قتل العراقيين الشيعة من اجل مصلحتهم (طبعا مصلحتهم هي مصلحة ايران)..
--------------------------------------

عصابات مدربة في إيران تستهدف العراقيين الشيعة تحت شعار ( إعلاء شأن المذهب ) بحجة المشاركة في الحرب ضد إيران ..!؟

2007-08-04 :: الحياة ::
عدد القراء 54

لا تزال لعنة الحرب العراقية - الايرانية (1980-1988) تلاحق عراقيين شاركوا فيها، إذ بات الانخراط في صفوف «الجيش الشعبي» في العراق إبان الثمانينات القاسم المشترك بين ضحايا عمليات الاغتيال في محافظات وسط العراق وجنوبه أخيراً، فيما تشير تقارير إلى توزيع قوائم تضمنت عشرات الأسماء من قيادات هذا التنظيم مطلوب تصفيتها خلال الفترة المقبلة.

ويؤكد أبو علي الكعبي من أهالي النجف لـ «الحياة» أن عمليات الاغتيال، التي نُفذت في هذه المدينة أخيراً، استهدفت قياديين سابقين في حزب «البعث» المنحل «خصوصاً من قادة تنظيم الجيش الشعبي»، مشيراً الى أن أولئك الذين اغتيلوا كانوا أُحيلوا إلى التقاعد من حزب «البعث» منتصف ثمانينات القرن الماضي، لا سيما أن أعمارهم لا تقل عن 60 عاماً وغالبيتهم فضلوا النأي بأنفسهم بعيداً عن أحداث السنوات الاربع الماضية والتزموا منازلهم. وكشف أن «بعض هؤلاء المتطوعين قُتلوا داخل منازلهم وعلى مرأى أفراد من عائلاتهم». وكان النظام العراقي السابق شكل خلال حربه مع ايران تنظيماً عسكرياً باسم «الجيش الشعبي» استخدم أسلوب التطوع الموقت لدعم جبهة القتال بالمقاتلين، وقاده أعضاء كبار في حزب «البعث».

ويؤكد الكعبي أن آخر عملية اغتيال شهدتها النجف طالت مصطفى الشرقي وهو عضو قيادة فرقة سابق في «البعث» كان أُحيل على التقاعد من تنظيمات الحزب عام 1985، لافتاً الى أن «كونه مقعداً منذ سنوات لم يحل دون تصفيته». ويشير الى توزيع جماعات مسلحة قوائم أخيراً في عدد من أحياء مدينة النجف، تضمنت أسماء عشرات من رفاق الشرقي «قيل إنهم مطلوبون لاشتراكهم في قمع الانتفاضة الشعبانية عام 1991».ويقول أبو نبأ الشمري من أهالي محافظة واسط (280 كلم جنوب بغداد) لـ «الحياة» إن المناطق الجنوبية الشرقية من محافظة واسط شهدت نشاطاً ملحوظاً لميليشيات تدعي الارتباط بحركة «حزب الله» إحدى القوى المشاركة في «كتلة الائتلاف العراقي الموحد».

وتنشط هذه الميليشيات في شن حملات تصفية واسعة النطاق شملت قيادات بعثية وعسكرية شاركت في الحرب العراقية - الايرانية، وفقاً للشمري. ويضيف الشمري أن عمليات الاغتيال التي شهدتها هذه المناطق «منظمة ودورية، وتنفذ بموجب قوائم أعدتها جهات ترتبط بالاستخبارات الايرانية في شكل مباشر»، لافتاً الى أن إيران ترغب في تصفية حساباتها مع هذه القيادات من جهة، وإظهار عجز الحكومة العراقية والاجهزة الامنية والقوات المتعددة الجنسية عن الوقوف في وجه مثل هذه العمليات من جهة أخرى.ويشير «عمار»، وهو نجل عضو قيادة فرقة سابق ورد اسمه في احدى هذه القوائم، الى أن الأسماء التي تضمنتها القوائم التي وُزعت أخيراً في محافظات الوسط والجنوب تضمنت عدداً كبيراً من أسماء قيادات بعثية وسطية مطلوب تصفيتها خلال الفترة المقبلة «لا علاقة لها بالانتفاضة الشعبانية عام 1991 ولم تشارك في قمعها».

