(f)(f)


الفرق بين الدين كفكر أو أي أيديولوجية يراد منها تحسين المستوى الحياتي للبشر وتأمين العدل والحرية والمساواة ...

في حواري مع الصديق العاقل في قسم الحوارات الثنائية وضحت أمور كثيرة وأهمها الجمود الذي يحشر الإسلام نفسه به

المسألة لا تعود إلى المفتي أو الإمام، الذي بحوزته نصوص يجب العمل بها

التيار السائد في العالم الإسلامي أميل للسادية

فهو يشاهد مظاهر القتل والدمار والتنكيل التي ترتكب يومياً باسم الدين الحنيف، دون أن تهتز له قيد أنملة

فما يحصل امر حتمي لتطهير البلاد الإسلامية من الكفرة والمرتدين والزنادقة وسواهم

كما تسمع من الأئمة أن ما يحصل ليس من الإسلام في شيء

لكني أختلف معهم تماماً فالإسلام وفي نصوصه المقدسة وأهم مصادرها القرآن قد حض على القتال بحجة الجهاد

القتال يعني زهق روح إنسان وتغييبه عن مسرح الحياة، لا تهم طريقة القتل المهم هو إفناءه !!

لاحظوا المشكلة الإقصائية

حين يغيب الفكر والحوار ويباح القتل لأجل التطهير .

والمتطرفون الإسلاميون حين يقدمون على الإنتحار أمام مسجد لملة إسلامية أخرى أو في بهو فندق أو بين جمع غفير في أحد الأسواق، إنما ينفذون منطوق الآيات القرآنية



لقد حلت المشكلة في أوروبا بأسلوب بسيط للغاية

وهو تحييد الكنيسة عن الحياة السياسية وتدريس المنهج النقدي وإعطاء الحرية للآراء المخالفة للكنيسة وحتى أدق التعاليم المسيحية حساسية في التعبير عن ذاتها وحتى نشرها وطباعتها .

بينما تصدر فتوى في إيران بجواز قتل الكافر سلمان رشدي، ويكفر في السعودية ويمنع كتابه في عموم الدول الإسلامية

المشكلة تنطلق من هنا

تغييب الآراء

في ظل الخوف

نعم الخوف من الرأي الآخر الخوف إلى إيمان المسلمين

والأئمة ورجال الدين يعلمون تماماً أن لولا الخوف لغادرهم أغلب المسلمين إلى مصادر أخرى للعلم والمعرفة أكثر معاصرة وقرباً للذات الإنسانية .

في الإسلام الحديث هناك كمال أتاتورك والحبيب بو رقيبة واستطاعا أن يقوما بتحديث مجتزأ

حيث عطلوا الدور السياسي لرجال الدين وخالفوا ببعض توجيهاتهم صريح القرآن، لكنهم لم يرسخوا مبادئ الديمقراطية .

وبالمقابل :

حزب العدالة والتنمية في تركيا ذو الإتجاه الإسلامي قد اعتلى سدة الحكم بواسطة الإنتخابات أي أنه لم يأت على ظهر دبابة أو بواسطة انقلاب عسكري، وقد احترم اللعبة السياسية ومبادئ الدولة العلمانية التي أسس لها كمال أتاتورك كما واستطاع تحقيق التنمية وأدار تركيا بأسلوب حداثي ملفت للنظر .

كما بالمقابل

يستطيع رجل دولة مسلم أن يطور في الأسلوب التعليمي وأن يبني كوادر جيدة وأن يستعين بخبرات طيبة لإرساء الفكر النقدي في المناهج التدريسية

ولن تمض عشرة سنوات إلا ويكون في المجتمع كوادر ذات إنتاجية عالية ومنطق سليم في الإدارة وترتقي الدول الإسلامية إلى مرتبة تجاري أقرانها من الدول الأخرى

يستطيع رئيس الدولة أن يمنع لبس الحجاب في المدارس والجامعات والوظائف الرسمية، وسوف يحارب من رجال الدين الذين يسيطرون عبر تطبيق هذه الرموز ، لكن المعركة هنا ستبقى شكلية دون الخوض إلأى المضمون .

فـ لأفضل هو أن تعلم الناس أن يزيلو صفة المقدس عن النصوص التي يحفظونها ويحاولون محاكمتها بمنطق ذاتي دون الإعتماد على سؤال الفقهاء ممن يروجون للإعجاز ليقنعوا ذاتهم والآخرين بأن القرآن كتلة واحدة مترابطة وهي كلام الله ..

الفقر وسوء توزيع الثروة سبب في التخلف

العشائرية والفئوية سبب آخر

الفردية الفجة سبب

الديكتاتورية وغياب الديمقراطية

هناك عشرات الأسباب

يتبع

الليبرالي

(f)(f)