من مقالات الكتاب الأول



أحمد الربعي
جار الله.. القتيل والمقتول

فقد اليمن احد رموز التنوير والحرية بمقتل جار الله عمر الامين العام المساعد للحزب الاشتراكي اليمني، وغاب صديق تمتد علاقتي معه لاكثر من ربع قرن، كنت الجأ اليه حين يصادفني لغز جديد حول اليمن رغم ادعائي معرفة اليمن، فأرض سبأ كانت وما زالت بلد الالغاز حيث يتداخل السياسي بالاجتماعي وحيث تتقاطع قضايا التاريخ بقضايا الجغرافيا.

جار الله عمر كان شخصية جادة وعنيدة، وبسبب محاولته المستمرة لاستخدام عقله كان ضحية سوء الفهم من اطراف عديدة. واذكر ان اسوأ مرحلة مر بها الراحل كانت تلك التي تلت آخر الحروب اليمنية، فقد كان يشكو مر الشكوى، فبعض الاشتراكيين يتهمونه بأنه رجل الحكومة، وبعض الحكوميين يتهمونه بالانتماء الى «عصابة الاشتراكي»، بينما كان يحاول ان يتصرف على اساس ان الدنيا ليست مجرد لونين ابيض وأسود، وان الحياة ليست تمترسا اعمى وراء فكرة، وان الناس ليسوا مجرد معسكرين، خونة وأبطال.

جار الله عمر شخصية يحترمها الجميع، الذين يتفقون والذين يختلفون معه، لذلك نشعر ان خسارته كبيرة على المجتمع اليمني وعلى كل من عرفوه!!

الذي قتل جار الله عمر هو علي جار الله، شاب يمني ممن غُسلت ادمغتهم وممن شحنهم المحرضون والمتطرفون بفكر الخوارج الجدد وفكر العنف والقتل، فهو أقر بانه كان ينوي قتل العديد من القيادات التي سماها كافرة وعلمانية، وهو يقول ان قتلهم واجب ديني، وهو امر يطرح سؤالا كبيرا حول تربية علي جار الله، وفي اي مدرسة تشرب فكر التطرف، وفي اية بيئة سياسية ودينية وصل الى قناعة خطيرة بالحكم على الناس بالكفر ثم بقتلهم بدم بارد، ومن هم شيوخه ومحرضوه، وما هي طبيعة الكتب التي قرأها، وهل هو ظاهرة فردية ام انه جزء من مدرسة يجب دراستها وتفكيكها حماية لارواح الناس وحماية للدين من العبث وفكر الخوارج.

نحزن على شخصية بحجم جار الله عمر، ونحزن على نهج ومدرسة تخرج فيها علي جار الله، وما زال غيره يرضع افكارها المدمرة، ونحزن على حالنا جميعا.. فاستسهال دماء الناس هو من اكبر المحرمات، فما بالك حين يقتل الناس باسم الدين وتعم الفوضى باسم الدين ويصبح كل مراهق قاضيا يحكم على الناس من دون دليل، ومقتل جار الله عمر يجب ان يفتح هذا الملف على مصراعيه في اليمن وفي غير اليمن.

http://www.aawsat.com/leader.asp?section=3...&state=true




من الكتاب الثاني


مقاطــــــــــع مــــــــــنْ: «أصل الحكاية.. كما يرويها عبدالمرتجي البواب»,
http://www.alnedaa.net/index.php?action=showNews&id=24