العزيز السياب سلاما
في الحقيقة اندهش من معطياتك الاحصائية، على الاقل بشأن نسبة الشيعة الى السنة، لكونه ليس لدينا في العراق احصائية طائفية حتى الان، وعلى الاغلب ستجري قريبا. بنفس الوقت فأن الاحصائيات القديمة حول نسب القوميات الغير عربية هي احصائيات غير دقيقة وجرت في ظروف هيمنة.

اتفق معك بأننا لو وصفنا الشيعة بالصفويين فأن العراق لن يعد عربيا اصلا، إذ ان السنة العرب لايشكلون إلا اقلية لن تتعدى 25% في احسن الاحوال. وهذه النسبة لاتكفي لوصف العراق بالعروبة، ولكن من يحتاج الى عروبة العراق؟

مايؤلمني ان الانتماء في بلادنا لازال مشوها، وشخصيا اعلم بوجود الكثيرين الذين ينتمون الى العرق العربي والكردي والتركي، المسيحي والسني والشيعي في نفس الوقت، فهل هم اكراد ام عرب؟

ان السؤال الحقيقي الذي يكشف مدى تشوه وعينا الجماعي ، هو: لماذا لايوجد في العراق عراقيين، بالرغم من ان الشخصية العراقية طاغية بالتمييز عن بقية الشعوب المجاورة؟ لماذا انحصرنا في خيارات التأطير النظري ولم نستطع الخروج منه الى الواقع، ليفرض علينا ذلك إعادة الانفراط الى الحلقات البدائية الاولى معلنا نهاية العراقيين والعراق، كمشروع امة...

ان الصراع بين سيادة الوعي العروبي والمشروع الفارسي هو الذي وضع المصطلحات التي نرقص عليها، لتنسحق بقية التوجهات عائدة الى قواعدها الاولى، مجبرا اخاك لابطل....فهل ستنتج القيم الجديدة انسانا افضل؟ اشك بذلك