Array
الزميل اسماعيل أحمد,
(f)
أرجو أن تتحمل سؤالي أيضا. ما هو منهج المسلمين في مخالفة الحكم القطعي للآية القرآنية التالية :
( إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاء وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ )
سهم المؤلفة قلوبهم ثابت في القرآن غير منسوخ. لم يعهد النبي الكريم لأحد من الأمة باسقاط هذا السهم, و ظل يعمل به حتى توفي.
فلم مُنع المؤلفة قلوبهم من هذا السهم بعد رسول الله؟
لتغير المصلحة بتغير الأزمان !
حسن.. رضينا منكم هذا الجواب. و إن خالف مشاركتكم السابقة.
تحياتي
[/quote]

أبدا يا صاح لا تقولني ما لم أقله ولا يمكن أن أقوله، فالمصلحة لا تقضي على الشرع، بل حيث كانت شريعة الله فثمة مصلحة، ولا ينظر للمصلحة المرسلة في مورد النص، بل ما سميت مرسلة إلا لخلوها من نص شرعي معتبر....

تعطيل النصوص باسم المصالح والمقاصد خطر عظيم اجترأ عليه بعض المعاصرين ممن سماهم شيخنا القرضاوي بالمعطلين الجدد...

سهم المؤلفة قلوبهم هو للمؤلفة قلوبهم، فحيث كانت هناك تأليف للقلوب كان هذا السهم، وحيث أغنى الله عن هذا التأليف بعز الإسلام حجب هذا السهم لعدم تحقق شروطه لا لتعطيله باسم المصلحة كما تظن!

هب أن اعتمادا ماليا في إحدى الجامعات خصص للطلبة المتفوقين فتخلف في المضمار بعض من كانوا يصرفون بالأمس مكافآتهم فهل يعد حرمانهم إلغاء للاعتماد؟!
إنه باق يصرف منه من استكملوا شروط الصرف
وقد رفض عمر رضي الله عنه إعطاء بعض شيوخ البدو ما كانوا ينالونه من قبل تألفا لقلوبهم، أو تجنبا لشرورهم، لأنه رأى أن بعد هزيمة كسرى وقيصر، لم يعد الإسلام بحاجة لتألف حفنة من رجال القبائل الطماعين، فليعيشوا كغيرهم من المسلمين أو ليذهبوا للجحيم...


خذ مثلا الآية التي كنت تفضلت بإيرادها، إنها تكلمت عن سهم (العاملين عليها) فإن لم يوجد هذا الصنف لعدم قيام حكومة مسلمة بجمع الزكاة وتوزيعها على المستحقين فما مصير هذا السهم؟
إنه سقط، ولكنه لم يسقط تعطيلا كما ترى

سهم الرقاب أيضا أين هو اليوم؟ هل تعطل؟
أيضا لم يتعطل ولكنه سقط لأن الرق ألغي..


سهم الفقراء أيضا... هب أن فقيرا ورث مالا جما، أو رزقه الله رزقا حسنا بأي سبب، فهل نبقي على نصيبه من الصدقات أم يتغير تعاملنا المالي معه بتغير حاله، وربما يجبر على دفع الزكاة إن غدا مالكا لنصابها، بعد أن كنا مجبرين على أن نجمع له ونعطيه من مال الزكاة...

باختصار سهم المؤلفة قلوبهم قائم، وهو مرتبط بأحوال خاصة، تحتاج لتأليف، والحاجة لتأليف بعض القلوب اليوم قائمة، والعمل بهذا الحكم قائم أيضا، وما إسقاط عمر لهذا السهم، أو لحد السرقة في عام الرمادة تعطيلا لنصوص وراء مصلحة موهومة، وإنما فقه منه رضي الله عنه بشرائط هذا السهم، ومناط ذلك الحد، وهذا ما يغفل عنه كثيرون من دعاة تعطيل النصوص باسم المصلحة....

وشكرا(f)


أخي حامد

الشيخ محمد الغزالي مات وهو في ندوة علمية بالرياض، ثم دفن بالمدينة المنورة، وأما الذي مات وهو نائم وعلى صدره صحيح البخاري فهو حجة الإسلام الغزالي صاحب الإحياء، وهذا ما أراد الزميل (يجعله عامر) لفت نظرك إليه

واسلموا لود واحترام:redrose: