{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 4 صوت - 2 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
كل يوم سأختار لكم مقال يعجبني ....لأعداء القص واللزق ممنوع الدخول
بسام الخوري غير متصل
Super Moderator
******

المشاركات: 22,090
الانضمام: Feb 2004
مشاركة: #29
كل يوم سأختار لكم مقال يعجبني ....لأعداء القص واللزق ممنوع الدخول
عيون وآذان (لو كان الغلاء رجلاً لقتلته)
جهاد الخازن الحياة - 17/04/08//

مصر هي البلد العربي الوحيد حيث اسم «الرغيف» عيش، فهو مربوط بحياة الناس، وعندما يفقد الرغيف فالعيش نفسه يصبح مهدداً، كما تصبح ردود الفعل العنيفة متوقعة.

بما أنني أقيم في الغرب فإنني أقبل التظاهر وأؤيد حرية الكلام، بل حرية الهتاف والصراخ، إلا أن ما ليس مقبولاً في الشرق أو الغرب هو العنف ضد الأبرياء والحرق والتكسير، خصوصاً تخريب مدرسة أو اثنتين.

الحل؟ هناك حلول، والحكومة المصرية، بتوجيه من الرئيس مبارك، رفعت العلاوة الاجتماعية الى 20 في المئة، وصرفت منحاً، واجتهدت لتوفير سلع غذائية بأسعار مخفضة، ودعم مرفق النقل للعمال، وزيادة حصص المحافظات من الدقيق، وغير ذلك.

كل هذا حسن، غير انه جاء تحت ضغط الساعة، وكان الأفضل أن تتوقع الحكومة المشاكل، وتعمل لتلافيها، بدلاً من أن تتصرف بعدها، وتصبح إجراءاتها رد فعل أفضل منه الفعل نفسه.

ما حصل قد حصل، والحكومة المصرية الحالية من أفضل ما عرفت مصر في العقود الأخيرة، وأنا أقول هذا من دون أن يكون لي فيها قريب أو نسيب، فهي الحقيقة على رغم رغيف الخبز والغلاء، وضغوط الحياة اليومية التي تكاد تشغل الطبقة المتوسطة، وهي عماد كل بلد، عن الاهتمام بأي شيء خارج «العيش» خبزاً وحياة. وكان الإمام علي قال: «لو كان الفقر رجلاً لقتلته»، وأنا أقول: لو كان الغلاء رجلاً لقتلته، ولكن أنتظر لأرى ان كان اجتماع وزراء مال أغنى دول العالم في نهاية الأسبوع سيعالج الموضوع جذرياً، أو ألجأ الى سيفي.

لن أدعي اليوم أنني أعرف وحدي ما لم تفكر به الحكومة المصرية كلها مع ما فيها من «دكاترة» واختصاصيين، غير أنني أتحدث كمواطن عربي يعرف مصر وأهلها ويهمه أمرها الى درجة أن يتبادل الآراء مع زملاء وزميلات وخبراء ومثقفين، وهكذا أقول، والرزق على ربنا.

أقترح أن تضع الحكومة المصرية استراتيجية جادة وعملية لمكافحة الفساد، وفي حين أن مصر في النصف الأول من مؤشر الفساد العالمي، فإنها تحتاج الى أن تكون في الربع الأول. وبما أنني انسان عملي فإن طموحاتي لا تصل الى درجة أن أراها، أو أي دولة عربية، بين الدول العشر الأوائل، مثل الدول الاسكندينافية وكندا ونيوزيلندا.

الفساد يجب أن يكافح لذاته، أي لأنه فساد، إلا أن هناك أسباباً أخرى تضاعف من ضرورة محاربته في بلد مثل مصر، محدود الموارد، مع نسبة زيادة هائلة في عدد السكان، ما يعني ان الكعكة المتوافرة للشعب محدودة، ولا يجوز السرقة منها. ثم ان الفساد قد لا يكون الشغل الشاغل للشعب في الأحوال العادية، ولكن عندما تقع ضائقة اقتصادية يصبح الفساد قضية.

حملة على الفساد ترافقها حملة إعلامية تركز على النجاحات، شرط أن تكون حقيقية، ستكسب الحكومة شعبية، أو هي على الأقل ستحرم المعارضة سلاحاً ماضياً ضدها.

الحكومة وحدها لا تستطيع التغلب على المشاكل الناجمة عن انكماش الاقتصاد العالمي بفضل عبقرية إدارة بوش، وإنفاقها على حرب العراق مئات بلايين من دولارات لا تملكها بل تستدينها من دول مثل الصين، مع زيادة أسعار النفط لارتفاع الطلب، وبالتالي زيادة أسعار كل السلع، بما فيها المواد الغذائية التي ارتفعت أسعارها العالمية 45 في المئة خلال تسعة أشهر فقط، وهي نسبة ما كانت الحكومة المصرية، أو أي حكومة لتتوقعها، لذلك جرت أعمال شغب ضد الغلاء من الفيليبين الى تاهيتي وما بينهما، لا مصر وحدها.

الطرف الثاني المطالب، مع الحكومة، بدورٍ في حل المشاكل الاقتصادية للبلاد هم رجال الأعمال الأثرياء، أو الحيتان، أو ما شاء القارئ أن يسميهم، وأنا أدعوهم الى التبرع بمالهم الى درجة السرف، لا لأنهم أسخياء و «أولاد أصل»، مع أن كثيرين منهم كذلك، وإنما دفاعاً عن النفس أيضاً، فلو ان الوضع انفجر في الشارع فهم سيكونون أول هدف للغوغاء، وستدمر مصالحهم، وربما دور سكنهم، قبل غيرهم لأنهم سيحمّلون المسؤولية عن نهب أموال الدولة.

أدعو أثرياء مصر الى رصـــد نـــسبة عالية من أموالهم للأعمال الخيرية، فالألوف لا تعني شيئاً، وانما أنا أتـــحدث عن مـــثل بيل غيتس ووارن بافيت اللذين خصـــصا للأعمال الخيرية عشــــرات ملايين الدولارات. وهم إذا استغلوا الذكاء الذي أعطاهم المال أصلاً، في تبني مشاريع تفيد أصحاب الدخل المتدني، أو اللادخل، فسيكسبون دنياهم مع آخرتهم.

أقول لأثرياء مصر: ليس البر أن تولوا وجوهكم حيث كاميرات الصحف أو عدسات التلفزيون، وتغتنموا فرصة وجود الرئيس أو السيدة الأولى لتنعموا بالضوء، وانما البر أن تؤتوا المال المساكين، وسيرى الله والعباد نتائج عملكم، فالخير لا يحتاج الى دعاية لأنه دعاية نفسه.

ثمة أمثلة ناجحة في مصر مثل مسجد الدكتور مصطفى محمود في المهندسين، والهيئة القبطية الإِنجيلية، وربما رأينا نجاحاً مماثلاً للصندوق الأهلي الذي تحدث عنه رئيس الوزراء أحمد نظيف.

مشروعي المفضل هو القروض الصغيرة، أو «مايكرو كردت» التي جعلت رائدها في بنغلادش محمد يونس يفوز بجائزة نوبل للسلام قبل سنتين. وأعرف أن ثمة هيئات كثيرة في مصر تقدم هذه القروض، إلا أنني أتمنى زيادتها لتشمل الصعيد والدلتا والمدن، وحتى العشوائيات.

مصر مليكة الشرق ذات النيل والهرم، وأم الدنيا، وثمة قدرات لو خلصت النيات.
04-17-2008, 09:11 AM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
كل يوم سأختار لكم مقال يعجبني ....لأعداء القص واللزق ممنوع الدخول - بواسطة بسام الخوري - 04-17-2008, 09:11 AM

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
Wink دعاء الدخول .. 'Architect 0 974 06-06-2010, 06:35 PM
آخر رد: 'Architect

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS