{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
حارة النصارى
Son of King غير متصل
عضو مشارك
**

المشاركات: 19
الانضمام: Jan 2005
مشاركة: #10
حارة النصارى
نتيجة لذلك كله كنت أتفرس والغيظ يملأ قلبي عندما كنت أمر على أي نص في الإنجيل يتحدث عن المحبة والعفو والغفران والتسامح ، حتى أنني كثيراً ما كنت أشعر بالخجل بيني وبين نفسي وأنا أقرأ هذا في الإنجيل الذي نتهمه بالتزوير ، وأقول إذا كانوا هم قد زوروا واكتسبوا محبة الناس بشهادة المسلم والكافر فلماذا نحن الذين لم نزور شيء نفتقد لهذا ؟ بالتأكيد هناك شيء !!

كنت أحاول جاهداً أن أطرد ذاك الشبح الفكري الذي بدأ يطاردني :

ماذا لو لم تستطع أن تصل إلى نتيجة في بحثك ؟ لدرجة أنني كلما تطرقت إلى هذا التفكير صرخت بأعلى صوتي قائلاً : استغفر الله العظيم ، أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمد رسول الله ، وأسارع للصلاة لأتخلص من هذه الهواجس ولسان حالي يقول : كيف لا . لا . . لا . . محمد رسول الله حتى ولو لم أجد ما يؤكد ذلك في التوراة والإنجيل وبمرور الأيام بدأت المشكلة تتفاقم أمامي ، إذ بدلاً من أن أتفكر فيما يثبت صدق نبوة محمد في التوراة والإنجيل ، وجدت نفسي أمام مشكلة جديدة وهي : كيف ألغي تأثير هذا الكلام العذب الذي عرفته من التوراة والإنجيل ، أو كيف أقدر أن أثبت أن ما علمته ليس من عند الله بخصوص التوراة والإنجيل ، إذ أن كل الأفكار المدونة فيهما جيدة ويستحيل أن تكون من صنع بشر ، كيف يقدر البشر أن ينفذوا بهذه الطريقة إلى أعماق المستقبل ويتكلموا منذ ألفي عام عن أمور تحدث الآن ، لو سلمنا بأن هذا من صنع البشر لقلبنا كل الموازين الإلهية إذ نضع الإنسان معادلاً لله في الفهم والحكمة ، ونحن نعلم أن الله ليس كمثله شيء وهو السميع العليم " وجدت نفسي فجأة أقرأ في سفر المزامير وهو المعروف لدينا بالزبور ، وانتقلت لقراءة سفر الأمثال حتى أنني حفظت آيات من مزمور 143 ، 23 وكنت أرددها في الصلاة ، وكلما سمعني أحد يعجب جداً بها ويطلب مني أن أكتبها له ليدعوا بها ، تكررت محاولاتي في البحث عن أدلة تتعلق بنبوة محمد ، وعدم صحة الكتاب المقدس ، كلها باءت بالفشل لكنها لم تتركني وشأني بل قلقلت الكثير من الأفكار والشكوك بداخلي ، تظاهرت بنسيان تلك الشكوك لكنها كانت أقوى مني لأنني أحب الله أينما كان ، لكن خلفيتي وحبي لديني كانا يمنعاني من مجرد التفكير في أن يكون دين الإسلام ليس هو طريق الله الذي رسمه لنا بدأت حياتي تضطرب وأفكاري لا تهدأ والقلق يملأني ، لم أقدر أن أنام كما كنت من قبل ، ولأول مرة وقفت دقائق معدودة وأنا أصلي الفجر وكنت أقرأ سورة الإسراء فإذا بي أتوقف عن القراءة وأشرد بذهني قائلاً : ترى ماذا سيكون موقفك لو فرضنا أن الإسلام ليس هو الطريق المؤدي إلى الجنة ؟

حاولت الهروب من الإجابة لكن لم أستطع ، لم أكمل الصلاة وانخرطت في بكاء شديد حتى غلبني النعاس فاستلقيت على السجادة حتى أيقظتني والدتي ، ذهبت إلى العمل وأنا شارد الذهن لا أدري إلى أين أسير ولا إلى من أتكلم ، وبعد عودتي للمنزل وجدت نفسي مدفوعاً بقوة للقراءة في الإنجيل فقرأت في إنجيل يوحنا من أول إصحاح حتى الإصحاح العاشر ، وجدت فيه كل ما يمكن أن يقال من بلاغة وفلسفة وتعابير لغوية غاية في الدقة والتناسق خاصة عندما تحدث عن الخراف والراعي والكرمة والكرام والأغصان المثمرة وغير المثمرة التي يجب أن تقطع وتلقى في النار فصرخت بصوت عال قائلاً : يــارب ارحمنــي أنـا عبـدك قل لي أين أنت أرجوك وإلى أي الفئتين تنتمي ، هل أنت عند النصارى أم اليهود أم المسلمين ؟

من فضلك تحنن علي فأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت .. أعترف بفضلك علي ، لا أقدر أن أقف أمامك ، ولا يليق بك أن تقف نداً أمام نفخة نفختها من روحك ، أنت الله الذي يقدر وأنا العبد الذي لا يقدر إلا إن أنت سمحت له ، أنت الله الرحمن الرحيم وأنا عبدك بلا حول ولا قوة ناصيتي بيدك كل أموري لديك ، لقد أحببتك من الصغر ، بذلت نفسي ليس طمعاً في جنتك ولكن حباً فيك ، لم أبالي بسجنٍ ولا بعذاب ولا بكل المسكونة إن وقفت أمام طريقي إليك ، لماذا تعاملني هكذا ؟ كنت أسير على درب محبتك التي أعلمنا إياها نبيك وها أنا أجد نفسي عاجزاً عن أن أستمر على نفس الطريق ، كلاهما يقول أنك إله لكن لا أدري أيهم على صواب وأيهم على خطأ ؟

يا رب هل أقسم لك إني أحبك ؟ كلا فأنت تعلم ، كم تحملت من الصعاب في مسيرتي نحوك ، تركت دراستي ، وأهلي ، وأصدقائي ، تغربت كثيراً وسجنت كثيراً ، وعُذبت كثيراً لأجلك فلماذا لا تتجاوب معي ؟ إن كنت أنت إله المسلمين فاخلع من فكري كل شيء عدا الإسلام وإن كنت أنت إله النصارى فأعطني بصيص من نور أقتدي به ؟

كنت لا أنام من الليل إلا سويعات قليلة وكل تفكيري منصبا نحو .. ماذا لو وجدت أن الإسلام ليس طريق الله ؟

بل أن طريق الله هو من خلال التوراة والإنجيل ؟

هل ستسلك مثلما يسلك النصارى ؟

كنت عندما تطوف بفكري هذه الجملة أشعر بقشعريرة شديدة وكأنني ذكرت شيئاً ألام عليه من الله والناس ، وذات يوم تخلى عنى الخوف والشك فوجدت نفسي أقول :

ماذا تريد ؟ كفاك مهاترات أنت الآن لست كما كنت من قبل ، أمامك طريقان كل منهم يبدو مستقيماً فلا تضيع الوقت وابحث جاهداً عن طريق الله وليس من المهم أن يكون عند اليهود أو النصارى أو المسلمين ، المهم أن يكون طريق الله ، هذا إن كنت حقاً تبحث عن الله هذا قدرك ولا بد أن تسلم بقدرك ، ثق أنه بقدر إخلاصك سيكون تجاوب الله معك ، إنسي أنك مسلم وابحث من جديد ، ماذا يمنعك ؟

قلت لا شيء يمنعني ؛ لكن قُد يارب خطواتي أنت واعطني قوة لأن هذه تجربة صعبة وإن لم تعينني عليها فسوق تتخبطني الشياطين وأمكث في الأرض حيران بلا سند ، أرجوك يا رب ساعدني وأعدك يا رب أن اتبعك أينما كنت حتى لو كنت عند النصارى الذين لا أطيق رؤيتهم ، بعد ذلك شعرت بهدوء غريب يسيطر على كل تفكيري وكياني ولأول مرة أجد نفسي أفكر بعقلانية وبلا عصبية ، فقررت الآتي :



إن النصارى قد كفروا لسببين :

الأول : أنهم قالوا إن الله هو المسيح عيسى ابن مريم .

والثاني : أنهم يقولون أنه مات على الصليب وقام مكفراً عن خطايا الناس ، ترى ماذا يحدث لو أنني توجهت ببحثي نحو هاتين القضيتين لأتحقق من مدى صحة كل منهما بمفهوم إسلامي ، أي أن أرى ماذا قال علماء ومفسري الإسلام بخصوص هاتين القضيتين ؟ .

أولاً : بدأت أبحث في كتب التاريخ الإسلامي والسيرة والتفسير عن كل ما يتعلق بخصوص المسيح وهل تحققت في المسيح كل صفات الله المذكورة في القرآن أم لا ؟ كانت مصادر بحثي هي الكتب الصحيحة الخالية من الوضع والإسرائيليات ، مثل "تفسير ابن كثير" ، "تاريخ الإسلام" للذهبي ، "البداية والنهاية" لابن كثير ،"الملل والنحل" للشهرستاني ، "الفصل في الأهواء والنحل"للعلامة ابن حزم المعروف بأبو محمد ، "الأسفار المقدسة قبل الإسلام" ، "النصرانية بين العقل والنقل" ،وكانت نتيجة البحث أنني وجدت صفات للمسيح لم يتناولها المسيحيون أنفسهم في كتبهم ، ومن هذه:

1- القدرة على الخلق : قال القرآن في سورة الأنعام آية 102 "ذلكم الله ربكم لا إله إلا هو خالق كل شيء" ، وفي سورة الحجر "إن ربك هو الخلاق العظيم" ، وفي سورة الحج "إن الذين تدعون دون الله لن يخلقوا ذباباً ولو اجتمعوا له" ، وفي النحل أيضاً "والذين يدعون من دون الله لا يخلقون شيئاً وهم يخلقون" ، وفي سورة النمل "أم من يخلق كمن لا يخلق"

هذه بعض من النصوص التي تقصر وتحصر الخلق لله ، بل إن الله عندما أراد أن يقارن ذاته بالآلهة الأخرى استخدم خاصية الخلق وجعلها ميزة تجعله فوق كل الآلهة ، وكما علمنا فإن المسيح كان يخلق وباعتراف صريح وواضح من القرآن ، ففي سورة آل عمران قال المسيح عن نفسه : إني أخلق لكم من الطين كهيئة الطير فانفخ فيه فتصير طيراً بإذن الله " وقال أيضاً في سورة المائدة : "وإذ تخلق من الطين كهيئة الطير بإذني " ، وعندما قرأت ذلك قلت في نفسي :

إن الله هو الذي أعطى المسيح هذه القدرة ، ولم يكن يمتلكها من عند ذاته ، لكن عدت لأقول :

حتى ولو أن هذا كان بسماح من الله فيكفي أنه الوحيد الذي أعطاه الله ليكون معادلاً له في خاصية من خصائصه اللاهوتية ،ولو كانت كرامة لكان محمد أولى بها ، بل إنه قال عن محمد :

"إنك لا تسمع الصم الدعاء" وهذه أبسط من الخلق إن الله قد منع محمد من مجرد أن يعيد السمع للأصم وهو خير خلق الله وخاتم رسله ، وتحدى الله الخلق أن يخلقوا مجرد ذبابة وهو ها هنا يعطي المسيح القدرة على خلق الطير ، والمسألة لا تقف عند حجم المخلوق بل هي من حيث المبدأ لأن من يخلق القليل يخلق الكثير وهذا لا يمكن أن يكون للناس من دون الله .

2- عــلم الغيــب : - قال الله عن نفسه في القرآن : " قل لا يعلم من في السموات والأرض الغيب إلا الله " النمل : 65 "وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو " الأنعام :59 ، ففي الآية الأولى أسلوب قصر وحصر أي أن علم الغيب مهما كان محصور ومقصور على الله يستحيل أن يشاركه فيه أحد ، والآية الثانية تحوى "لا" نافية للجنس أي جنس المخلوقات التي يمكن أن تدعي علم الغيب إذ أن مفتاح الغيب عند الله وحده ، وقد حكى القرآن عن محمد أنه كان يلوم كل من ينسب إليه علم الغيب فقال : " قل لا أقول لكم عندي خزائن الله ولا أعلم الغيب " الأنعام 50 ، وقال لمعاذ عندما قال له إن شاء الله وشئت : أجعلتني لله نداً والله لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا الله ؟ لكن بخصوص المسيح نجد كل الحواجز تزال والمحذور يباح والغير مستطاع للبشر مستطاع لديه فيقول القرآن : " وأنبئكم بما تأكلون وما تدخرون في بيوتكم " آل عمران 49والغريب أن المسيح في كل تلك الصفات يتكلم بضمير المخاطب وكان لا بد وأن يكون الله المتكلم لأنه المانح له هذه كما كان يحدث مع محمد فيقول له قل : ، لكن المسيح تفرد بأن قال عن نفسه ؛ وهذا يعني أن ذلك كان بيده ولم يكتسبه من أحد ، وهناك في كتاب البداية والنهاية لأبن كثير الجزء الثاني صفحة 86 رواية شعرت بالخجل عندما قرأتها إذ وجدت فيها إقرار لا يقبل الشك أن المسيح كان يمتلك قدرة غير عادية على الإخبار بالغيبيات ولطول هذه الرواية أنصح بقراءتها في الشاهد المذكور .

3- يشــفي المـرضى : قال القرآن أن الله وحده هو الشافي مرة على لسان إبراهيم ومرة على لسان محمد فيقول : " وإذا مرضت فهو يشفين " والحديث الصحيح : اللهم لا شفاء إلا شفاءك .

والمسيح يقول عن نفسه : " وأبرئ ألاكمه والأبرص " آل عمران: 49

4- يحيــي ويميــت : الله وحده هو صاحب سلطان الحياة والموت ولا يستطيع أحد أن يحيي ويميت فقال القرآن : " وإنا لنحن نحيي ونميت ونحن الوارثون " الحجر: 33 ، وقال : " إنا نحن نحيي الموتى ونكتب ما قدموا وآثارهم " يـس : 12 ، وقال " إنا نحن نحيي ونميت وإلينا المصير " ق :43

وبخصوص المسيح يحكي القرآن أنه قال : " وأحيي الموتـى بإذن الله " آل عمران: 49

ويروي ابن كثير في كتاب البداية والنهاية الجزء الاول صفحة 84، رواية مفادها باختصار أن المسيح رأى امرأة تبكي على أبنة لها ماتت منذ زمن طويل فسألها ما يبكيك يا امرأة قالت : ماتت ابنتي وليس لي ولد غيرها ، فقال أرأيت لو أحييتها لك أتريدين ذلك ؟ قالت نعم يا روح الله ، فوقف المسيح على رأس القبر ونادى ثلاث مرات على الصبية ففي الثالثة قامت تنفض عنها التراب وتكلمت مع أمها ، و[1]بعد ذلك طلبت من المسيح أن يعيدها للموت فقال لها عودي كما كنت فانغلق القبر عليها وماتت "

5- القدرة على الرزق : قال القرآن "إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين" الذاريات: 57 ، وهذا أسلوب توكيد أن الرزق من عند الله وحده ، وقد وبخ الله كل من اعتقد أنه يقدر أن يرزق الناس ، وقد تحقق ذلك بالنسبة للمسيح فقال ابن كثير إن المسيح كان له كرامة أن يرزق من يشاء وتجلى ذلك عندما أطعم الخمسة آلاف نفس بقليل من الخبز والسمك # .

6- ليس كمثله شيء : يقول القرآن عن الله : " ليس كمثله شيء وهو السميع البصير " الشورى 14 وبخصوص المسيح لا جدال أنه ليس كمثله شيء ، فقد خلق من غير رجل ، وهو الوحيد الذي قيل عنه : كلمة الله وروح منه ، وهو الوحيد الذي ليس لإبليس سلطان عليه منذ ولادته ، وهو الوحيد الذي كان يحيطه حجاب من دون سائر البشر ، وهو الوحيد الذي امتلك صفات الله القدرية 7- يقول للشيء كن فيكون : يصف القرآن فيما يعدد من صفات الله قائلاً :" إنما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون " النحل 40 ، وقوله " إذا قضى أمراً فإنما يقول له كن فيكون " هذه صفة فريدة وصف الله بها نفسه أن يقول للشيء كن فيكون وهي ليست كالخلق وقد تحقق ذلك للمسيح في حادثة تحويل الماء إلى خمر كما يقول ابن كثير في كتابه البداية والنهاية $

8- كان عرشه علــى المـاء : يقول القرآن عن عرش الله : " وكان عرشه على الماء ليبلوكم أيكم أحسن عملا" " هود : 7 قال القرطبي والحدثي أن هذه الآية كانت تنطبق على المسيح الذي تدرع بالجسد وأن الله إنما جعل عرشه على الماء ليس على سبيل الدوام ولكن ليختبر إيمان الناس وقد سار المسيح لتلاميذه ليلاً على سطح بحر طبرية ليختبر إيمانهم ، وقال لهم في هذه الواقعة : يا قليلي الإيمان

9- لــه الحكم والأمــر : قال القرآن عن الله : " إن الحكم إلا لله يقص الحق وهو خير الفاصلين " الأنعام 57 وقوله " فاصبروا حتى يحكم الله بيننا وهو خير الحاكمين " الأعراف 87 ، وجاء عن المسيح على لسان محمد فيما يرويه البخاري عن ابن عباس : لا تقوم الساعة حتى ينزل ابن مريم حكماً عدلاً فيقضي بالحق ويمحو الظلم " .

10- يدرك الأبصار ولا تدركه الأبصار : جاء في سورة الأنعام 103 " لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير " هذه صفة أخرى من صفات الله التي تحققت للمسيح كما يروي ابن كثير والقرطبي من أن المسيح كان ذات يوم على الجبل فأراد الرومان أن يقبضوا عليه فمرق منهم دون أن يدركوه بينما هو أدركهم وقال بذلك أحمد بن خابط في الفرق بين الفرق #

11- هو الرحمن الرحيم : جاء في سورة البقرة لآية 163 " وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم " وجاء في سورة مريم آية 93 " إن كل من في السموات والأرض إلا أتي الرحمن عبدا"

ذكر الشهرستاني في كتابه الملل والنحل والأزرقي في دلائل النبوة أن المسيح كان على صورة الرحمن وكان رحيماً متحنناً على شعبه إذ أقام أبنة يايرس من الموت برحمته وترأف كثيراً على المرضى برحمته فخلق عيناً لرجل ولد بلا عين بوضع طين عليها لأن هكذا كانت سنة الله في الخلق منذ الأزل %

12- يضـرب الأمثال : جاء في القرآن أن من اختصاصات الله أنه وحده هو القادر أن يكلم الناس بأمثال ففي الآية 35 من سورة النور و الآية 25 من سورة إبراهيم " ويضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتذكرون " ، " وتلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتذكرون " ، قال ابن كثير والقرطبي والزمخشري في الكشاف أن الله يستخدم الأمثال لكي يقرب للناس ما يريده حتى يقيم عليهم الحجة ، وقد كان المسيح وسط قومه يفعل ذلك ، والكتاب المقدس في عهده الجديد مليء بالأمثال التي لم يتكلم بها أحد من الأنبياء .

13- يرسل رسلاً ويعطيهم سلطان ، ويؤيدهم بروحه : فقد جاء في مطلع سورة يس " واضرب لهم مثلاً أصحاب القرية إذ جاءها المرسلون . إذ أرسلنا إليهم اثنين فكذبوهما فعززنا بثالث " ذكر ابن كثير وجميع المفسرون أن هذه القرية هي إنطاكية وهؤلاء الرسل هم رسل المسيح وذكر أسماءهم ، وأنهم كان لديهم سلطان من المسيح ، ترى من البشر كان يملك ذلك ؟

14- عبادة غيره كفر وشرك : جاء في الآية 29 / 30 من سورة التوبة " قالت اليهود عزير ابن الله وقالت النصارى المسيح ابن الله تشابهت أقوالهم يضاهئون قول الذين كفروا . . . اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله والمسيح ابن مريم " قال بن قتيبة أن هذه الآية مشكلة لأن فيها أن عبادة الله والمسيح فرض ولا يعبد من دونهما، لذا فيجب أن يُعرب المسيح كمفعول ثان وليس مضاف حتى لا يوافق أهل الكتاب من تأليه المسيح .

15- يأتي في ظلل من الغمام جاء في سورة البقرة 210 " هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام " قال ابن الفضل الحدثي أن المقصود هنا هو المسيح الذي سيأتي يوم القيامة على الغمام وهو المقصود بقوله " وجاء ربك والملك صفاً صفا " # ، الحقيقة أنني وجدت أكثر مما كنت أطلب أو أريد وقد لا يتسع المجال هنا لذكر كل ما توصلت إليه فقد أعددتها في بحث منفصل تحت عنوان " حتمية ألوهية المسيح " ذاك أنني بعد أن انتهيت من البحث ووجدت ما وجدت غيرت العنوان من " لاهوت المسيح " إلى حتمية لاهوت المسيح وختمته بعبارة تقول : إن لم يقل النصارى أن المسيح إله لكان لا بد وأن يكون إله " .

أما بخصوص الشق الثاني وهو موت المسيح كفارة عن الخطاة أو ما يسمى بالموت الكفاري ، وهو ما كنا نرفضه عملاً للآية التي تقول " و لا تزر وازرة وزر أخرى " إذ كيف يموت من لم يرتكب ذنباً عن آخرين أخطئوا هذا إلى جانب المعضلة الكبرى وهي هل حقاً مات المسيح ، لا أدري سبباً لشعوري بالثقة في إمكانية ألا أجد ما يؤكد موت المسيح وكنت متفائلاً جداً لأنني لن أجد ذلك وبالتالي أكون قد أرضيت ضميري وبحثت ولم أجد وعليه فتمسكي بالإسلام سيزداد أكثر وأكثر لذا اندفعت بكل حماس وقوة عسى أن أعوض ما وجدته من دلائل لا هوت المسيح في إثبات أنه لم يمت ولا يجوز أن يموت نيابياً ، فوجئت وأنا أبحث عن الموت الكفاري بما قرأته في تفسير ابن كثير لسورة البقرة وخاصة الآية التي تقول " وإذ قال موسى يا قوم إنكم ظلمتم أنفسكم باتخاذكم العجل فتوبوا إلى بارئكم فاقتلوا أنفسكم ذلكم خير لكم عند بارئكم . . " إذ وجدت نصاً صحيحاً بخصوص هذه الآية فيه أن بني إسرائيل أرادوا أن يتوبوا عن خطيتهم بعبادتهم للعجل فلم يتب الله علبهم ، وبعد توسط موسى طلب الله من موسى أب يبلغ بني إسرائيل أن السبيل الوحيد للتكفير عن خطيتهم هذه هو أن يقتل كل رجل أو شاب من بني إسرائيل كل من يقابله ، ولا تأخذه به شفقة ، وقيل كانوا يضعون عصابات على أعينهم حتى لا تأخذهم شفقة بذويهم فيمتثلوا لحكم الله ويقتل كل منهم الآخر ، ويقول ابن كثير أنه قد وقع ما لا يقل عن سبعون ألف قتيل ، حتى اكتفى الله وكانت الدماء تسير كالأنهار فأمر الله موسى أن يطلب منهم الكف فقد قبلت توبتهم وأما من بقي حياً فقد كفر عنه بدم من مات حتى ولو لم يكن قد عبد العجل معهم ، أي هناك شخص لم يعبد العجل مات لتتحقق كفارة من عبد العجل ولم يمت ، إذن فلماذا نرفض أن يموت المسيح الذي بلا خطية عمن أخطأ وما زال حياً فالأمرين سواء ، أحسست وكأن الله يطاردني بالأدلة ويفرض علي حصاراً بحيث لم يعد أمامي من سبيل لإنكار أو رفض دعوة المسيح لي لأتبعه ، حتى موت المسيح وجدت الكثير من النصوص تناولها ابن كثير في تعليقه على آية النساء 157 ، والآيات الأخرى التي تكلمت عن موت المسيح في آل عمران حتى أن الاختلاف كان يدور ليس على موت المسيح بل على مدة موته فمنهم من قال ثلاث ساعات ومنهم من قال يومين ومنهم من قال يوم واحد ، وهذا حسب قواعد اللغة يؤكد وقوع الموت ، وإزاء ذلك كله كنت أزداد غيظاً وتألماً لأنني وددت لو لم أجد شيء يبرهن على صحة الفكر المسيحي لا لشيء إلا لعزة نفسي وتفاخري وكراهيتي لهم ، لكن هذا أمر الله لا مفر منه ، لكن كيف أكيف نفسي مع هذا الواقع الجديد ، لا أدري ، ؟

لم انقطع عن القراءة في الإنجيل وأصبح لي صديقاً وكنت في كل مرة أكتشف حلاوته أكثر فأكثر ، وذات مرة ولأنا أقرأ فيه تسمرت عيناي على نص يقول : متى صليت فأدخل إلى مخدعك وصل لأباك الذي في الخفاء فهو يجازيك علانية ، وكذلك حديثه عن المرائين الذين يصلون في الأزقة والطرقات والحواري وقلت : عجيب أمر هذا الكتاب هل يجول في الشوارع ويكتب ما يحدث الآن منذ ألفي عام ، وبسرعة تذكرت أيام أن كنت أسجد على جبهتي وأضع شيئاً صلباً تحتها حتى تبرز ما يسمى بالزبيبة في جبيني أتفاخر بها بين الناس ، وكيف كنت أتباهى بصومي وتسبيحي وتعمد ارتداء ثياب محددة لتدل على تديني ، وعلى نفس الوتيرة قمت بالبحث عن موت المسيح وصلبه ، وهل حقاً مات أملا ، ودرست ما يعرف بالموت الكفاري ووجدت أكثر ما تناولته الكتب المسيحية بخصوص هذا الموضوع ، وفي نهاية الأمر أصبح عندي شبه اقتناع عقلي بلاهوت المسيح وصلبه ، وقد يعتقد البعض أنني كنت مسروراً بما وجدت ، كلا ، لقد كنت غاية في الضيق والضجر والتوتر وتمنيت لو أماتني الله قبل أن أكتشف أنني طوال الفترة الماضية من عمري كنت أطارد سراب لا أساس له من الصحة ، كان صعباً علي أن أكتشف أن النصارى الأذلاء ، المحتقرين ، ال. . ، ال., . على صواب وأنا مخطيء ، كنت لا أنام ، أسير بالشارع أتحدث مع نفسي ، تطاردني الأفكار أينما سرت ، سيطر علي شك رهيب خاصة عندما كنت أتوضأ لأصلي ، فكان أول رد فعل لي إزاء ذلك أن طلبت من الأخوة الذين كانوا يترددون علي ألا يكثروا من زيارتي بدعوى مراقبة الأمن لي ، وبالتدريج انقطعت علاقتي بهم ، كنت أسعر بالنعاس كلما حاولت أن أقرأ القرآن كعادتي كل يوم ، وفي نفس الوقت كنت لا أمل من قراءة الكتاب ، لا أخفي أنني تعلقت بالكتاب جداً واتضح ذلك عندما زارني الأمير آخر مرة ولم يجدني قد أنجزت شيئاً في البحث ، فقال : قدر الله وما شاء فعل هات الإنجيل سوف نبحث عن شخص آخر يقوم بذلك بدلاً منك ، لأنه يبدوا أنك غير مؤهل لذلك ، كان من الطبيعي أن أسر بذلك لأن هذا ما كنت أتمناه ، لكن الآن تغير الحال وطلبت منه أن يمهلني شهر آخر وإلا لسحب البحث مني لأنني استطعت أن أضع يدي على بداية الطريق ، والحقيقة هي أنني لم أكن أريد أن أفقد الرخصة في قراءة الكتاب المقدس ، ولا أن أفقده أيضاً ، وافق الأمير على هذا الاقتراح ، ولا أدري لماذا فعلت ذلك ، كان يمكنني أن أوافق على سحب البحث مني لأريح نفسي من التفكير والمصير المجهول الذي أحفر مساره بيدي ،كنت كلما هممت للصلاة أسمع وكأن هاتفاً يقول لي كيف تصلي لإله لست متأكداً من وجوده ؟ فانخرط في البكاء ، وفي مرة من المرات التي استطعت أن أقاوم وأقرأ القرآن لفت نظري آية في سورة العنكبوت تقول : " ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا منهم وقولوا آمنا بالذي أنزل إلينا والذي أنزل إليكم وإلهنا وإلهكم واحد ونحن له مسلمون " وحاولت أن أتمعن فيها أكثر فرجعت إلى ابن كثير والقرطبي وكتاب الكشاف للزمخشري لأرى ماذا يقولون في هذه الآية ، فأول ما وجدت أن الجميع قد قالوا أنها نسخت بآية السيف الشهيرة التي في سورة التوبة ، لكن لفت نظري ما هو أكثر من مجرد النسخ إذ الآية تقول إن إلهنا وإله أهل الكتاب واحد ، وهنا توقف عقلي عن التفكير ؛ إذ أن إلهنا نحن المسلمون قد نسخ كل أنواع المهادنة مع غير المسلمين من الناس واستبدل مكانها القتل والمضايقة والإيذاء ، حتى أنه في بعض الآيات يجعل الله عذابه لهم عن طريقنا" قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم " وهناك أكثر من 27 نص يتكلم عن القتال الواجب على المسلم نحو غير المسلم ، في حين إله أهل الكتاب يقول : أحبوا أعداءكم ، باركوا لاعنيكم ، أحسنوا إلى مبغضيكم ، وصلوا لأجل الذين يسيئون إليكم ويطردونكم " ويقول أيضاً : لا تقاوم الشر ، بل من لطمك على خدك الأيمن فحول له الآخر أيضاً " ، ومن أراد أن يخاصمك ويأخذ ثوبك فاترك له الرداء أيضاً ، ومن سخرك ميلاً واحداً فاذهب معه اثنين ، وأخذت أحدث نفسي أين هذا من قول الله : ومن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم ، وقوله لا يكن أحدكم إمعة يؤخذ حقه ولا يبالي ، ومن قوله أعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ،وقوله من مات دون ماله فهو شهيد ، وقوله : " محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم " ، حقاً يستحيل أن يكون الأبيض والأسمر واحداً ويستحيل أن يكون الخير والشر واحداً ويستحيل أن يمكن الليل والنهار معاً ، لا بد لأحدهما أن ينفرد بذاته ، وعليه لا بد من أن يكون هناك إله واحد فقط وأنا واثق إنني سأتوصل إليه لأنني أحب الله ولن يمنعني مخلوق من الإيمان بالإله الحقيقي حتى ولو كان عند اليهود ، لكن أريد مساندتك يا رب ، لا تتخلى عني فأنا الآن غريب مشتت الذهن لا أدري أين أنت ، وإن كنت خُدعت فليس عن قصد أنت تعلم كم أحبك ، وكم تألمت من أجل محبتك ، يا رب أن كنت تقتص مني معصيةٍ عملتها فأسألك الرحمة في قضائك ، فأنت الإله وأنا عبدك على عهدك ووعدك ما استطعت أعترف بذنب فاغفر لي ولا تقسوا علي في عقابك ، وبدأت ترد على خاطري أفكار غريبة كنت عند مجرد استعادتها أمام ذاكرتي أشعر بالرهبة والخوف والفزع ، إذ قلت إنه لا يمكن أن يكون القرآن كلام الله والكتاب المقدس كلام الله أيضاً لا بد لأحدهما أن يلغي وجود الآخر ، عندما تطرقت لهذه الفكرة انتابني شعوراً بالرعب والخوف وكلما سمعت صوتاً اعتقدت أن الله سيدمر البيت فوق رأسي لأنني أفكر هكذا في القرآن ، وبدت حياتي كأصعب ما يكون ، كانت تلك الفترة أشد علي من فترة سجني بالقلعة وتعذيبي هناك ، لكن سرعان ما بدأ هذا الشعور يتلاشى وقررت أن أعيد دراسة القرآن من جديد لأبحث عن كل جانب من جوانبه وأضع الآية التي تقول : ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كبيرا" وسأكون محايداً جداً ، والحقيقة أنني لم أكن محايداً إذ تمنيت لو لم أجد شيئاً في القرآن يقودني للتصديق بأنه ليس من عند الله ، كانت بداخلي مرارة تجاه المسيحيين قد أقبل كل شيء لكن ألا أكون مسيحياً وتمنيت لو أن الإنجيل هذا لم ينزل على المسيحيين ، كانت كلمة مسيحي تثيرني وتولد بداخلي رغبة شديد في الانتقام والعدوان تجاه كل ما هو مسيحي ، ولم أدر سبب هذا الشعور الذي تملكني ؛ ربما بسبب النشأة التي نشأت عليها وسط أسرة متدينة تحب الإسلام وتكره المسيحية بسبب تصورها على أنها كفر وشرك ، حتى أن آبائنا كانوا يحذروننا في طفولتنا من اللعب مع المسيحيين لأنهم خونة وألا نأكل طعامهم لأنهم من الممكن أن يضعوا لنا السم في الطعام ، هم لا إله لهم ولا إيمان ولا أمان لهم .



--------------------------------------------------------------------------------

[1] ابن كثير في البداية والنهاية ج2 ص 84

# تفسير ابن كثير لسورة آل عمران وكتاب البداية والنهاية ج1 ص90

$ ابن كثير - البداية ج1 ص 85

# الملل والنحل للشهرستاني ص 27

% الملل والنحل للشهرستان

# نفس المرجع ونفس الصفحة
بدأت أدرس القرآن دراسة دقيقة وعميقة وبدأت تبدوا لي أمور ذهلت عندما وصلت إليها وتعجبت لماذا لم أدرك ذلك من قبل ؟، قمت بإعداد بحث تحت عنوان " هل القرآن كلمة الله ؟ " استغرق مني هذا البحث قرابة الستة أشهر ، في خلالها زارني الأمير في وقت مفاجئ لم أكن أتوقعه ، وكنت في دورة المياه فاستأذن من والدتي ودخل غرفتي لأنه كان معروف عند أسرتي إذ قضينا سوياً فترة الاعتقال وكانوا يرونه معي في كل زيارة ، اعتقد الأمير عندما شاهد الأوراق المكتوبة مبعثرة هنا وهناك أنني قد أنهيت جزءاً من البحث المطلوب مني وسمعته يقول : بارك الله فيك ، هكذا تكون الرجال ، إن نظرتي لا تخيب ، لقد قلت أنك الوحيد القادر على عمل ذلك ، فقلت في نفسي ‘إنك لا تدري ما تحتويه هذه الأوراق ، وخرجت لملاقاته فإذا وجهه قد تغير إلى الحمرة وبدا مضطرباً فجذبني من ياقتي قائلاً : ماذا أقرأ ؟ هل أنت كتبت ذلك ؟ مش معقول أنت . . من ضحك عليك ؟ من خدعك ؟ من أغراك لتبيع دينك ؟ قلت له : لو كانت هناك خديعة فأنت صاحبها ولو كان هناك إغراء فأنت صاحبه ، ولو ارتكبت إثماً فهو عليك ؛ لأنك أنت الذي دفعتني لذلك كله ، اعتذرت إليك ولم تقبل عذري ، كنتم تعرفون كراهيتي للمسيحية والمسيحيين وأصررتم على أن أكون أنا من يقرأ كتبهم ، أقسم لك أنني أتمنى لو أن كل ما عرفته يكون خطأ لقد عشت معك أقصى وأصعب فترات حياتنا أليس كذلك ؟ قال نعم . قلت هل كنت تلاحظ علي شيئاً ؟ قال : لا : قلت إذن فاعذرني ؛ الأمر ليس بيدي ولا مجرد معلومات لكنه يتعلق بقلبي الذي لا سلطان لي عليه ، يا ليتك تقرأ ما قرأت وتعلم ما علمت ؟ فانتفض هائجاً وأراد أن يمزق الأوراق المكتوبة ( ألوهية المسيح ، القرآن ليس كلام الله ) ، دار بيننا شجار جاءت والدتي على آثره وغادر منزلي قائلاً : نحن قد علمنا ما بك لكن لي لطلب إن كنت تريد أن تبقى حياً قلت : ما هو ؟ قال : المجموعة التي أنت أميرها عساك أن تخبرهم بشيء من السموم التي تكتبها ، وأنا سأقول إنك قد ارتديت ولن أفصح لهم عن السبب ، وأحذرك لو حدث منك شيء غير هذا فإنك أفضل من يعرف ما ينتظرك . قلت الحقيقة التي تجهلها أنت هي : أن الأوضاع تغيرت والأيام غير الأيام ، وأنت خير من يعلم ذلك ، بصراحة أنا لا أقبل تهديد لسبب واحد هو أنك لن تقدر على شيء مما تهددني به ، ولعلمك لقد دفعتني أمانتي أن أطلب ممن معي ألا يزوروني هذه الأيام لأنني خشيت أن أستمر أعلمهم شيئاً أنا أشك في صحته ولذا صرفتهم عني لأنني كنت أميناً معهم ، لكن أؤكد لك أنني أحب الله وادع لي أن يعيد الله لي صوابي إن كنت قد فقدته ، انخرطت في بكاء شديد واسترجعت الذكريات الجميلة لحياتنا معاً في السجون والمعتقلات ، وكيف كنا نتحمل الصعاب معاً والحقيقة عز علي كل ذلك لكن إن كانت تلك إرادة الله فوداعاً لكل ذكرى طيبة بعيداً عنه وأهلاً بالأشواك إلى جوار الله ، بدأت الجماعة من خلال الأمير تقطع كل صلاتها بي حتى الذين كانوا يقابلونني يومياً لا يسلمون علي فعلمت على الفور أنني قد تم تكفيري ، ولم يكتفوا بذلك بل سحبوا مني المبالغ التي كنت آخذها من بيت المال لأنفق على نفسي منها ، ولم أتأثر ، لقد تصوروا أنني سوف أضيق بتصرفهم وسأعود إليهم تائباً هم لم يفهموا ما كان بداخلي ، كنا معاً قد اشتغلنا في ما يشبه توظيف أموال ، اشتركت أنا والأمير وشخص ثالث بالأموال التي عدنا بها من الخارج وكنا نتاجر في الملابس الجاهزة ، وكنت أنا مسئول الاستلام وتوقيع الشيكات لدى التجار الذين نتعامل معهم ، ولما حدث ذلك مني لم يسددوا المبالغ المطلوبة وأصبحت أنا مطالب بسدادها ، ورفعوا عليّ قضية بالمحكمة ، وتوقعوا من كل ذلك أن اعتذر وأتوب عن كفري ، وقالوا لي صراحة في المحكمة ( الأمير فقط ) إذ اقترب من القفص وقال نقدر أن نسحب القضية إذا راجعت نفسك وتبت إلى الله وأخبرتنا من أثر عليك لتسلك هذا السلوك ، كنت لا أجاوبهم ، وحكمت المحكمة بأن أرد المبلغ على أقساط قيمة كل قسط 160 جنيه ، وكانت تلك ضربة قوية لهم إذ أنهم كانوا يهدفون لحبسي ، ومرت التجربة بسلام والحمد لله لكنني أخذت أكلم الله بحدة وبثورة وأكرر لماذا يا رب تفعل ذلك معي ؟ هل خصصت العذاب لي وحدي . منذ الصغر وأنا أقاسي وأتحمل المتاعب ،لم يعد لي صديق لأنهم كفروا بك ، فقدت مودة أهلي لأنهم لم يقبلوك ، فقدت دراستي لأنها كانت عائق بيني وبينك ، والآن لا أدري ماذا أخبئت لي في جعبتك من الآلام ، من فضلك ترفق بي هون عليّ فأنا ضعيف لا حول لي ولا قوة ، لا تتركني في هذا البحر اللجي تتخبطني الأمواج ولا أدري لأي شاطئ تقودني ، قل ليّ أين أنت ؟ هل أنت الذي تقول عنه النصارى أم أنت إله موسى أم أنت إله محمد ، وإن كنت كذلك لما سمحت لي بكل هذا القلق في حياتي ليعكر علي صورتك الشفافة ، أرجوك يا رب لا تتركني وحدي وأنا أعدك أن أتبعك أينما كنت لأنني لا أخاف سواك وأنت تعلم ذلك علم اليقين ، ولم يقطع عليّ مناجاتي هذه سوى صوت والدتي تطلب مني أن آخذ الطعام ، لأنني لم أكن آكل معها لأنه لا يجوز لي أن آكل مع مشرك وكانت والدتي كذلك .

تطرقت بعد ذلك إلى موضوع غاية في الخطورة والأهمية ألا وهو إذا كان القرآن ليس من عند الله إذن فمن يكون محمد هذا ؟ حتماً لا بد وأن يكون كاذباً في ادعائه النبوة ، لكن كيف أثبت ذلك ، وبمجرد أن حدثتني نفسي بذلك ارتعبت رعباً شديداً وقلت مش ممكن ؛ محمد ليس نبي ؛ طيب معجزاته وإمبراطوريته التي كانت مترامية الأطراف ، وكل هذا الكم من الناس الذين اتبعوه ، كنت أشعر وكأنني على وشك أن يحل عليّ انتقام الله الشديد ويحيط بي عذابه ، لكن بعد أن هدأت ثورتي هذه بدأت أشعر بشجاعة وعزيمة نحو ضرورة أن أبحث في من هو محمد ؟ وهل هو نبي أم لا ؟ كانت دلائل نبوة محمد ترتكز على عاملين أساسيين هما أنه أمي ونزل عليه القرآن ، وأنه كان قبل النبوة معصوماً ولم يرتكب منكراً قط .

الأميـــة : لم يكن في اعتقادي أن أجد ما يدل على أن محمد كان يقرأ ويكتب لأن كل الذي أعلمه وتعلمته أنه يستحيل أن يكون محمد يكتب ويقرأ ، هذا دفعني لقراءة كتب السيرة مرة ثانية والحقيقة وجدت أمور تعجبت كيف كانت تمر عليّ من قبل ولم أدرك ما فيها ، وجدت أن محمد كان يخلو في نفس المكان الذي كان يجلس فيه ورقة والنضر بن الحارث وعمرو بن نفيل وابن ساعدة القس المشهور ، وجدت أن محمد كان يتاجر بأموال خديجة الكثيرة وأنه قد أبرم عقود واتفاقيات مع تجار اليمن والشام ، وما يقال عن أنه كان يحمل خاتم يوثق به اتفاقاته غير صحيح كدليل على أميته لأنه فعلاً كان لديه هذا الختم وإنما هذا كان شيئا متعارف عليه في أمور التجارة ، أن يكتب البائع والمشتري الاتفاقية ثم يطبع عليها بالخاتم للتوثيق وهو ما يشابه ختم شعار الجمهورية الآن ، وجدت أنه بعد النبوة كتب صلح الحديبية بيده ، وجدت أنه كان في كفالة عمه أبو طالب وكان أكبر من علي وكان علي يقرأ ويكتب ومن الصعب ألا يتعلم محمد من علي أمور الكتابة حتى ولو القليل منها ، وجدت أن محمد كان يجلس عند يسار النصراني ويأخذ منه نصوص من الإنجيل ويقرأها ، وجدت أن جبريل عندما نزل عليه طلب منه أن يقرأ ولم يكن من المنطقي أن يطلب من محمد أن يقرأ وهو لا يعرف القراءة ، ولو أضفت إلى ذلك ما وجدتنه عند البحث عن صدق نبوته الذي قادني لذلك كله فيصبح محمد لا نبي ولا صديق ، ويمكن دراسة البحث المنفصل عن هذا الموضوع في كتيب أعددته تحت عنوان " محمد في التوراة والإنجيل " .

ثم نأتي إلى مسألة عصمته ، هنا حدث ولا حرج وأي كتاب من كتب السيرة مثل السيرة الحلبية والطبقات الكبرى ، وسيرة ابن هشام حتى كتب التفسير التي تكلمت عن آية سورة النحل التي فيها " ومن ثمرات النخيل والأعناب تتخذون منها سكراً لكم " هناك عدة أحاديث صحيحة تقول إن محمد كان يشرب النبيذ ، ويوصي صحابته أن إذا وجدوه شديد التركيز أن يكسروه بالماء ، وكان يأكل من الذبائح التي تذبحها قريش عند الكعبة على الأوثان ، وكان يحل ما حرم الله ويحرم ما أحل الله ، وكان يطمع في نساء أتباعه إن استحسن منهن شيئاً كما حدث يوم خيبر عندما وقعت صفية بنت حيي بن أخطب في سهم عبد الله بن عمر فأخذها منه وتزوجها ، وكذلك زينب بنت جحش زوجة زيد ، كل ذلك أزال الصورة البراقة وهدم الهيكل المقدس الذي كنت أضع فيه الرسول ، ولا أخفي أنني كنت أتألم كلما اكتشفت شيئاً من هذا القبيل .

رغم كل ما وصلت إليه لكن للأمانة كنت تواقاً لأن أجد ولو القليل الذي يعينني على أن أبقى مسلماً لأنه الدين الذي رضعته في طفولتي ، كنت مجرد التفكير في تركه يقلب حياتي إلى جحيم وخوف ورعب ، كنت كلما وجدت شيئاً أو قرأت نصاً في الكتاب المقدس ذو معنى حسن، أزداد حقداً وحسداً وغيظاً على المسيحيين وتزداد قسوتي عليه لا أدري السبب ، وكان لي زميل يعمل معي فكلما وجدت شيئاً في الإنجيل ذهبت لأخرج كل غيظي فيه أتلف له متعلقاته الشخصية ، أدفع للآخرين فلوس لكي يكيدوا له ويشتكونه للسلطة العليا ، ومرة أحرقت له ملابسه حتى اضطر للعودة لمنزله بملابس العمل ، كنت أقف أما أحد المحلات التي يمتلكها رجلٌ مسيحي وأحذر الناس من الشراء منه قائلاً : إن بضاعته منتهية الصلاحية لا تشتروا منه إنهم مخادعون ويريدون أن يدمروا الإسلام ، إنهم كما قال القرآن :" لا إيمان لهم " حتى أن هذا الرجل المسن كان يقول لي : يا بني ماذا فعلت لك ؟ حرام عليك عندي أولاد أريد أن أربيهم " ، وتارة أخرى أحذر زملائي من السلام عليهم وأذكرهم بحديث الرسول لا تسلموا على أهل الكتاب ولا تردوا عليهم السلام وضيقوا عليهم الطرقات ، وأقول بصوت عال : هؤلاء خبثاء يتظاهرون بالحب وهم أشد عداوة لله وللمؤمنين لا تنخدعوا بما ترونه عليهم من مسكنة إن ذلك إلا تصديق لقول الله " ضربت عليهم الذلة والمسكنة "

وذات يوم حافل بمثل هذه التصرفات أحسست بهاتف داخلي يقول لي : كن صادقاً مع نفسك ، هل بعملك هذا ستقدر أن تزيل كل ما علمته من كتبهم ؟ أنت قلت أنك سوف تتبع الله أينما كان فلماذا كلما أضاء الله لك نوراً تحاول أن تطفئه بيدك ؟ كن أميناً مع نفسك حتى تستريح ؟ راجع نفسك هل تريد الله أم ماذا تريد ؟ ، الأمر ما زال في يدك ولا أحد يفرض عليك شيء ، رجعت إلى المنزل مهموماً ، حاولت أن أصلي لكن لم أقدر ، قرأت في الكتاب المقدس في إنجيل مت ووقعت عيناي على الصلاة التي علمها المسيح للتلاميذ وحفظتها ، وفجأة شعرت ببرود وهدوء غريب ينسكب عليّ أشبه بمن يسكب ماءً ليغسل من ذاكرتي شيئاً ما ، وقلت لنفسي : يا رب هل تقدر أن تجعلن على ما أرى المسيحيين عليه من هدوء وصبر وتحمل وبساطة ومحبة إن أنا صليت كما هو مكتوب في الإنجيل ؟ وشعرت بسعادة بالغة وكأني سمعت الرد يقول لي : نعم ، تهلل وجهي فرحاً وأخذت أنتظم في الصلاة الربانية ، أقوم في الفجر في مواعيد الصلاة التقليدية التي تعودت عليها وأتوضأ وأبسط السجادة وأقف وأقول : أبانا الذي في السموات ليتقدس اسمك ليأت ملكوتك لتكن مشيئتك كما في السماء كذلك على الأرض ، خبزنا كفافنا أعطنا اليوم واغفر لنا ذنوبنا كما نغفر نحن أيضاً للمذنبين إلينا ولا تدخلنا في تجربة لكن نجنا من الشرير " وفي النهاية أقول : السلام عليكم ورحمة الله السلام عليكم ورحمة الله " استمريت على ذلك كثيراً لكن لم أجد تغير إذ ما زلت عدوانياً مع أسرتي ومع المسيحيين مما جعلني أقرر أن أترك كل الأديان فلا الإسلام نافع ولا المسيحية نافع ومن يدري فلعلي بعد أن أقتنع بالمسيحية لفترة ما يحدث أن أقرأ في كتاب ما فأجد ديناً آخر أفضل وأبقى طوال حياتي متنقلاً بين الأديان ، الأفضل في مثل حالتي هذه أن أعيش مثل ما يعيش الناس العاديين لماذا أشغل تفكيري بالدين عندما أموت يفعل الله بي ما يريد ، لكن هذا لم يكن حلاً وفجأة طرأت في بالي فكرة قلت إن سبب كل هذه المشاكل هذا الكتاب أي التوراة والإنجيل فلأمزقه وأسترح ، وهممت بذلك وإذا رعشة خفيفة تسري ببدني وهاتف يقول اتركه فقد تحتاجه ، ولماذا هذا بالذات ، لقد سبب لك القرآن أكثر من ذلك فلماذا لم تقطعه ؟ كنت إذا ركبت سيارة أقول : يا رب تنقلب السيارة وينجو الجميع إلا أنا ، ويا ليت البيت ينهار فوقي أنا وحدي يا رب إن كنت لا تريد لي الهداية فخذ نفسي أرحم مما أنا فيه ، وفي خضم هذه الأفكار والصراعات والهموم ، وكان ذلك في منتصف النهار أي الساعة الرابعة عصراً في يوم من أيام شهر يونيو كنت جالساً أستعيد ذكرياتي الطويلة مع الإسلام والجماعات والإرهاب وأخيراً مع الإنجيل والتوراة وما صار من الأمير تجاهي وأقول : يا رب أنك تعلم أنني في كل هذه الأحداث لم أكن أبحث إلا عنك فهل من عدلك ومحبتك أن تتركني هكذا ، حتى يا رب أن كنت تعاقبني عن جرم بدر مني فأعتقد أنك قد استوفيت حقك ، وأي جريمة تلك التي تستحق هذا العقاب ، أرجوك لا تتركني وحدي في هذا الصراع ، وفجأة وجدت باب غرفتي يفتح فاعتقدت أنها والدتي تحضر لي الغداء فإذا برجل طويل عريض المنكبين طويل الشعر كثيف اللحية وبجواره عمود من نور أبيض فاقع كالضوء المنبعث من لمبة النيون ولم أقدر أن أتتطلع آيه أو أوجه نظري نحوه وصوت يناديني قائلاً : قم اعتدل المسيح يريدك ، ولم أشعر بنفسي إلا خارج الغرفة أنادي على والدي ووالدتي وأخوتي ليروا المسيح ( سيدنا عيسى ) لأنه مكتوب في البخاري من رأى نبياً فقد رأى هدىً لأن الشياطين لا تتمثل بالأنبياء ، فعسى أن رأى أهلي المسيح أن يهتدوا ، ثم عدت لغرفتي ولم أجد شيئاً فحزنت جداً وقلت : حتى هذه المرة لم ترد أن تنصفني يا رب لماذا لم تنتظر لتبرهن لهم عن صدق حديثي ، إنهم الآن لن يقولوا أكثر من أنني جننت ، وفعلاً نزل كل اخوتي وأهلي وتوجهوا نحو غرفتي فلم يجدوا شيئاً وما توقعته حدث فقالت والدتي : يا رب لماذا كل ذلك ، لقد فرحنا بعودته وهدايتك له بالاستقرار وها أنت الآن تصيبه بالجنون وأخذت تبكي وتضمني إليها ، ويقول أخي :لا تقلق سأذهب بك لأفضل طبيب نفساني في مصر كلها ، وتقول أخواتي : كل هذا بسبب ما تكتبه طوال الليل هذه نهاية ذلك الجنون يا رب اشفيه وبعد أن انتهوا جميعاً من مراثيهم ، توجهت ناحيتهم وقلت لهم : الست أنت فلان ؟ قال نعم ،ألست أنت أمي ، وأنتي أختي وأنت أخي إني أعرقكم جميعاً ولو كنت مجنون ما عرفتكم لماذا لا تصدقوني لقد رأيته كنور عظيم وتكلم إلي ، كان رأيهم أقوى من كلامي حتى أنني قلت : ما دام الأمر كذلك لماذا لأكون كما قالوا ؟ صحيح إن هذا الكلام الذي أقوله كلام مجانين فعلاً أنا مجنون وعلي أن أستمع وأخضع لهم في كل ما يقولون وبدأت استسلم لكوني مجنون فرقدت في سريري لا أكلم أحد ، ويتوافد علي اخوتي يعزونني وأنا لا أنطق بحرف ، وفي الصباح اصطحبني أخي بالسيارة وذهبنا لأكبر طبيب نفساني في مصر ، ودخلت للطبيب بعد أن نادى عليّ وجلست أمامه وسألني ماذا بك ؟ قلت لا أدري أخي جاء بي إلى هنا ، قال إن أخيك يقول إنك تقول أنك رأيت سيدنا عيسى ؟ قلت نعم رأيته ، قال هل تقدر أن تصفه لي ؟ قلت وهل رأيته أنت من قبل ؟ قال : لا قلت وكيف ستعرف ما إذا كان الذي سأصفه لك هو أم لا ؟ قال إن حالتك صعبة وطلب أخي وأخبره أنني مصاب بحالة اكتئاب حاد ويلزمني جلسات كهرباء بسرعة تبدأ بست جلسات وتتدرج إلى اثنتين ، وطلب منه أن يحضرني للمستشفي مرتين في الأسبوع فقال أخي إننا بعيدين عن القاهرة بحوالي ساعتين ونصف سفر ومن الصعب أن نأتي كما يقول ، لكن من فضلك حدد لنا كيفية ‘جرائها ونبحث عن طبيب يمكنه القيام بذلك بالقرب من مدينتنا ، وافق الطبيب ووافقت أنا أيضاً قائلاً إنني لا أخاف من جلسات الكهربا فقد أخذتها كنوع من التعذيب بالمعتقل من قبل وبالتأكيد فهي للعلاج ستكون أخف ، ولماذا أرفض فلو كنت مجنوناً فسأستريح مما يدور بفكري وإن كان غير ذلك فإني أضيفها مع سابقتها من ألوان العذاب التي تحملتها في بحثي عن الله عسى الله أن يرحمني ، انتهيت من الجلسات والعلاج الذي قرره الطبيب وتوقعت أن أنسى كل ما كنت أفكر فيه من قبل إن كان ذلك وليد جنون أو توتر نفسي لكن بعد أن أنهيت العلاج وجدت نفسي كما كنت بل مدفوعاً أكثر لقراءة الكتاب المقدس ، ولم أكن أهدأ أو أقدر أن أنام إلا بعد قراءة شيء من الكتاب ، لكن أخذت على نفسي ألا أحدث أحد بأي شيء فيما بعد ، قررت أن أعيش كمسيحي لأرى عمل الله إن كان هذا هو طريقه فبالتأكيد لا بد وأن أرى ثمار ذلك وأري تأييده لي وإلا عدت كما كنت ، كما قلت من قبل كنت أواظب على الصلاة بطريقتي وهي خمس مرات كل يوم الفجر والظهر والعصر والمغرب والعشاء ، لم أكن أقرأ شيء مما كنت أقرأه في صلاتي السابقة بل فقط أبانا الذي ، لكن احترت كيف أصلي كيف أزكي ما هي الطقوس المطلوبة مني حتى أتي بها كاملة لأكون مستحقاً أن يعمل الله في ، لا بد لي أن أذهب للكنيسة لأتعلم كيف أعبد الله ؟ لم يلقى هذا الرأي قبولاً لدي إذ كيف أذهب للكنيسة بهيئتي هذه أو كيف أذهب للكبيسة مذلولاً خاضعاً وأنا الذي كنت كذا وكذا لا . . لا . . نؤجل الكنيسة الآن ، ويمكنني أن أسأل بعض الأشخاص معي بالعمل لكن من منهم يوافق على مقابلتي بعد كل ما صنعته بهم ؟ وفعلاً رفضوا جميعاً الالتقاء بي لأنهم ظنوا فيّ إما أن أقتلهم أو أرغمهم على الإسلام ، لكن واحداً منهم وافق لكن بعد شهر ، كان ذلك طويلاً علي ففكرت أن أقرأ المزيد عن الأفكار التي يفكر فيها المسيحيين ماذا يقولون وهل هناك كتب لهم كما للمسلمين ،أولاً : قررت أن أقص لحيتي حتى لا تلفت الانتباه إلي ، وأن استعير قميص وبنطلون لأرتديهما بدلاً من الجلباب الذي كنت ارتديه طوال حياتي ، وذهبت للمكتبة التي اشترينا منها الكتاب المقدس من قبل ، ولم يعجبني كتاب فيها فذهبت لمكتبة أخرى بشارع الترعة البولاقية وأخذت أتفرج على المعروض من الكتب ، وأردت أن أدخل المكتبة لكن ترددت وشعرت أنني أرتعش إذ كيف أدخل مكتبة المسيحيين وأنا كنت لا أطيق مجرد النظر إليها ، وربما يطلبون مني بطاقتي ويستدعون الأمن فأذهب للمباحث وبالإطلاع على ملفي هناك أكون قد ألقيت بنفسي إلى التهلكة ، وبعد تردد شديد دخلت المكتبة ولفت نظري بعض الكتب ، لم أكن أعرف ماذا أريد أن أقرأ ، بل كل كتاب يستهويني عنوانه أشتريه ، فأخذت كتاب برهان يتطلب قرار ، وإيماني ، وكفارة المسيح ، وكنت كلما أنهيت قراءة كتاب أحرقه ، وعندما انتهيت من الكتب كلها ذهبت للمكتبة ثانية لأبحث عن كتب أخرى فوجدت كتاب أسمه التوحيد والتثليث ، علم اللاهوت الكتابي ، وعندما قرأت الأسعار ووجدت أن ما معي من نقود لم تكن كافية حاولت إرجاع الكتب إلى أماكنها ثاني ؛ فإذا برجل مسن يأتي إلي ويقول : لماذا أرجعت الكتب ؟ قلت لا أريدها قال ؟ لو أنك كنت لا تريدها لما أخذتها من مكانها ؟ قلت وما دخلك أنت ؟ هل تحقق معي لا أريدها فوضع يده على كتفي وابتسم وهو يربت على كتفي ويقول : يا بني خذ هذه الكتب وسأدفع ثمنها وسأريك عنواني إن أعجبتك فيمكنك إرجاع ثمنها إلي وإن لم تعجبك فيمكنك أن تمزقها أو تتخلص منها كما تحب ولن تخسر شيئاً . فقلت له من أدراك أنني لا أملك ثمن هذه الكتب ؟ قال
02-01-2005, 02:45 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
حارة النصارى - بواسطة Son of King - 01-30-2005, 07:47 AM,
حارة النصارى - بواسطة Son of King - 01-30-2005, 08:25 AM,
حارة النصارى - بواسطة بسام الخوري - 02-01-2005, 02:30 AM,
حارة النصارى - بواسطة بسام الخوري - 02-01-2005, 02:39 AM,
حارة النصارى - بواسطة Son of King - 02-01-2005, 05:52 AM,
حارة النصارى - بواسطة Son of King - 02-01-2005, 05:54 AM,
حارة النصارى - بواسطة Son of King - 02-01-2005, 05:56 AM,
حارة النصارى - بواسطة Son of King - 02-01-2005, 02:35 PM,
حارة النصارى - بواسطة Son of King - 02-01-2005, 02:37 PM,
حارة النصارى - بواسطة Son of King - 02-01-2005, 02:45 PM
حارة النصارى - بواسطة Son of King - 02-01-2005, 03:02 PM,
حارة النصارى - بواسطة بسام الخوري - 02-01-2005, 05:17 PM,
حارة النصارى - بواسطة بسام الخوري - 02-01-2005, 05:21 PM,
حارة النصارى - بواسطة Son of King - 02-01-2005, 06:52 PM,

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  موقف الاسلام من عيسى عليه السلام يقتضي من النصارى الايمان بمحمدصلى الله عليه وسلم وبما جاء به امل فيصل 12 2,166 09-26-2005, 04:55 PM
آخر رد: اسحق
  أنبهار النصارى وغيرهم بالدين الاسلامي وأسلام كثير منهم بسبب تناقضات وأخطاء الكتاب المقدس ديدات 24 5,140 05-02-2005, 04:31 PM
آخر رد: Z13

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS