أن الديمقراطية التي تقتصر على آلية الإنتخاب هي معادية للديمقراطية .
إسمحوا لي بداية أن أحي بشكل خاص أخونا العزيز جدا عاصي ، الذي أصبحنا نفتقد الحيوية و الحميمية التي أشعلها دائما في نوادي آربيا و الفكر العربي بالبهجة و المتعة و الفكر .
و اتمنى أن يجد وقتا لمشاركتنا في هذا الموضوع .

Array
أرجو ألا تعتبر كلامي تطاولا ياأستاذ بهجت ولكني أعتقد أنك تخضع لنفس الإبتزاز الذي يمارسه نظام مبارك وباقي الأنظمة العربية مع الغرب وملخصه هو أنا أم الجماعات الإسلامية والإخوان وأسامة بن لادن ? والأنظمة العربية ستفعل كل مابوسعها لتستمر تلك المفاضلة بينهم وبين الجماعات الإسلامية لأن ذلك هو مبررهم الوحيد للبقاء.

لو تركنا الجماعات الإسلامية جانبا, ماذا فعل مبارك ونظامه لتمهيد مصر لديمقراطية حقيقية حتي نستمر في تأييده?

ألم تصبح الأمية في مصر بتلك النسبة المخيفة تحت سمعه وبصره وهو حاكم مطلق للبلاد?
ألم يضرب نظامه أي محاولة لقيام حياة حزبية سليمة في مصر بدءا من لجنة الأحزاب والقيود والقوانين اللانهائية التي تشل الحياة السياسية?

ألم يستخدم نظامه الدين في أكثر من مناسبة لتمرير سياساته أخرها فضيحة طنطاوي الذي طالب بجلد الصحفيين?

ألم يسيطر نظامه علي كافة أجهزة الإعلام بالدولة بدءا من الإذاعة المدرسية وحتي إتحاد الإذاعة والتلفزيون! ماذا كانت النتيجة?

الخضوع لمعادلة الإبتزاز التي وضعتها تلك الأنظمة يجب رفضه وبدون تحفظ وهذا لايعني بالمرة أي تأييد للتيار الديني.
[/quote]

عزيزي نيوترال .:97:
ليس في الأمر تطاول ولا حساسية ، فلا أنكر أني كثيرا ما ترددت خشية أنني في موقفي الأخير بشأن مخاطر الديمقراطية كنت أسير مخاوف مبالغ فيها ،ولم يبدد ذلك سوى أن الإعلام السائد في مصر يقودنا إلى موقف مخالف تماما لموقفي فهو يلح على ضرورة الديمقراطية الناجزة ، فالجميع يتغنون بجمال الديمقراطية الآخاذ حتى الإسلاميين يرونها هي الشورى التي يتولهون بها لله في لله !.
أعتقد أنك بعيد تماما عن مصر منذ سنوات طويلة ، و إلا لأدركت أن الإعلام السائد معادي للنظام المصري ،وذلك سواء في الصحف -و أكثرها تأثيرا الصحف الخاصة و الحزبية المعارضة- ،أو الفضائيات الإخبارية كالجزيرة و العربية و الحرة و كلها كما تعلم ناقدة لنظام مبارك بدرجات ، و لو أمكنك قياس التدفقات الإعلامية لوجدت أن أكثر من 80 % من المادة الإعلامية المؤثرة في المثقف المصري خاصة معادية للنظام !، لهذا فنقد الديمقراطية و تناولها بعقلانية هو الإستثناء و الذي لا يقدم عليه سوى إنسان مستقل له رؤيته الخاصة التي تصمد حتى للمزايدات السائدة .إن الجميع يلحون على إستخدام الخطاب الديمقراطي فهو ذو جاذبية خاصة ،و لكن هناك قلة يعنون بهذا الخطاب الديمقراطية الليبرالية العلمانية التي تقود العقل الغربي ، وهذه هي المشكلة فدائما الشيطان يقبع في التفاصيل .
أما ما يخصني شخصيا فلا أقرأ الصحف ولا المجلات القومية سوى نادرا ،ومن النادر جدا أن أتابع أي قناة مصرية سوى الثقافية عند استضافة مثقفين بذاتهم مثل مراد وهبة أو عاطف العراقي و نظرائهما ، هناك بعض الكتاب أتابعهم على الشبكة سواء مصريين أو عرب لأني أحترم حيدتهم مثل المرحوم إدوارد سعيد و حازم صاغية و عبد المنعم سعيد و جهاد الخازن و بعض الكتاب المعارضين المصريين مثل عادل حمودة و محمد الباز ،بالإضافة بالطبع للكتاب التنويرين مثل نوال السعداوي و سيد القمني و المستشار سعيد العشماوي و غيرهم ، و هناك أساسا الأعمدة و الموضوعات في الصحف و المجلات الأمريكية و الإنجليزية ،وهي عادة يومية أمارسها منذ سنوات طويلة جدا ، أما غذائي الفكري الأساسي فهي الكتب الجديدة التي تصدر في الغرب سواء بلغتها الأساسية أو مترجمة في إصدارات عالم المعرفة أو وزارة الثقافة المصرية ، رغم هذا كله فإني غير منغلق تجاه أي رأي أو فكر سواء صدر عن جهات رسمية أو معارضة بما في ذلك جماعات الإخوان و القاعدة و غيرهما من الجماعات الأصولية و الإرهابية .
ربما أطلت بعض الشيء كي أوضح المناخ الفكري للمثقف العربي المعاصر ، فهو ليس المناخ المنغلق الشمولي الذي اعتاده المهاجرون العرب في بلادهم منذ سنوات طويلة ،و لكنه مناخ خصب و متنوع نتيجة عولمة الإعلام و الثقافة ، وهذا يبدوا واضحا مما يطرحه الزملاء من أفكار، فأكثر الأفكار عمقا و تناسقا بل و جرأة يطرحها زملاء يعيشون في بلدان الشرق الأوسط و ليس في المهجر !، لأنهم يعيشون واقعهم اليومي و لديهم الوقت و الرغبة و الوسائل المباشرة للإهتمام بالشان العام .
رغم هذا فلا أنكر أني تأثرت في موقفي بأفكار و كتابات ،و لكنها للمفاجأة ليست مباشرة بل قادمة من بيئات غربية ، هناك التجربة التاريخية الكارثية لجمهورية فاليمار الألمانية التي سبقت وصول هتلر للحكم في ألمانيا ، وقد قرأتها مرات عدة في كتاب وليم شرر الهام ( نشأة وسقوط الرايخ الثالث ) و كتب أخرى عديدة ، تلك التجربة خرجت منها كغيري بدروس غاية الأهمية ، أهم درس هو أن المحتوى و ليس الشكل ما يعول عليه ، و أن الديمقراطية التي تقتصر على آلية الإنتخاب هي معادية للديمقراطية ، هناك أيضا آراء جون ستيوارت ميل أكثر المفكرين دفاعا عن الحرية التي يطالب فيها بعدم إعطاء الحرية للشعوب المتخلفة ثقافيا و سياسيا ، فهو يقول في كتابه ( عن الحرية ) :" لا يجوز منح الحرية قبل أن يصبح الشعب ناضجا و مدركا لصالحه ، يعي حرية المناقشة و يعرف معنى المساواة ،و إلا وجبت عليه الطاعة المطلقة لحاكمه " ، هناك ما هو أخطر و أهم .. تجارب الديمقراطية في مجتمعات مجاورة أغنى و أكثر تعليما ونموا و أقل أصولية من الشعب المصري مثل العراق ، رغم هذا انهار فيها المجتمع المدني تماما بسبب ديمقراطية شفافة و لكنها خبيثة كالتي يريدها بوش لنا ،و الآن يحكم العراق أحزاب غاية في التطرف الأصولي لكل منها ميليشيات خاصة ، الأمر الذي يبدوا معه صدام حسين الرحمة المهداة لا أقل !، لا أنكر أيضا أني تابعت عن كثب أفكار كتاب ليبراليين محنكين مثل جهاد الخازن و كمال غبريال ( مثقف قبطي ليبرالي ) و غيرهم كثيرون ، كما تابعت عن قرب الموجة الديمقراطية التي عمت أوروبا بعد سقوط الإتحاد السوفيتي.
إني لا أدافع عن نظام مبارك رغم هذا أراه أفضل من أي حكم إسلامي و بما لا يقارن ،إني أيضا لا أضحك على نفسي ولا أهزل ، فلا يمكن لأحد أن يقول لن أذهب للشرق و أيضا لا أحب الغرب ، لابد للإنسان أن يعي خياراته و أن يتجه إلى وجهة ما ،هل نقبل بديمقراطية تأتي بإسلاميين إلى السلطة في مصر كما حدث في غيرها وكما يشير الإتجاه الثقافي السائد ، أو نقبل بالتدرج و التباطؤ و الرضا بقدر مسيطر عليه من السماح الديمقراطي ؟ ، إن البديل الذي نطرحه ليس إستمرار الجمود و لكن فرض حوار جاد مع النظام طلبا للتطور .
لا يمكننا أن نترك الإسلاميين جانبا ، فقائله يعتقد انه يمكن أن يعيش هانئا غافلا أن هناك نار مشتعلة في فناء بيته بالفعل ، لا .. لا يمكن لعاقل في هذا العالم أن يغفل الإسلاميين إلا ان يكون عابثا ، فكيف يغفلهم من يعيش في المجتمع الذي أنجبهم ؟!،
الحديث عن مخاطر الأصولية لا أراه إبتزازا ، و لكنه رأي خبراء في المنطقة و حتى داخل إدارة كلينتون هناك من طالب استثناء الشرق الاوسط من التعجيل بالديمقراطية ، و سأعود لهذا الأمر بالتفصيل ، موضوع الديمقراطية كله تفجر تحت قيادة اليمين الجديد و رجل أحمق مثل بوش ، كي يمرر غزوه الكارثي للعراق ، و النتيجة واضحة للعيان ولو كان بوش رئيسا لصربيا مثلا لقبضوا عليه و حاكموه كمجرم فاقد الصواب ، هذا أيضا رأي بعض أقباط المهجر وهو رأيي مضحك يعارضه كل الأقباط العقلاء في مصر ، فمخاطر الأصولية ستلحق أكبر الضرر بالأقباط قبل غيرهم .
و اسلموا جميعا لمزيد من الحوار .:redrose:

تسجيل الدخول
اسم المستخدم:
كلمة المرور:	فقدت كلمة المرور؟
	تذكرني

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع		الكاتب	الردود	المشاهدات	آخر رد
	هل تجلب الحملة الامريكية الديموقراطية للعراق ؟؟؟	Awarfie	281	54,496	01-12-2012, 02:15 AM آخر رد: طيف
	ديكتاتورية العلماء الديموقراطية	Egyptian Humanist	4	1,689	11-01-2009, 08:21 AM آخر رد: Egyptian Humanist
	مع أي فريق يقف المسلمون الآن؟‏	neutral	46	11,590	08-10-2009, 11:38 PM آخر رد: بوعائشة
	أخيرا أتت الديموقراطية الى العراق	Awarfie	67	11,788	04-17-2009, 09:09 AM آخر رد: Awarfie
	أين هؤلاء الفلسطينيون من وطنهم الآن؟	لءيتال	13	2,377	02-22-2009, 08:52 PM آخر رد: لءيتال