كالعادة، خطبة في الفضيلة والشرف والحشمة والحياء ورجم للآخرين لأنهم أكثر صراحة منا ...

يعني، هذه "قصيدة نبطية" تعبّر عن واقع الحال، فيها جميع عناصر الشعر والفن حتى لو لم تكن جيدة السبك.

فيها بعض الابتذال، أكيد، ولكن فيها "معاناة حسية وروحية" وتعابير شعرية تندّ عن هذه المعاناة، ولا يجوز لنا أن نحاكم "القصيدة" أخلاقياً"، فجمالية الشعر لا تخضع للمعايير الأخلاقية.

القصيدة إذاً لها ما لها، وعليها ما عليها، وإذا لم يكن بد من "محاكمتها" (تقييمها)، فيجب أن يتم هذا حسب معايير فنية صرفة، بعيدة عن مفاهيم "الحشمة والحياء والخجل والبذاءة" و"مش عارف شو"!!!

نأتي للفتاة ...

هذه الفتاة لم تفعل سوى رواية القصيدة.
حفظ قصيدة مثل هذه يقول بأن كلماتها لاقت صدى عند الفتاة. وهذا الصدى قد يشي بحالة "اشتهاء جنسي". ولكن "الاشتهاء الجنسي" أمر طبيعي جداً عند جميعنا، وما نؤاخذ هذه الفتاة عليه في العلانية، نتساهل به مع أنفسنا في سرنا. إذاً، فالفتاة لم تعرض لنا سوى "أنفسنا" بشكل واضح وجلي، ومن خلال قصيدة تقول ما يقوله الكثيرون منا لأنفسهم اذا ما اختلو بها في ساعة "شهوة".

ما الذي تبقى بعد كل هذا لنؤاخذ الفتاة عليه ونحاكمها بهذا الشكل الفج؟
إنها "العلانية" فقط. فالفتاة تجرأت أن تقول عبر القصيدة ما لا نجسر نحن على قوله في العلن، رغم أن هناك جزء كبير منا يفكر فيه (وهذا ليس غريباً طبعاً، فالجنس هو الحاجة الكبرى في حياتنا وليس هناك منا من يقوى على تجاهله).

هذه الفتاة إذاً "صريحة" أكثر منا، وجريئة أكثر منا، نحن الذين نجلس خلف شاشات الكمبيوتر ونحكم على الناس بالسقوط لمجرد أنهم كشفوا بطريقة غير مباشرة عن شهواتهم، مع أن كل واحد منا يكذب لو قال بأن حاله، في مرة أو في أخرى، لم يصل إلى "شبق الشاعر" أو "شهوة الفتاة". لعننا الله من كذابين مخادعين منافقين ...

واسلموا لصراحة جريئة (على رأي صديقنا اسماعيل أحمد)
العلماني