Array
الحقيقة أننى قد بدأت أصدق فعلاً أن ظلامية العقل الإلحادى لا تقل بأى حال من الأحوال عن ظلامية العقل الإسلامى .. فالإثنان يرفضان النور الإلهى الحقيقى .. أحدهما وهو الإسلام يستعيض عن النور الحقيقى بنور مظلم مزيف يؤمن له شهوات الجسد مع وهم الحياة الأبدية الكاذب والآخر وهو الإلحاد يرفض الإله لأنه لا يقدر أن يقبل خرافات الإسلام ولا يقدر أن يعيش تحت نير الإله الحقيقى فى المسيحية .. يريد أن يعيش بلا قيود .. يعنى بالبلدى صايع .. والمسكين لا يعلم أنه يعيش مقيداً بالفعل بقيود الخطية وبشهوات جسد فاجر لا يرحمه لا دنيا ولا آخ[/quote]

عزيزي أبانوب:

ما تتحدث به أقدر أن أتفهم مصدره وهو مشاعرك وحميتك الدينية ولكنه يا أخي العزيز لا يناقش المشكل الذي نحن بصدده. ماذا استفدت عندما تشير بإصبعك إلى عيوبي وتقول لي أنت يا إبراهيم ناقص هنا وهنا وهنا إلخ؟ الذم في نقائص الإنسان ليس نقاشاً موضوعياً لأزمة التفكير التي هي موضوعي الأساسي بل هو "روح الإدانة" إن أردت تسمية الأشياء بأسماءها. ما تقوله لأبيك في مخدع الصلاة هو أمر بديع وجميل ويخص علاقتكما الحميمة ولكن ما نتحدث عنه من حيث كيف نتعاطى مع الواقع وكيف "نقرأ" هو موضوع آخر تماماً يا عزيزي. قم بمناجاة أبيك السماوي كيفما تشاء وبأي لسان تريد وعندك ألسنة الناس والملائكة فخذ منها ما تشاء أو هي لك بجملتها. هذا أمر يخصكما. ما يخصني هو كيف نتعامل مع عقول الناس ونوضح معياريتنا في الحكم المقسط على الأمور.

بماذا تختلف أنت عن المسلم الذي لا يرى في الملحد سوى إنه إنسان فاجر يريد العيش بإباحية وانفلات؟ بكلامك أعلاه أنت والمسلم في فسطاط واحد من وجهة نظري. والعيش تحت "نير الإله الحقيقي" ليس تعويذة ولكنه "فيض حب" ويخلو الأمر تماماً من خطاب "الترغيب والترهيب" يا مولانا. تحياتي لك.