من قال أن التعدد ممارسة غير قائمة ؟ ومن قال ان بعض حالاتها لا تتم بتارضي الطرفين كما تقول ؟ ولكني يا عزيزي انما اناقش القضية في بعدها العام التاريخي والاجتماعي والديني كممارسة ذكورية جاهلية اقرها الاسلام دون تقديم تبرير واقعي لها ضمن منظومة المكتسبات الذكورية التي حافظ عليها في بيئة تعلي من دور الذكر الفحل (أي مجرد عادة ذكورية لا اكثر) ومن ثم انبرى الفقهاء المعصرون لتقديم مبررات لها ولكن من الواضح أنها مبررات غير منطقية وغير عقلانية ولا تنجح في تبرير التعدد، اذ ينسى هؤلاء الفقهاء أن تبريراتهم مفصلة على مقاس الذكر دون الانثى (راجع مقالي للوقوف على مناقشة تلك التبريرات، وهو في مجمله قراءة نقدية للمبررات الفقيهة التي يسوقها الفقهاء للدفاع عما يرونه حكمة التعدد بل وفضيلته !!!!!!! ) ..

عزيزي احمد .. لا اريد ان ادخل معك في جدل فقهي وديني حول : هل الاصل في الزواج التعدد كما قال كثير من الفقهاء أم أن التعدد مجرد رخصة وحالة خاصة كما قال كثير من الفقهاء ايضا .. ما يهمني هو واقع مجتمعي الذي قبلته أنت شخصيا حكما بيني وبينك .. وواقعه يظهر الرفض النسائي الصريح تارة .. والضمني تارة اخرى لفكرة تعدد الزواجات والتعامل معها على أنها ممارسة ظالمة مهينة لمشاعر المرأة وكرامتها .. ورغم ذلك لا تجد الواحدة منهن حرجا في الدفاع عن عدالة التعدد وحكمته ولكن بشرط الا تكون هي نفسها محلا للتعدد !!!!! .. فهل عرفت الآن اين النفاق الذي اعنيه ؟ ..

عزيزي .. أنا افهم الزواج على أنه رابط انساني بين شخصين (وهذا ما يؤكده القرآن نفسه عندما وصف الزواج بتعبير بليغ بأنه سكن عنوانه المودة والرحمة ) ويصعب علي فهم الزواج كحل لمشكلة عددية ناجمة عن زيادة الاناث عن الذكور، أو لاشباع رغبات رجل شهواني لا يصبر على فراق زوجه اثناء فترات الحيض !!! أو لحل مشكلة عقم الزوجة الأصلية (هل الزوجة المنجبة مستأجرة للانجاب فقط !؟ ) أو لتجديد نشاطه وتلبية رغباته المتجددة بعد انتهاء صلاحية الزوجة القديمة نتيجة المرض أو الشيخوخة !؟ .. فهل هذه الممارسة تأتلف مع سمو الزواج ؟ .. ثم ... ماذا عن المرأة ؟؟ الا تنطبق عليها كل تلك التبريرات ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

مع التحية ..