ويؤكد لـ «الحياة» أن غالبية أصحاب هذه الاسماء «طردت من الحزب أو أحيلت على التقاعد قبل اندلاع الانتفاضة بسنوات»، مشيراً الى أن حزب «البعث» أحال والده وعدداً كبيراً من رفاقه في عموم العراق على لجان تحقيقية لرفضهم الاشتراك في عمليات إعدام جماعية كانت تنفذها القيادات البعثية في المناطق آنذاك في حق «المتخاذلين» ممن يهربون من ساحة المعركة بموجب قرار القائد العام للقوات المسلحة انذاك. ويلفت عمار الى أن والده يؤكد أن «القاسم المشترك بينه وبين أسماء وردت في هذه القوائم، هو قيادتهم قطعات الجيش الشعبي إبان الحرب العراقية - الايرانية».

أما «أبو علي الكعبي» أحد قياديي «جيش المهدي» في بغداد، فيكشف لـ «الحياة» عن وجود جماعات انشقت على القيادة المتمثلة بالسيد مقتدى الصدر، وعملت شخصيات دينية وسياسية عراقية وايرانية متنفذة داخل العراق على استقطابها وربطها بـ «الحرس الثوري الايراني». واستقطبت هذه الشخصيات عدداً لا يستهان به من قياديي «جيش المهدي» والوجهاء والتجار وشيوخ العشائر في عموم العراق، عبر دعوات مدفوعة الأجر وجهتها مؤسسات دينية معروفة لها فروع موجودة حالياً في مدينة النجف، إلى زيارة الامام الرضا في مدينة مشهد الايرانية، وفقاً للكعبي. ويشير هذا القيادي إلى أن الاستخبارات الايرانية كررت العملية ذاتها مع شخصيات لمست فيها ميلاً للتجاوب مع ما تطرحه.

كما تلقت عناصر جماعات انشقت على الصدر والقيادات المناطقية لـ «جيش المهدي»، دورات تدريبية في مدينتي ايلام (المحاذية لمحافظة واسط العراقية) وكرمنشاه الايرانيتين على كيفية استخدام العبوات المضادة للدروع ونقاط الضعف في التسلح الاميركي، وفقاً للمصدر ذاته.ويؤكد الكعبي أن هذه المجموعات المنشقة عادت بعد تلقيها دورات تتراوح مددها بين 45 و60 يوماً في ايران، حاملة معها قوائم بعشرات الاسماء المطلوب تصفيتها وبينها قيادات بعثية وعسكرية ورجال دين وعلماء وادباء ومثقفين كانوا ناشطين خلال الحرب العراقية - الايرانية ابان ثمانينات القرن الماضي.

ويؤكد مصدر قريب من المرجع الديني الأعلى الشيخ اسحاق الفياض أن جماعة من الشباب المقلدين للسيد محمد محمد صادق الصدر قدموا إلى مكتب الشيخ الفياض للمشورة والاستفتاء، إلا أن الأخير رفض استقبالهم، إذ أنهم أخبروا وكيله بأنهم تلقوا تدريباً في ايران، وزُودوا بقوائم تضمنت كثيراً من الأهداف والأسماء المطلوب تصفيتها جسدياً تحت بند» إعلاء شأن المذهب»، مشيراً الى أن «التعليمات الواردة لأولئك الشباب أثارت حفيظتهم». وتشير المصادر الى أن حالة من الذعر تسود محافظات وسط وجنوب العراق بعد شروع ميليشيات مرتبطة بأحزاب دينية شيعية بتصفية ثلاثة آلاف بعثي سابق أدرجتهم على قائمة مطلوبين تتهمهم بقمع وقتل مشاركين في الانتفاضة الشعبانية ضد النظام العراقي السابق عام 1991.

وتقول مصادر أمنية عراقية إن «الميليشيات في محافظات البصرة وميسان وذي قار أعدت قائمة بأسماء ثلاثة آلاف عراقي تريد تنفيذ حكم الاعدام بهم بتهم تقوم على الشبهات قبل محاكمتهم أمام القضاء»