{myadvertisements[zone_1]}
بـيـن الـمـولود " بغـير زرع بـشــري " ، وبـين " وادٍ غـيـر ذي زرع"
عبد التواب اسماعيل غير متصل
عضو متقدم
****

المشاركات: 432
الانضمام: Mar 2006
مشاركة: #1
بـيـن الـمـولود " بغـير زرع بـشــري " ، وبـين " وادٍ غـيـر ذي زرع"
"
ان ملكـوت الله يـنزع مـنـكـم ويعـطى لأمـة تعـمـل اثـماره
"
:97:
جاء الإسلام في أمةٍ ليس لها عهد بالرسالات السماوية ، قال إبراهيم عليه السلام :
"رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُواْ الصَّلاَةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ "إبراهيم37
فما هي مناسبة الحـديث عن الزرع هنا ؟ ولماذا يسكن ذريته في وادٍ غير ذي زرع ؟
وما مدلولية إقامة الصلاة وصلتها بعدم الزرع ؟ ( لاحـظ " ليقيموا الصلاة " )
إن دقة اختيار الكلمات في القرآن الكريم والتقائها مع وحي الله تعالى لإبراهيم عليه السلام تدلنا بوضوح أن الأرض العربية مع افتقارها للزرع ( الرسالة السماوية ) إلا انها خصبة قابلة لإظهار الثمـر ،
وليس معنى ذلك أن نصرفها أيضاً عن مدلولها اللفضي ومعناها الظاهر ،
لكـنها إشارة لها مدلول معـنوي ولها سند بـين ،
فإبراهيم هو أبو الأنبياء ،
والمسيح دون أب ،
ومحمد من العرب ،
فكما ولد المسيح دون أب ( دون زرع بشري ) ،
هكذا جاءت الرسالة السماوية إلى العرب ( في أرض غير ذي زرع )
وكأنما جاء المسيح فقط ليبشر بـهذه الرسالة ( ملكوت الله هـو الإسلام ) ،

" ملكوت الله " يـعـني الاعتزاز بعبادة الله تعالى ،
وعدم الخوف من اضطهاد السلطة أو احتكار الكهـنة ،
مـلـكوت الله يعـطى لأمــة لم تتلوث بدمـاء الرسـل والأنبـياء ( كما حصل مع الأمم السابقة )
" 35 فاخذ الكرامون عبيده وجلدوا بعضا وقتلوا بعضا ورجموا بعضا. " ( متّى 21)
ثم ينزع منهم الكرم ويعطيه لآخرين يؤتون أثماره ،

ويتجلى هذا بوضوح فيما يلي :
يقول المسيح : " أعـط مـا لله لله وما لقيصر لقيصر "
يـقـول هذا ليتخلص من سلطة الكهـنة والدولة ،
يقول محمد عليه الصلاة والسلام لقيصـر نفسه : " أسـلـم تـسـلـم يؤتيك الله اجرك مـرتـيـن "
وهو بهذا يعتز بنصرة الله تعالى وعزته ،

إن الأمثال التي كان المسيح يذكرها، والمتعلقة بالبشارة بمـلـكــوت الله ،
كانت غامضة للتلامـيذ ، وللمتسـلطـين من السلطة الدينية والسياسية في عصره ،
مـمـا أكسـبـها القـوة والاستمرار وعــدم التحــريف ،

تلك البشارات كانت تتعلق بالإسـلام :
"11 فقال لهم قد أعطي لكم ان تعرفوا سرّ ملكوت الله.وأما الذين هم من خارج فبالأمثال يكون لهم كل شيء.
12 لكي يبصروا مبصرين ولا ينظروا ويسمعوا سامعين ولا يفهموا لئلا يرجعوا فتغفر لهم خطاياهم.
13 ثم قال لهم أما تعلمون هذا المثل.فكيف تعرفون جميع الأمثال. "؟ ( مرقس4)
لذلك فبعد العبارة الأخيرة ( فكيف تعرفون جميع الأمثال ؟ ) :
وضح لهم ( بإيجـاز ) مسألة الزارع الذي يزرع الكلمة ، فـينـزعها الشيطان على الفور :
" يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَع "46النساء
والذي يزرعها في أرض محجرة ، لكنه لا يصمد أمام الاضطهاد أو الضيق :
فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللّهِ آمَنَّا بِاللّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ{52} رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أََََََََََََََََنزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ{53} وَمَكَرُواْ وَمَكَرَ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ{54}
والثالث يزرعها في الشوك ، لكنه يسمعها ولا يقبلها ، لأن الغنى والغرور والشهوات تخنقها :
" خُذُواْ مَا آتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ وَاسْمَعُواْ قَالُواْ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَأُشْرِبُواْ فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ "93البقرة
" {وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ قَالُوا سَمِعْنَا وَهُمْ لاَ يَسْمَعُونَ }الأنفال21 "

والرابع هو من يزرع الكلمة ويسمعها ويقبلها ، فـتـثـمــــــر ،

{آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ }البقرة285

{إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُـــفْلِحُــــونَ }النور51

ثم يذكـر بعـدها أن السراج لا يخبأ ، وإنما يظهر ويوضع على المنارة ، والسراج هو " محمد " عليه الصلاة والسلام :
" وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منـيراً "

" 14 الزارع يزرع الكلمة.
15 وهؤلاء هم الذين على الطريق.حيث تزرع الكلمة وحينما يسمعون يأتي الشيطان للوقت وينزع الكلمة المزروعة في قلوبهم.
16 وهؤلاء كذلك هم الذين زرعوا على الاماكن المحجرة.الذين حينما يسمعون الكلمة يقبلونها للوقت بفرح.
17 ولكن ليس لهم اصل في ذواتهم بل هم الى حين.فبعد ذلك اذا حدث ضيق او اضطهاد من اجل الكلمة فللوقت يعثرون.
18 وهؤلاء هم الذين زرعوا بين الشوك.هؤلاء هم الذين يسمعون الكلمة
19 وهموم هذا العالم وغرور الغنى وشهوات سائر الاشياء تدخل وتخنق الكلمة فتصير بلا ثمر.
20 وهؤلاء هم الذين زرعوا على الارض الجيدة.الذين يسمعون الكلمة ويقبلونها ويثمرون واحد ثلاثين وآخر ستين وآخر مئة
21 ثم قال لهم هل يؤتى بسراج ليوضع تحت المكيال او تحت السرير.أليس ليوضع على المنارة. "( مرقس 4 )

* * * * * * * * * * *
عـندما يقول المسيح أن ملكوت الله ينزع منهم ويؤتى لأمة تـؤتي ثماره ،
يتبين أنه يشبهه بالشجرة التي تنموا وتثـمـر ( ويتعجـب الناس من نمـوه )،

وهـذا متفق مـع دقـة ما يشبه الله تعالى به المـؤمنين ( المـفـلحــين ) :
" قد أفلح المؤمنون " ،
" أولئك على هدى من ربهم وأولئك هم المفلحون "

ومعنى يفلح أي يشق ( الأرض ) :
" فلَح الرجل الأرض يفلَحها فَلْحًا شقَّها. ومنهُ المثل إن الحديد بالحديد يُفلَح أي يُشقُّ ويُقطَع" ( لسان العرب )
" والفِلاحة الحراثة وصناعة الفلاح. وفي القاموس الفَلاحة بالفتح " نفس المصدر ،
" وَفَلحَ الأَرْضَ للزِّراعة يَفْلَحها فَلْحاً، إِذا شَقَّها للحَرْث. و الفَلاّح: الأَكَّار، لأَنّه يَفلَحُ الأَرْضَ، أَي يَشقُّها، وحرْفتُه الفِلاَحة. وفي الأَساس: وأَحْسَبُك من فَلاَّحَة اليمن، وهم الأَكَرَة، لأَنّهم يَفلحون الأَرضَ أَي يَشقّونها. و الفَلاّح: المُكَارِى، تشبيهاً بالأَكّار،...
".. وقال اللّه تعالى "قدْ أَفلَحَ المؤمنون" أَي أُصِيرُوا إِلى الفَلاَح. قال الأَزهرِيّ: وإِنَّمَا قيل لأَهل الجَنّةِ مُفْلِحُونَ لفَوْزِهم ببَقاءِ الأَبدِ. وقال أَبو إِسحاق في قوله عزّ وجلّ"أُولئك هم المفلحون" يُقَال لكلّ مَن أَصابَ خَيْراً مُفلِحٌ. " ( تاج العروس )
وأيضاً يتفـق مـع وصفهـم في سورة الفـتح :
" وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّار"29
ويتبين لنا أيضاً أن الشجرة التي تظهـر الـثـمـر بشكـل عجـيب وكـثيف ،
هي الأمة التي تستحق ملكوت الله ،
والأمـة التي تؤتي ثمار الملكوت هي التـي تهتم بالبذرة وتفلح الأرض وتعتني بالزرع ( ديـن الله ) .
(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 09-07-2007, 07:08 PM بواسطة عبد التواب اسماعيل.)
09-07-2007, 07:05 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
بـيـن الـمـولود " بغـير زرع بـشــري " ، وبـين " وادٍ غـيـر ذي زرع" - بواسطة عبد التواب اسماعيل - 09-07-2007, 07:05 PM

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  ما "اختلسه" القران من الكتاب المقدس لكي تجثو باسم يسوع كل ركبة 89 26,876 10-23-2011, 12:11 AM
آخر رد: لكي تجثو باسم يسوع كل ركبة
  سقوط رواية سن السيدة عائشة "زواجها والبناء بها" بالضربة القاضية zaidgalal 315 89,235 10-24-2010, 08:37 PM
آخر رد: طريف سردست
  " المسيا " العربى كميل 7 2,696 01-31-2009, 03:49 PM
آخر رد: fancyhoney
  هل ألّف لويس شيخو "خرافات القران" ؟ يجعله عامر 3 2,083 11-01-2008, 01:24 AM
آخر رد: الحر
  "كذلك يحيي الله الموتى ويريكم اياته لعلكم تعقلون" الختيار 12 3,127 07-15-2008, 10:04 AM
آخر رد: كمبيوترجي

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 4 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS