تعرفت منذ تقريبا ثلاثة أشهر على فتاتين أصبحتا من أعز صديقاتي منذ أول مرة ألتقيتهما، واحدة جنوب افريقية ( ملونة ) والأخرى نمساوية بيضاء، وكنا نلتقي ونخرج معا ونتكلم بتلقائية عن كل شيء وحين نلتقي بعد طول غياب لا يكون هناك حاجة لأي مجاملة أو تكلف لأن المشاعر حقيقية، ذات مرة بينما كنت في زيارة للفتاة النمساوية أتى جيرانها الألمان ليستعيدا كلبتهما (التي كانت أصبحت صديقتي وكانت أكثر تحضرا من أصحابها) وحين دخلت الزوجة أولا قالت تعليقا لاذعا حين رأتني (يبدو أن اي أحد يستطيع أن يأتي إلى هنا) ولم أرد عليها لاعتقادي أنها زميلة صديقتي في السكن كونها أول مرة أزورها، وأن الذي معها هو البوي فرند بتاعها وبالتالي تظاهرت أنني لم أسمع، خصوصا انني لم ارد أن احرج صديقتي، مددت يدي للمصافحة دون أن أنهض من مجلسي، مما اضطرهما ان يتقدما نحوي، ولم أضع غطاء الرأس حين رأيت الرجل، الذي صافحني دون تردد بحماس يبدو انه أغاظ السيدة لاعتقاده اننا لا نصافح الرجال،بعد فترة بدأت علاقتي بالفتاة تفتر، وعلمت من صديقتنا الثالثة وهي مسيحية مثلها أنها هي ايضا تعرضت لمواقف مشابهة من أصدقاء صديقتنا الذين لا يريدونها أن تختلط بجنس غير أبيض، وكنت قد أخبرت صديقتي الجنوب افريقية من قبل أن أهلي قد ينصحونني بعدم مصاحبتها إذا وجدوا أنني أتعلم منها شرب الخمر مثلا، وهذه هي الأسباب التي قد تقلقنا كعرب أو مسلمين من الاختلاط بالآخرين، وليس الاختلاف العرقي الذي لا نلتفت اليه كثيرا، ربما كان هناك أفراد عنصريين ولكن الصفة السيئة الغالبة لدينا هي التطرف الديني وليس العنصرية على أساس العرق، "رمتني بدائها وانسلت" هو ما يصح أن نقوله عن الغربيين الذين لا يهاجمون تطرفنا الديني وحسب بل يلصقون بنا ما فينا وما ليس فينا، ويحبون على الأخص أن يلصقوا بنا عيوبهم الخاصة ولدينا الكثير من الإمعة الذين يروقهم أن يكرروا كلامهم.