{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
الحلاَّجُ الإنسانُ والحرِّيةُ الإلهيَّة
يجعله عامر غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 2,372
الانضمام: Jun 2007
مشاركة: #1
الحلاَّجُ الإنسانُ والحرِّيةُ الإلهيَّة
قرأت هذا المقال على هذه الصورة المقطعية وأحببت أن يقرأه رواد هذه الساحه ، ما دمنا قد قرأنا ذلك المقطع السابق عن رابعة

الحلاَّجُ الإنسانُ والحرِّيةُ الإلهيَّة
في الذكرى الـ1111 لاستشهاد الحلاَّج على يَدِ سلاطين الظلام وفقهاء الحرب

وليد عبد الله (كاتب -عراقي )

مُزِجَتْ روحُك في روحي كما * تُمزَجُ الخمرةُ بالمــاءِ الزُّلال
فـإذا مسَّـكَ شـيءٌ مسَّـني * فإذا أنـتَ أنـا في كـلِّ حـال
– الحسين بن منصور الحلاج



قُتِلَ الحلاجُ بطريقة الذبح السلطوي الممزوج بعفونة الفقيه المتسلِّط ووحشية السلطان المتفقِّه. ذُبِحَ الحلاجُ ليُضافَ ذبحُه إلى سجلِّ العار والخزي الصحراوي، الخاوي من عمق المعرفة.

لم يكن الحلاجُ فردًا منزوعًا من ذاته، بل ذاتٌ تحققت بجوهر المعرفة وتبوأت عرش التأمل الممزوج بروح الكشف عن عوالم الغيب، تلك الروح التي يتاجر بها الحاكمُ والفقيهُ وجمهرةُ المغفَّلين العابدين النصوصَ الجامدةَ والمنتظرين جنةَ وَهْمٍ خاليةً من معناها ومنتميةً إلى لذَّات التجار والسادة والحكام!

[صورة: 1003-Hallaj_martyr.jpg]

استشهاد الحلاج (أيقونة مغولية).

الحلاج قربان الكلمة المسكوت عنها والعبارة الممزوجة بسُكْر العشاق بالحقيقة أمام تاريخ يمجِّد المستور ويقتل كلَّ مَن يكشف عن مناجم الوهم وتجَّاره الذين توارثوا مهنتهم سيدًا عن سيد، فاحتذوا بعضهم ببعض حذو النعل بالنعل، ولم يتركوا مسافة حقٍّ إلا وفيها قبر وليٍّ كوني، أو صاحب طُهْر قلبي، أو إنسان باحث عن الحق، أو فاضح لأوهام "الغيب" المدسوس، أو كاشف عن قرابين التشريع المقدس المملوك لـ"وليِّ الأمر" تحت لافتة اسم الرب الفقيه.

أجل، ذُبِحَ الحلاجُ لأنه أراد أن يكون للمعرفة الحق وللانتماء الكوني والروحي وجودٌ فعلي، لأنها لا تنفك قبلةَ الإنسان الذي يبحث عن عوالم روحانية نقية، عن التطور والإبداع والانفلات من تحجُّر التاريخ وسلطة المنتفعين من الدين الذين يهيمنون بقوة اليوم ليمارسوا فِعَالهم نفسَها في تكميم الأفواه وتكريس الصمت الخائف المرعوب في وجه الذين يحاولون أن يفتحوا أيَّ أفق جديد – هذا الإنسان الذي سيكون مصيره حتمًا كمصير الحلاج: يُذبَح على شجره الصليب العيسوي الممزوج بسُكْر المحبة وعشق المعنى الكامن في وَجْدِ الألوهة المنتشية بعشَّاقها!

نذكر اسم الحلاج في خشوع، وكأننا نقرأ فرمان التهديد بالذبح والحرق والتهجير حينما يقول لنا: "لا تكشفوا عن فضائح تجَّار الوهم وفقهاء السلاطين وملوك اللعنة والمستولين على كلِّ شيء!" لكننا شاهدنا الحلاج يتواصل بالكتابة، كاشفًا عن فضائح تاريخ أرباب الذباحين المخيف، أولاء الذين لا يريدون للكلمة وللمعنى وللمعرفة أن تنوجد كي تؤسِّس لحضارة القانون والعدل والسلام.

10-19-2007, 02:04 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
الحلاَّجُ الإنسانُ والحرِّيةُ الإلهيَّة - بواسطة يجعله عامر - 10-19-2007, 02:04 PM

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS