الأخ الفاضل سرار

الرابط كان فيه توضيح لما تسأل عنه، فأما حول مؤلف كتاب المجالس المستنصرية فقد ورد :

حدثني من أثق به من علماء الدعوة المعاصرين، وسوف أحتفظ باسمه، بل وكتب على الصفحة الأولى من هذا الكتاب ما يلي: "ألف هذا الكتاب سيدنا عبد الحاكم، أبو القاسم، بن وهيب بن عبد الرحمن"، وذكر أنه أفاده به علامة عصره الشيخ الفاضل والداعي الكامل سيدنا علي بن حسين بن أحمد المكرمي قدس الله روحه في غرفات الفردوس الأعلى، وذكر أنها وردت في "كتاب جنائن الجنان"

فإذا كان الداعي علي بن حسين من أكد هذه المعلومة وصحة الإنتساب للمؤلف معتمداً على ما قاله صاحب جنان الجنان وهو داعي عظيم غزير المعرفة والتأليف ، بلغت مؤلفاته الـ ( 380 ) كتاب ، حيث أورد فيه :

ثقة الإمام علم الإسلام أبو القاسم عبدالحاكم بن وهيب بن عبدالرحمن . كان حجة عظيمة في الشأن وهو صاحب (( المجالس)) . إبتدأ في تتميم تأويل المجلد الثاني من دعائم الإسلام الثاني وكانت نقلته فيما بعد شهر رجب شهر الله الأصب من سنة 459هـ ، من دور سيد المرسلين ... كان في مقام البابية في عصر الحاكم العليم .


أما قولك أن تلك المجالس : كان يلقيها (( داعي الدعاة )) في الجامع الازهر . بينما ابن وهيب لم يتولى هذه الرتبة في عهد المستنصر الفاطمي .

فإلاجابة على ذلك : أورد الشيخ العلامة وحيد عصره الداعي جعفر بن سليمان نور الله ضريحه وأعلى درجته في كتابه الموسوعي الشريف((( جامع الشمل))) ص 447 ما يلي :

فمن ذلك ما قد جاء منه في المجلس الثامن عشر من (( مجالس الحكمة)) ، وهو الرابع والتسعون من البداية منها، مما قرأه منها قاضي القضاة الأعظم، (( وداعي الدعاة)) السيد الأجل الأوحد، علم العلماء، ثقة الإمام علم الإسلام، أبو القاسم عبد الحاكم بن وهيب بن عبد الرحمن، على (( الرجال )) في يوم الخميس الثامن من شهر رجب سنة (( تسع وخمسين وأربع مئة)) من هجرة النبي الطاهر صلى الله عليه وعلى آله، الأئمة من ذريته البررة الأطهار الكرام :... ألخ ما أورد .

وهذا يدل على أنه كان داعي دعاة ، وأنه كان يلقي مجالسه في الجامع الأزهر في وقت الإمام المستنصربالله والدليل التاريخ المذكور أمامك في العبارة .

وللإيضاح فالداعي جعفر بن سليمان عندما أقتبس هذه المعلومة فإنه عنى لو أن الكتاب الذي أول به القاضي عبدالحاكم بن وهيب الدعائم الثاني كان موجوداً وكتبت له النجاة ، لما كان كتب كتابه هذا المسمى (( جامع الشمل )) ولعل في عنوانه ما قد يعني أنه قد جمع بين شمل تأويل الدعائم الأول الذي ألفه القاضي النعمان بن محمد وبين التأويل للدعائم الثاني الذي الفه هو في هذا الكتاب .


ولزيادة التوضيح حول نسبة المجالس المستنصرية للقاضي عبدالحاكم بن وهيب المليجي دون ما سواه نجد أن شتيرن هو الوحيد الذي توصل إلى هذه الحقيقة دون الباحثين الأخرين من خارج إطار دعاة الإسماعيلية المستعلية الذين أكدوا هذه الشيء قبل ان يتوصل أحد إلى معرفة ذلك بزمن طويل .

راجع كتاب (( الإسماعيليون في العصر الوسيط )) لفرهاد دفتري - ترجمه سيف الدين القصير - صـ 118 - تحت عنوان ( العهد الإسماعيلي ومجالس الحكمة زمن الفاطميين ) لهاينز هالم .


دام الجميع بخير