{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
عزة الدوري .. بين غيبتيه الصغرى و الكبرى!!
محارب النور غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 5,508
الانضمام: Oct 2004
مشاركة: #1
عزة الدوري .. بين غيبتيه الصغرى و الكبرى!!
عزة الدوري .. بين غيبتيه الصغرى و الكبرى!!

داود البصري




بين الرجال و القادة الذين تصارعوا و تذابحوا و تقاتلوا على حكم العراق خلال العصر الحديث الذي بدأ مع البداية الفعلية للعراق في الربع الأول من القرن العشرين ، لم يكن أكثر المتشائمين يتصور مجرد تصور أنه سيحين حين من الدهر سيدخل شخص أمي و نكرة من طراز عزة إبراهيم الدوري سجل الرجال الذين يحسب لهم ألف حساب ! بل و يكونون مطاردين من أجهزة تعقب و إستخبارات دولية عتيدة و ذات شأن كالأجهزة الأمنية و العسكرية الأمريكية التي خصصت مبلغا خرافيا بلغ 25 مليون دولار كثمن لرأس لا نعتقد أنه يساوي كل هذا الثمن ؟ و قصة صعود و سقوط عزة الدوري هي قصة الفوضى السياسية العارمة في العراق ! و قصة إنقلابات القصر العشائرية التي هيأت الفرصة لأشد قطاعات و شرائح الشعب العراقي تخلفا أن تهيمن على الحياة السياسية في ذلك البلد المنكوب بحكامه و خلافاته العشائرية و الطائفية الموغلة في التجذر و القدم ، و الدوري النائب الشكلي لرئيس ما كان يسمى بمجلس قيادة الثورة المضمحل كان أحد العناصر البعثية التي دخلت قصر الراحل عبد الرحمن عارف الجمهوري فجر يوم الأربعاء السابع عشر من تموز 1968 بعد أن فتح ضباط حماية ذلك القصر من أمثال ( سعدون غيدان ) الأبواب لزمرة الشقاوات البعثيين المحمولين على ظهر ( الوانيت ) البعثي و الذي كان يضم المشنوق صدام و المشنوق طه الجزراوي و آخرين ، و الدوري الذي ليس له أي تحصيل دراسي كان مجرد بائع بسيط للثلج لم يكن يحلم بأن يكون إسمه ذات يوم مجالا للتداول على المستوى الدولي ، و كان معروفا بولائه التام لسيده صدام الذي كان يطمئن إليه لكونه لا يمثل خطر على زعامته و لا يمكن أن يكون مشروع إنشقاق أو منافسة أو أي شيء من الأشياء التي تعود البعثيون على خوض صراعاتها الدموية ، و قد تسلم الدوري في السبعينيات مناصب مهمة في الدولة العراقية من وزارة الزراعة التي شهدت في عهده فضيحة توزيع الحنطة المسمومة على الفلاحين!! ووزارة الداخلية و ظل إسمه و شخصه بعيدا عن أية طموحات زعامة حقيقية و إكتفى أن يكون ظلا لصيقا لسيده و ضمن حالة ولاء مطلق ، و مع إحتدام الصراعات البعثية في نهاية السبعينيات وقف الدوري بالكامل مع صدام و خطه الحزبي و العشائري و صعد صعودا صاروخيا بعد حفلة إعدام الرفاق في صيف 1979 ليكون الرجل الثاني في النظام و نائبا لرئيس مجلس قيادة الثورة و ليسبغ عليه سيده رتبة عسكرية هي رتبة الجنرال ( الفريق ) كانت بمثابة إهانة حقيقية للجيش العراقي الذي أكل آلاف الإهانات بعد إختزال الدولة العراقية بأسرها في شخص واحد و عشيرة ذهبية واحدة ، وقد تندر الشعب العراقي على عزة الدوري الذي كان يوصف بالساعة السويسرية لكونه لا يقدم و لا يؤخر!! على مستوى صناعة و تقرير القرارات في العراق! ، و كانت للدوري إهتمامات دينية صوفية مرتبطة بحلقات الدروشة وفرت له موقعا مهما بين تلك الأوساط ، و ظل الدوري رجل النظام عاش في معاركه جميعها و لعب دورا مركزيا في قمع الشعب العراقي بعد الهزيمة في الكويت و كان قبلها قد لعب دور الكومبارس في التمهيد لغزو دولة الكويت من خلال تمثيله للنظام العراقي لحضور مباحثات جدة مع ولي العهد الكويتي وقتها الشيخ سعد العبدالله و الذي كان واضحا منذ البداية أنها كانت مباحثات لا جدوى منها تهدف للمناورة فقط فقرار إجتياح و غزو الكويت كان أمرا مقضيا و محسوما في ذهن سيده ، لذلك تهرب من أي إلتزام مدعيا بوجع الرأس و بعد أن أدى مراسيم العمرة للمرة الأخيرة في حياته عاد لوكر الذئاب البعثيين لتدخل دبابات الحرس الجمهوري العراقي البائد أرض دولة الكويت في نفس التوقيت المقرر سلفا في 2/8/1990 و ليتغير شكل وطبيعة الصراع في المنطقة بشكل جذري ! ،ثم خاض النظام البائد حرب الخليج الثانية بقدرية كبيرة و بسذاجة سياسية منقطعة النظير و كانت مسؤولية عزة الدوري عن ( تأمين ) الطائرات العسكرية و المدنية العراقية في إيران حفاظا على سلامتها من الحرب!! دليلا على الفشل التام!! فكيف تهرب أسلحة ستراتيجية كالطائرات لتكون أمانة عند نظام خصم قاتله النظام العراقي بشراسة طيلة ثمانية أعوام!! ثم لماذا تهرب طائرات مقاتلة إن لم تتم الإستعانة بها فما الفائدة من شرائها إذن ؟ و فعلا ( شفط ) النظام الإيراني تلك الطائرات مؤكدا أنها جزء من تعويضات الحرب السابقة!!! وهذا الفشل المضحك مقترن بإسم عزة الدوري بكل إمتياز!! و هو يعبر عن الحالة السقيمة و العقيمة للقيادة العراقية السابقة!.

