Arrayالحقيقة أننى قد بدأت أصدق فعلاً أن ظلامية العقل الإلحادى لا تقل بأى حال من الأحوال عن ظلامية العقل الإسلامى .. فالإثنان يرفضان النور الإلهى الحقيقى .. أحدهما وهو الإسلام يستعيض عن النور الحقيقى بنور مظلم مزيف يؤمن له شهوات الجسد مع وهم الحياة الأبدية الكاذب والآخر وهو الإلحاد يرفض الإله لأنه لا يقدر أن يقبل خرافات الإسلام ولا يقدر أن يعيش تحت نير الإله الحقيقى فى المسيحية .. يريد أن يعيش بلا قيود .. يعنى بالبلدى صايع .. والمسكين لا يعلم أنه يعيش مقيداً بالفعل بقيود الخطية وبشهوات جسد فاجر لا يرحمه لا دنيا ولا آخرة .

نيوترال .. هل درست تاريخ الكتاب المقدس وأجزمت بأن لا أصل له ولا فصل .. الكتاب المقدس هو أكثر الكتب تأصيلاً على الإطلاق .. كل كتبكم الإلحادية لا ترقى لأن تقارن بتأصيل الكتاب المقدس وتاريخه وأصالته وصدق محتواه ووحدة بنائه مع إختلاف كتبته على مر العصور مما يثبت وحدة كاتبه وهو الله من خلال روحه القدوس .

إذا أردت أن تصل الى الحق ونوره - أقول إن أردت - فإدرس تحقق النبوات التاريخية فى الكتاب المقدس بكل دقة على مر العصور .. وهى نبوات لم يكن يتوقعها أحد ولم تخطر على قلب بشر .. إبحث فى النيت عن تحقق نبوات الكتاب المقدس .. ربنا يهديك ويهدى الجميع .[/quote]

قرأت هذا الكلام وسرحت بذهني : بماذا يختلف هذا الكلام عن خطاب الاسلاميين ضد (الملاحدة المارقين عليهم من الله ما يستحقون ) ؟ .. لو استعرنا مفردات اسلامية مكان المفردات المسيحية في مداخلة العزيز ابانوب فهي سيتغير شيء !؟ .. ألا يثبت هذا ما قلناه أكثر من مرة: العقل الديني واحد مهما تغير الشكل والقالب ! ..

البارحة تحديدا .. فتحت على قناة الحياة .. فوجدت حفلا جماهيرا منقولا من كنيسة مصرية في شبرا، والخطيب في القوم هو قس مسيحي اسمه - على ما اذكر - اميل بطرس .. الطريف في الأمر أن هذا القس كانت يتحدث بلغة ومواضيع تذكرنا بالدعاة الاسلاميين !! .. مخاطبة العاطفة .. افتعال حركات تمثيلية وتهدج في الصوت (تذكرنا بحركات عمرو خالد وخالد الجندي ومتولي الشعرواي ) .. تغييب العقل من خلال قصص المعجزات الخارقة لأشخاص عمي وبكم ومشلولين شفاهم المسيح بلمح البرق !! .. لغة مغرقة في العامية (في احدى الفقرات يتحدث عن أن المسيح خاطب امرأة قائلا: جرى ايه يا ولية !!!!!!!! :lol:) وكل خمس دقائق يرفع القس يديه ويصرخ عاليا بحركة استعارضية تمثيلية : المسيح حــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــي !!!!!!!!!!!!!!!!!! .. فيهلل الجمهور ويصرخون طربا !!! ..ولولا المفردات المسيحية التي كان يستخدمها لظننت أني أمام خطيب اسلامي !! ..

بخصوص ذكريا بطرس فلي رأي شخصي فيه:

تابعت الكثير من الحلقات التي قدمها هذا القس، ومن الواضح أن نقده للاسلام يفتقر الى منهجية علمية واضحة، فهو يعتمد على أقوال وتفسيرات فقهية يسهل أن تجد من يردها ويرفضها، ناهيك عن اعتماده في الحلقات القديمة من برنامجه على عمل موسوعي انتجه مستشرقون وهو الموسوعة الاسلامية، ويبدو أن الرجل ظن أن هذا العمل اسلامي صرف ومقبول من المسلمين، بل حجة عليهم لمجرد أن اسمه : الموسوعة الاسلامية ! حيث يركز القس على كلمة (الاسلامية) وينطقها بطريقة تمثيلة مضحكة (عموما قل اعتماد القس على هذا المرجع .. ربما لأنه أدرك اخيرا خطأ الركون الى مصدر لا يمثل المسلمين اساسا !) .. ناهيك أن كل ما ينقده في الاسلام مردود عليه بالكامل، اذ يوجد في كتابه المقدس طامات غريبة تستدعي النقد، ومن الغريب ان يتجاهلها هذا القس ليصبح رجل العلم والاخلاق والعقلانية عندما يتعلق الأمر بالاسلام ! (كمثال: يتحرج الرجل من ذكر كلمة : نكاح بكل مشتقاتها الواردة في القرآن، ويراها كلمة قليلة الأدب وغير مهذبة !!! وينسى أو يتناسى كم المفردات الصريحة والفاضحة والفاحشة الواردة في كتابه المقدس !!!) ..

بعيدا عن منهجية الرجل يبقى لنا موقف ثابت: من حق زكريا بطرس أن ينقد الاسلام (بغض النظر عن قبولنا او اختلافنا مع منهجيته العلمية في النقد) ومن حقه أن يبحث في المصادر الاسلامية ويثبت ما يراه خطأ .. ومن واجب الاسلاميين ان يردوا ان شاؤوا الرد .. فكما يعطي المسلمون لأنفسهم الحق في نقد جميع أديان الأرض وفلسفات البشر، فعليهم أن يتوقعوا سماع نقد لدينهم، أما الازدواجية في المواقف التي تدفع المسلم الى قبول نقد المسيحية او اليهودية او البهائية بكل هدوء، ورفض نقد الاسلام بحجة أنه سب وشتم واهانة !! فهي ازدواجية تماما ..

بل ان شئنا الانصاف فان النقد الاسلامي لظاهرة زكريا بطرس تدين الواقع الاسلامي بشكل غير مباشر ! فما معنى أن يتبرم المسلمون من شخص واحد فقط قدم قراءة نقدية للاسلام، في مقابل جحافل من الكتب والمواقع، ناهيك عن عدد من القنوات الفضائية الاسلامية التي تقدم قراءة نقدية لكل من يخالف الاسلام !.. وكيف سنتقبل احتجاج المسلمين على كلام بطرس، ونتغاضى في ذات الوقت عن النقد الاسلامي اليومي والمكثف للدين المسيحي (القرآن كمثال الذي يكفر ويند بالمسيحيين ويرد على عقائدهم) ؟ .. اذا كان من حق عمرو اديب وغيره أن ينفعل ويتحج على نقد زكريا بطرس للاسلام فماذا عن ردة فعل المسيحي الذي يسمع نقد عقائده صباح مساء !؟ ..

من الواضح أن القضية باختصار صراع على قسمة الغنائم بين دينين متخاصمين لا غير ..

مع التحية ..

شهاب الدمشقي.