المشكلة أن انتفاضة شيوخ الإسلام إذا ما قامت لها قائمة ستكون مختلفة جداً عن انتفاضة رهبان برما ، كيف ؟ الرهبان انتفضوا ضد الظلم طلباً للعدل وضد الطغيان طلباً للحرية وضد الفساد طلباً للشفافية والمحاسبة وهكذا ، أما شيوخ الإسلام فإن انتفضوا ضد الظلم والطغيان فلن يفعلوا ذلك إلا طلباً لـ.........تطبيق شرع الله (طريقهم للعدل والحرية وكل الفضائل) .

الراهب البوذي قد ينتفض مثلا تحت شعار "لا للفساد" أما الشيخ المسلم فسيزيد عليها "لا للفساد ونعم لتطبيق حد السرقة" ، الفارق بينهما أن الأول رجل مبادىء ومثاليات أخلاقية يدافع عنها حين يراها مهددة أما الثاني فصاحب أيدولوجيا يسعى إلى إحلالها محل الوضع القائم ، وهي نفسها الأيدلوجيا التي كانت تاريخيا ـ ومازالت ـ تمثل غطاءً شرعياً لكل أنواع الفساد والطغيان والاستبداد وغيرهم من الموبقات .
أليس من حقنا ـ إذا كان الأمر كذلك ـ أن نقلق من انتفاضة الشيوخ إذا انتفضوا ؟

سحقاً للشيوخ ولأي شيء يأتي على أيديهم ، والحق أنني أطالب الأنظمة العربية أن تنتفض ضدهم وأن تأخذهم وتحصرهم وتقعد لهم كل مرصد ، لا أن ينتفضوا هم ضدها .