أخي الفاضل (النهر الأبيض)

لسنا في وارد التصنيف وبيان الفرق بين الزميلة المكرمة (نسمة عطرة ) والشيعة ، كلامي هذا كان استنتاجاً من مشاركتها الأخيرة ، وواضح أنها تعادي الشيعة وتحتقرهم لمجرد الإختلاف الفكري في تصورها.

وهي - مع احترامي لها - مصداق لقول القائل : الناس أعداء ما جهلوا ، سواء كان جهلها بسيطاً أو جهلاً مركباً.

والفرق بين قصة القديس شربل وقصة الإمام المهدي ، أن الأولى تحكي عن معجزات وكرامات لعابد زاهد ، والثانية هي الحلقة الأخيرة من سلسلة قصص عباد الله اللذين انتخبهم الله عزوجل حججاً على عباده ، وهي قصة رحمة الله تعالى بعباده إذ ترك لهم من يصون لهم أمور دينهم ودنياهم ، وقصة طغيان الشر على الخير في عالم البشر بحيث غاب عنهم القائد والحاميوالوسيلة بين الأرض والسماء لقسوتهم وشرورهم وخطرهم عليه.

قصة القديس شربل مؤطرة بإطار الممكنات والواردات ، وليست في حكم اليقينات ، وليست ركناً مهماً في العقيدة المسيحية.

قصة الإمام المهدي عليه السلام ترفدها أدلة عقلية تؤكد الحاجة إلى حجة على البشر ، وتدعمها المتواترات الروائية التي تؤكد على وجوده أولاً ، وغيبته ثانياً ، وخروجه ثالثاُ ليملأ الأرض نوراً وعدلاً ، كما ملئت ظلماً وجوراً.

قصة القديس شربل هي قصة وكفى ، أما قصة الإمام المهدي عليه السلام وفلسفة انتظاره هي منهج حياة.

وهنالك فارق جوهري ، أن قصة القديس شربل تعتمد على النقل وسماع الأحداث ، في حين قصة الإمام المهدي عليه السلام من حيث إثبات وجوده هي من ضمن المستقلات العقلية ، وإن كانت غيبته اضطراراً من بني آدم ثبتت عندنا بتواتر النقل.

بالنسبة لشجرة لبنان وشجرة مصر ، حقيقة لا أهتم كثيراً لهذه القصص ، لهذا لم أبحث في شجرة لبنان حتى الآن ، وإن كان أحد الأخوة قبل فترة دافع وأكد بقوة على صدق هذه الحادثة وذكر شواهد وأدلة لا تحضرني الآن.

وعلى كل حال ، لا ينبغي أن احارب الآخر لأنه يؤمن بفكرة في نظري غير منطقية وغير مقبولة ، نعم ، إلا في حالات خاصة شاذة تحكمها حيثيات خاصة بها ، فإن كان الشيعة مخطئون في اعتقادهم بوجوب أن يجعل الله إماماً وحجة على البشر من باب لطفه سبحانه بعباده ، فهم حينها يستحقون الشفقة لا البغض والمحاربة ..!!

من باب الشيء بالشيء يذكر ؛ أذكر أن السيد الخميني رحمة الله عليه ، كان كثيراً ما يعبر عن عبيد الله الضالين والمذنبين العاصين والخارجين عن الجادة بقوله : هؤلاء المساكين ..!!

تحياتي لك.