إذا كان وجود ’واجب الوجود‘ واجباً في نفسه، فلم لا يكون وجود ’ممكن الوجود‘ واجباً في نفسه أيضاً؟،
ولم القول بـ’عدم تسلسل العلل‘ إلى ’واجب الوجود‘؟

ولو سألنا المؤمن: ما معنى ’الله‘؟
لأجابك من فوره بأنه الموجود قبل الإحياء، وأنه المتناهي القدرة، والذي هو فوق المادة والزمان. و’موجود‘ كهذا هو غير معرّف، كون حمل الوجود على كينونة هو قضية ترتبط بوجود كينونة أخرى ترصدها، وهو بالدور يقتضي إمكانية تصوّر الراصد لهذا الموجود .

وفي الفيزياء: إن الطاقة لا تفنى ولا تستحدث من العدم ولكنها تتحول من شكل إلى آخر. نستنتج من هذا القانون أن العالم "قديم" في نفسه. فإن قلنا أن الإله قديم ايضا، فهناك طريقين: أن يكون الإله جزء من هذا القديم - وهذا يعني أن الكون هو الإله ، أو أن هذا الإله هو خارج الوجود الأزلي فيكون غير موجود.

ما تقدّم ، هو نفي لوجود ’الإله المعرفي‘، وإثبات لأزلية الكون، معاً.

أما مفهوم ’الإله‘ دينياً فنقضه يكون بتساؤل: لماذا خلق الله الكون؟
فإن خلقه ليحقق غاية في نفسه نظير أن يكون معبوداً، فهو إما محتاج وهذا يعني أنه عاجز، وإما أنه غير محتاج وهذا يعني أنه عابث، والعجز والعبث صفتان تنفيان عن الإله القدرة المتناهية.
وإن قيل: قد خلق الإنسان لغاية في نفسه، وهو لا يُـسأل عن أمره شيئا وهم يسألون، فهذا يعني أنه إله غير عادل، لأنه يخلق الناس ولا يخبرهم بغايته من إيجادهم، إذا كان غير عادل فهو عاجز عن إيجاد مخلوقٍ عادل ، لأن فاقد الشيء لا يعطيه.