رفيق طارق،

كم نوعاً من البشر خطا الأرض؟ بشكل عام هناك 14 species رئيسياً تندرج تحت الـhomo genus. سأعرض سريعاً لثلاثة نماذج لتوضيح فكرتي عن الانتخاب الطبيعي كبداية.


سكن إنسان الهومو نيآندرثالينسيس أوروبا بشكل خاص منذ 350 ألف سنة، و انقرض قبل نحو 33 ألف سنة على يد إنسان الكرو-مانون؛ فحين كان الأول مؤهلاً لتحمل المناخ بوعاء جمجمي أصلب و بنية أمتن و أنف أطول، إلا أنه لم يكن يتمتع بنفس تنوّع نشاطات الكرو-مانون في استثمار الطبيعة لأجل رفاهيته.

لا يوجد تأريخ علمي مؤكد لعملية إبادة، لكن أغلب الظن أن النيآندرثال تعرّض لمزاحمة على أكل العيش + ما نطلق عليه اسم الانتخاب الجنسي sexual selection. الانتخاب الجنسي هو أشبه بالوعي الجمعي لصورة الشخص الذي يمكن ممارسة الجنس معه و بالتالي التكاثر باستخدام كروموسوماته/ميتوكوندرياه. هذه الظاهرة ليست خاصة بالإنسان وحده، بل موجود في كل الأصناف الأخرى، و أفضل نموذج تجده في الإلك الأيرلندي:

الذي شكّل حجم قرنه الأساس في الجذب و الانتخاب الجنسي و تسبب في انقراضه في القرن السادس قبل الميلاد.

نفس المشكلة تكررت داخل صنف إنسان الهوموسابيان أيضاً حين انقرض الهوموسابيان إيدالتو و حل مكانه الهوموسابيان سابيان (نحن).

المهم من كل هذه الثرثرة أن نفهم أن أصناف الإنسان كانت تنسخ بعضها بعضاً نتيجة للمزاحمة و الانتخاب الجنسي بشكل رئيسي.

نعود لموضوعنا في أفريقيا. أنا لم أتحدث عن إبادة الأفارقة، بل تحدّثت عن ضرورة عدم تشجيع الحروب الداخلية و الأوبئة بحجة ’التضبيط السياسي‘ political correctness، و ضرورة عدم تبديد موارد الإنسانية على هذه الأنشطة. هناك كوارث قادمة محدقة تحتاج للانتباه مثل الاحتباس الحراري و التوترات في ألواح قشرة المحيط، و هذان وحدهما كفيلان بإبادة كل البشر و ليس بشر أفريقيا فقط. من قرأ عن أحداث الانقراض الشامل بين حقبتي البيرميان و الترياسيك قبل 251 مليون سنة، و التي أجهزت بالكامل على 96% من الأحياء المائية و 70% من الأحياء البرية يفهم ما يعنيه الاحتباس الحراري و الاضطرابات الأرضية.

نحن الآن نعيش حقبة الانقراض الهولوسيني بمعدّل ما بين 100 و 1000 ضعف معدّلات الانقراض السابقة، و كل ما ننتظره هو الضربات الأخيرة التي ستقضي على كمية لا بأس بها من الأحياء على هذا الكوكب، و بشكل خاص نحن. ما العمل؟ العمل هو الالتفات إلى الكوارث القادمة و إيجاد بدائل طاقة و الكثير من الأشياء الأخرى، لا أن نرمي بنقودنا و مواردنا في ثقب أسود من الجهل و القتل و المرض.

برأيي، فإن من يبحث عن حلول مشاكل أفريقيا خارج أفريقيا هو شخص يملك الكثير من الرواق مع كل هذه الكوارث الموشكة على رأس البشر أجمعين. أفضل شيء يمكن تقديمه لبشر أفريقيا الذين لا يريدون التحرّك هو إدراجهم على قوائم مراقبة الـIUCN، و صدّقني لن يهبطوا عن الـLC حتى بعد مليون سنة.

للمرة الثانية، المتخلّف الذي لا يريد التحرّك يجب أن يظلّ متخلفاً للأبد -- هذه مشكلته وحده.