مفهوم الإسلام لدى صبحي منصور يتعلق بالأخلاق ..
وهناك فرق واضح بين الدين والأخلاق ، فالدين عقيدة وإيمان وشريعة وعبادات ، بينما الأخلاق صفات حسنة يلتزم بها من أراد (حسب رؤيته الخاصة) ويسعى إليها المرء للحصول على الكمال الوجداني ، ويمكننا أن نجد الأخلاق لدى الكافر كما نجدها لدى المؤمن ، كصفة الكرم مثلاً .

ما دعاني إلى قول ذلك قول منصور " إذ المسلم هو المسالم بغض النظر عن عقيدته والكافر هو المعتدي بغض النظر عن عقيدته أيضًا " !

المسلم هو من أسلم وجهه لله واتخذ من الإسلام ديناً يتقرب به إلى الله ، والكافر هو من رفض هذا الدين بعد علمه به . وكيف يُراد لنا أن نغض النظر عن العقيدة وهي أحد أسس الإسلام ؟! ففي هذه الحالة يمكن لأي مسالمٍ في هذا العالم أن يكون مسلماً دون أن يؤدي فريضة الحج مثلاً!!! ومن المعروف أن تعريف الإسلام على هذه الصورة ورد في (حديث نبوي) دعوة من الرسول - عليه الصلاة والسلام - إلى مكارم الأخلاق في قوله : "المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده." وهذا الحديث لم يقله الرسول إلا بعد أن ثبّت قواعد التوحيد والإيمان الكامل بالله وما يقتضيه الإيمان به من أداء العبادات، أي أنها دعوة تكميلية لإضفاء الطابع الخُلُقي على الإنسان المسلم. وفي علم الفلسفة يُقال أن الإنسان الكامل لا بد له من علم ودين وأخلاق، وهذه الأسس الثلاثة تختلف فيما بينها على الرغم من أن كل واحدة منها تدعو إلى الأخرى، فتتكامل معها. وأعود لأؤكد أن الدين يختلف اختلافاً كلياً عن الأخلاق، رغم دعوته إلى الالتزام بها.

دمتم في رعاية الله ،