في السنوات القليلة التي سبقت سقوط النظام العراقي ظل عزة الدوري ظلا لسيده و كانت مسؤولياته تنحصر في حضور المؤتمرات الدولية و العربية و التي كان آخرها مؤتمر القمة الإسلامية في الدوحة عام 2002 حينما شتم الدوري الوفد الكويتي ورد عليه وقتها وزير الخارجية الكويتي الشيخ الدكتور محمد صباح السالم في واحدة من أسخن مشاهد السياسة العربية ، وفي عشية حرب ( الحواسم ) كلفه سيده بالقيادة العسكرية للقطاع الشمالي من البلاد وحيث كان واضحا أن الهزيمة النهائية قد إقتربت لكون الدوري ليس بعسكري محترف و لا يمتلك أي مواصفات للقيادة العسكرية و أشيع قبلها أنه مريض بسرطان الدم وحاول أن يعالج في النمسا التي هرب منها على ضوء الخشية من إعتقاله و تسليمه لمحكمة دولية لإنتهاكاته الجسيمة ضد حقوق الإنسان و كما هرب من فيينا فقد هرب من جبهات الحرب و توارى عن الأنظار في البادية العراقية و يقال أنه هرب للشام ثم عاد منها!! و نسجت حوله أساطير و خرافات كقصة تنسيقه الميداني مع المقبور المجرم أبو مصعب الزرقاوي .



لغز الإختفاء و ( الغيبة ) !!......



