزواج لما قلناه من أنه متهيج الأعصاب , وأنه من تهيج أعصابه كان في حالة تمشير ونشاط للجماع

فإن قلت : لماذا إذن لم يتزوج على خديجة غيرها وهو بمكة وحالته المذكورة تقتضي أن لا يكتفي بخديجة وحدها ؟
قلت : أولاً لأن خديجة أحبته حباً شديداً ووازته بنفسها , وواسته بمالها وثبتته في أمر النبوة كما مرّ ذكره , حتى أنه لم يزل بعد وفاتها يذكر ما لها عليه من فضل طول حياته , فلم يرَ من الوفاء ولا من الإنصاف أن يؤذيها بـأن يتزوج عليها غيرها فكانت نفسه تتوق إلى الزواج ولكنه كان يكظم توقانها وفاءً لخديجة وكرامة لها ثانياً : إن حالته المالية كانت لا تساعده على أن تكون له عدة زوجات كما كان في المدينة , فإنه وهو بمكة كان يعيش بمال خديجة , ولولا خلقه العظيم وطبعه الكريم لا حتال على خديجة وأرضاها بأن يتزوج عليها بمالها من شاء من النساء , ولكنه لم يفعل ذلك , ولا هو ممن يفعلونه , لأنه خلاف الوفاء وخلاف الإنصاف هذا , ولنذكر لك أزواجه وكيف تزوجهن ومن دخل بها منهن ومن لم يدخل , على الترتيب

يتبع
(1) سورة النساء الآية : 3
(2) (2) سورة النساء الآية : 129
(1) أنظر السيرة الحلبية , 3/ 313 – 325
(2) انظر القرطبي تفسير الآية : 3 من سورة النساء 0
(3) زاد المعاد : 3/ 147 0
(4) زاد المعاد , 3/147
(5) زاد المعاد , 3/ 146 – 147 0
(6) سنن النسائي , كتاب عشرة النساء , باب حب النساء , الحديث : 3878 , باب مسند مالك بن انس , الحديث : 11845 , 11846 0


* من كتاب الشخصية المحمدية للكاتب والشاعر العراقي – معروف الرصافي 0


07-21-2007, 05:47 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
حب النساء وحده غير كاف لحصول كثرة الجماع فعلاً - بواسطة arfan - 07-21-2007, 05:47 PM

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  الشاطر: النساء عورة يتوجب عدم كشفها.. ومرشحات الإسلاميين يضعون ورود مكان صورهم fahmy_nagib 7 1,759 11-15-2011, 04:00 PM
آخر رد: على نور الله
Question عامة اهل النار من النساء الباحثة عن الحقيقة 23 6,523 11-13-2011, 05:34 PM
آخر رد: yasser_x
  رسالة من قبطي غاضب إلى أمه مصر .... (شيء مؤثر فعلاً) العلماني 16 5,738 01-28-2011, 01:57 AM
آخر رد: vodka
  هل نحن فعلاً متدينون : الأخلاق بلا تدين أفضل من التدين بلا أخلاق بسام الخوري 12 4,155 09-28-2010, 11:52 PM
آخر رد: عبادة الشايب
  هل حركة فتح الفلسطينية حريصة فعلاً على إجراء انتخابات نزيهة؟ المهاجر الفلسطيني 37 9,141 11-07-2009, 12:12 PM
آخر رد: المهاجر الفلسطيني

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 2 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS