اقتباس:الديمقراطية تليق بكل الشعوب، فقط الإبل والمواشي والخرفان أو الخائف على مكاسبه أو الميئوس منه عقلياً يعتقد غير ذلك.
فقط من له مصلحة ببقاء الوضع على ما هو عليه من تخلف يقول بغير ذلك.
وتاريخ الأمم يُقاس بالسنين لا الأيام، وعلينا بسوريا أن نتعظ من تجربة العراق.. فالديمقراطية آتية لا محالة لأنها خلاصة تجربة الإنسانية جمعاء بدأت منذ آلاف السنين.
كلام مرفوض .
أنت هنا تجعل الديمقراطية غاية في حد ذاتها ، بينما هي وسيلة يراد منها تحقيق أكبر مقدار من العدل . وهذا يجعلها مرهونة بالمكان والزمان ونوع البشر وثقافتهم ، التي توضع فيه . الآن ، نحن هنا في السعودية ، نقوم بترشيحات للبلدية ، كأول حادثة من هذا النوع ، ولم تأتِ هذه الترشيحات الا بالظلم ، فظهرت التعصبات القبلية والعشائرية والمذهبية الدينية . وفي العراق لا يمكنك ان تنفي حدوث مثل هذا الامر .
الناس في هذه المنطقة ، بحاجة ، قبل ان تقدم لهم الديمقراطية ، أن يعرفوا ماذا يريدون وما هي حقوقهم ومصالحهم .
أما كون الديمقراطية" آتية لا محالة " وأنها " خلاصة التجربة البشرية " ، فهذا إيمان بحتمية تاريخية وجبرية صارمة . وهو لا يختلف ، إلا في الشكل ، مع من يقول : أن الشيوعية أمر حتمي لا مندوحة عنه .
فالديمقراطية ، ليست خلاصة التجربة البشرية ، بقدر ما هي خلاصة التجربة الغربية . إذ أن البشرية لا يحكمها قانون عام وتاريخ واحد .
والديمقراطية لا تعني أبدا : العدل . وليست تقتضيه ، ضرورةََ . بل هي وسيلة ، من وسائله ، إذا توفرت شروطها ، التي بدونها لن تؤدي إلا إلى ما سوى العدل ، وهو الظلم .
والتجربة الغربية ، ليست مثال ، مقدس ، خال من العلل والشوائب ، حتى نفرضه كغاية البشرية ، والمعبر عنها . كما أنه لا يمكن نقل منتجات تجربة أمة من الأمم ، منتجات تكونت في نتيجة ظروف اجتماعية وثقافية واقتصادية خاصة بهذه الامة . أقول : لا يمكن نقل منتج هذه الأمة إلى أمة أخرى بالفرض والإلزام ، وبحد السيف ، كما يفعل - أو يدعي انه يفعل - بوش . بل تقوم به تلك الأمة عن طريق مثقفيها ، الذي يبيئون هذه المفاهيم حسب حاجة امتهم لها ، لا ان تفرض عليهم من خارجها .
أخيرا ، ما نعلمه عن العراق ، ينقله لنا ما لا أثق بمصداقيته واتقائيته ، وهو الاعلام الموجه . والديمقراطية في العراق لم تكمل أسبوعا واحدا ، حتى نحكم ونقرر أن : الشعب ، قال كلمته فعلا .
شكرا