هروب قادة النظام العراقي كانت مسألة تحصيل حاصل ، فكل القيادات السياسية و الأمنية و العسكرية هربت و توارت و بعضها ترك العراق بموجب صفقات سياسية لم تزل مجهولة و غامضة مثل لجوء وزير الإعلام السابق و آخر العلوج محمد سعيد الصحاف للإمارات وحيث إمتنعت القوات الأميركية عن إعتقاله ثم خرج بعد شهرين من الإحتلال من مطار بغداد بطائرة إماراتية خاصة وحيث يعيش اليوم على ذكرى أكاذيبه المضحكة على ضفاف الخليج العربي الدافئة! ملتزما الصمت التام ؟ ، و كذلك كان الحال مع وزير خارجية النظام ناجي صبري الحديثي الذي إختفى بحماية صديقه النازي النمساوي ( يورغ هايدر) ، ثم ظهر فيما بعد في ( السيتي سنتر ) في العاصمة القطرية الدوحة دون أن يسأله أحد عن أي شيء!! و ألتزم الصمت المطبق أيضا ضمن سياسة الصفقات الغامضة ؟ ، أما ( عزة الدوري ) فقد كان طريقه مختلفا و رصدت من أجله الجوائز الثمينة و تفاوتت الروايات و سبق لمستشار الأمن القومي العراقي الكهربائي ( موفق الربيعي )!! أن أعلن عن إعتقال عزة الدوري و لكن تبين فيما بعد أن المعتقل شبيه له!! و كان إعلانا فاشوشيا!! ، ثم قبل شهور طويلة أعلنت السلطات العراقية عن وفاة الدوري متأثرا بدائه العضال!! و ظهر فيما بعد أن الخبر عار عن الصحة!! ، و أشيعت روايات و أساطير كثيرة حول أماكن تواجد الدوري كان أكثرها تأكيدا هو وجوده في العاصمة اليمنية ( صنعاء )!! لتلقي العزاء في سيده صدام بعد إعدامه في اليوم الأخير من عام 2006!!؟ ، ثم ظهرت بصمات الدوري أكثروضوحا بعد تصاعد الصراع البعثي/البعثي في العراق و الإنقسام الحاصل بين قيادة محمد يونس الأحمد في دمشق و قيادة عزة الدوري في صنعاء ( ربما ) على خلفية المفاوضات مع الأميركان ، وحيث حسمت قضية حياة الدوري و تبين وجوده وأن مرض السرطان لم ينل منه بعد!! ، و لكن الحضور الأكبر لعزة الدوري كان في الصراع الراهن في الحكومة العراقية بعد إتهام نوري المالكي لخصمه و منافسه إياد علاوي بالتفاوض مع الدوري وهو عمل إرهابي!! بدوره نفى علاوي علنا أية نية حالية أو مستقبلية لديه للتفاوض مع الدوري و أن المفاوضات كانت مع الجناح البعثي الذي يقوده الدوري ملقيا الكرة في ملعب الأميركان و الحكومة العراقية!!، و لكن يبقى السؤال الحرج و الهائم و الذي لم يجب عليه أي طرف وهو كيف تمكن ( عزة الدوري ) من الإفلات من القبضة الأميركية و الحكومية رغم أن كل أجهزة مخابرات الكون تعمل في العراق بدءا من الأميركية و البريطانية و مخابرات دول الناتو.. مرورا بالموساد و حتى مخابرات سيريلانكا و بوركينا فاسو!!، و إذا كان موجودا في دولة عربية فكيف لم يتم تسليمه علما بأن أي دولة عربية لا تستطيع الدفاع عنه و حمايته ما لم تغض الإدارة الأميركية الطرف ؟ ، ما سر غيبة الدوري ( الصغرى )!! و التي قد تتحول لغيبة ( كبرى )!! و كيف يعيش البعثيون في ( عصر الغيبة ) التي ستطول لأن البعث بكل قياداته و رموزه قد خرج من التاريخ ، و لم نقرأ في كتب التاريخ أن ميتا ما قد عاد للحكم ؟ ماهي الخلفيات و الغوامض و الألغاز التي جعلت من حكاية الرجل الأحمر المريض أسطورة إعلامية تقف أجهزة المخابرات الدولية أمامها مكتوفة الأيادي و حائرة!! أو هكذا يبدو..؟ من الواضح أن لغيبة الدوري الصغرى ألغاز قد تحل شفرتها قريبا ، فكل المنطقة العربية ما هي إلا ملعب كبير ، و مسرح عرائس أكبر !!!.



محارب النور

:redrose:




10-10-2007, 02:35 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
عزة الدوري .. بين غيبتيه الصغرى و الكبرى!! - بواسطة محارب النور - 10-10-2007, 02:35 PM

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  رسائل الثورة العراقية الشعبية الكبرى..................!!!!!!!!!!!!!!!!! زحل بن شمسين 13 1,002 09-29-2014, 04:31 AM
آخر رد: زحل بن شمسين
  الموت يغيَب المؤرخ العربي الكبير عبد العزيز الدوري في عمان الثائر 0 1,056 11-20-2010, 07:31 PM
آخر رد: الثائر
  الحكم بالسر، التاريخ السري بين الهيئة الثلاثية والماسونية والأهرامات الكبرى Samir Yousef 0 3,466 01-31-2010, 09:15 PM
آخر رد: Samir Yousef
  الغيبوبة الكبرى تموز المديني 5 1,259 05-03-2007, 11:51 AM
آخر رد: سيناتور
  ملامح بدء المعركة الكبرى الزعيم رقم صفر 14 2,560 01-12-2007, 08:50 AM
آخر رد: Beautiful Mind

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS