أخي الفاضل الأستاذ ( سيستاني ) شكراً على رقة خطابك وأدبك الجم في الحوار.
الأخت ( نسمة عطرة ) تكلمت في خصوص مسيحيي لبنان ومعجزاتهم لا في خصوص الشيعة.
كما أنه لم يصدر مني أي وعد ، بل كانت جملتي خبرية وليست إنشائية. وكانت متعلقة بالكلام عن الخزعبلات التي ترينها وطريقتك غير العلمية والغير مناسبة في تشنيعك وتحقيرك للشيعة.
عموماً ، واضح أنك تحقدين على الشيعة لمجرد الإختلاف الفكري ، وهذا أمر غير صحي أبداً ، ولست في وارد مناقشتك في الأدلة العقلية والنقلية على وجود حجة لله وإمام مفترض الطاعة لأنه من خلال الأسطر السابقة يظهر بجلاء أنك لم تتكلفي عناء قراءة التشيع من مصادره الخاصة ، بل قرأت عنه من خلال خصومه وأشك أنك أحسنت القراءة لأن ما ذكرتيه يثير الشفقة فعلاً لعدم مطابقته مع الواقع الشيعي.
وأما كونك لا تحقدين على الشيعة لأنهم شيعة ، فهذا واضح من مواضيعك وتهجمك عليهم في كل شاردة وواردة ، وعلى فكرة هذا نفس الكلام الذي يردده الليبرالي السني أو الملحد من أصل سني اللذين يعانون من حساسية ضد كل ما هوشيعي رغم ليبراليتهم التي يزعمونها ، فهو لا يعرف أن يقول كلمتين دون الغمز في الشيعة ومحاولة التنقيب عن مثالب فيهم إن لم يجدها فهو مستعد لاختراعها ..!! ثم إن قلنا له : يا أخي لماذا هذا البغض للشيعة وما مبرراتك ..؟!
يجيب مراوغاً وغير صادق في كلامه : أنا لا أحمل حقداً على الشيعة ، وأنظر للسنة والشيعة بمسافات متساوية.
نقول له : حسناً ، لم لا تتحدث عن السنة بمثل ما تتحدث عنا ..؟!
طبعاً ، سيجيب إما بالسكوت ، وإما يحاول أن يسعف نفسه بأي مبرر ولو كان من ورق حتى يصد عن نفسه تهمة الطائفية والتعصب ، مثلك تماماً ، لم تعرفي أن تفسري حقدك على الشيعة فقلتِ : أبغضهم لأنهم يؤمنون بالمهدي ..!!
والمضحك أنك تقولين لا أبغض الشيعة لأنهم شيعة ، ثم تعللين كرهك لهم بعقيدة هي من صميم التشيع أقام لها الشيعة منذ حوالي 14 قرنا ً الأدلة والحجج وساقوا لها البراهين اللامعة ..!!
عموماً ، كلامك عن عدم خروج المهدي لا ينفي إمكانية وجوده ، بل يثير إشكالاً ينبغي له إجابة ، والإجابة هي :
1 - نفس الكلام سيقوله الملحد للمتدينين ، لو كان الله تعالى موجوداً لماذا لا ينقذ البشرية من الطغاة والظلمة ، ولماذا يترك أنبياءه وعباده الصالحين حتف السيوف ..؟!
2 - المهدي عليه السلام - واليوم نعيش ذكرى ميلاده المبارك بأبي هو وأمي ونفسي - هو محكوم بإرادة وأمر الله عز وجل ، وليس مستقلاً عنه سبحانه ، ولله سبحانه حكمة في تأخير خروجه. وقد ثبت لدينا بأدلة قاطعة متواترة لا شك فيها أنه موجود وحي وأن الخلق ينتفعون به كما ينتفعون بالشمس من خلف السحاب وأنه سيخرج بإذن ربه ، وعلى ذلك فمسأله تأخره لا تنقض ما نجزم به وليست دليلاً على بطلان وجوده بل هو قضية أخرى منفصلة.
أما خزعبلات المسيحيين ، فلا أدري ما ادخل سلطة الكنيسة في القرون الوسطى بالموضوع ..؟! المعجزات المزعومة هذه جرت قبل أقل من قرن ، ولا زال الناس يتناقلونها بدليل المنتدى المسيحي الذي وضعت لك رابطاً إليه ، ولا أظن أن المنتديات كانت موجودة أيام عصور تسلط الكنيسة ..!!
كما أن الثورة كانت على جبروت الكنيسة وليست العقائد المسيحية التي من جملتها الإيمان بإمكانية حدوث المعجزات للمؤمنين المسيحيين - إلا إذا كنت قرأت التاريخ بشكل قاصر فأعتذر مقدماً - واعتقادم بالمعجزات باقٍ إلى اليوم.
وحتى لو سلمنا أنها خزعبلات ، مع أن ما يزعمه هؤلاء المسيحييون ممكن في ذاته وهو تحت قدرة الله الواسعة ، لماذا لا نحترمهم ونحترم خصوصياتهم ..؟!
عموماً ، خذي هذا الرابط لمنتدى مختص بالإمام المهدي عليه السلام وفلسفة وجوده وانتظاره ، واقرأي ، فربما ، للشيعة أدلة مناسبة وفكرتهم قد تستحق الوقوف عندها على الأقل.
http://www.hajr-network.net/hajrvb/forum....php?f=123
تحياتي.