تحية للجميع

القصص التي اخبرها د. صادق فرعون ليست جديدة، والجميع يعرفها ويتندرون بمرارة بها وبامثالها. قلنا ونعيد: نحن نعني من فساد، والنقد وعرض المشاكل هما أول خطوتين في طريق الحل.

إن فساد الغير لا يبرر فسادنا، هذا أمر أعرفه تماماً، لكنني أحب أن أبين أمراً أكثر أهمية: ألا تعتقدون أن من يقرأ أسلوب الطرح تتكون لديه فكرة رائعة نشكركم عليها:
سوريا بكاملها مجرد بؤرة فساد.
لو أنني لم أكن سورياً، لاقترحت قطع هذه الدولة ورميها بالبحر مع سكانها لكثرة ما اقرأ عن فسادها بخط أيدي أبناءها.

إن معالجة الفساد تبدأ بالنظرة الموضوعية الواعية لكافة أشكاله المتبدية في أي دائرة حكومية.

لكنني أود لفت انتباهكم إلى أن المشاكل التي تذكرونها هي مشاكل متكررة في كل الدول العربية، أكرر، ليس هذا مبرراً، لكنني أستغرب أن طرح بقية الشعوب لمشاكلها يكون على مستوى الحضارة الراقية المطلوبة.

مع تقديري لتاريخ د. صادق فرعون، إلا أنني أستغرب أنه بالرغم من تاريخه الحافل بالدراسات العليا ومحبته لبلده وجامعته أن يؤجل الحديث عن مشاكل بلده لمدة 20 عاماً فقط.

نحن بحاجة لمن هم أكثر شجاعة بقليل كي نثق بقدرتهم على تخليصنا من الفساد، ولنتأكد من أن نقدهم لن يكون نوعاً من الدعاية. وأعتقد أنه لو كان كل النقاد سيسيرون على الطريقة ذاتها فسيكونون من أوائل المسؤولين عن بقاء الفساد 20 عاماً أخرى.

(f)