Array


لذلك نضع القرآن الكريم أمامنا ويدور عقلنا حيث دار كتاب الله عز وجل ونأخذ من الروايات ما يتفق مع كتاب الله ومع حقائق العلم. والروايات عمل بشري به الصواب والخطأ. فلا نرفضه كله ولا نقبله كله. وإلا لرفضنا كافة الأعمال البشرية لأنها في النهاية لابد من احتوائها على مظاهر النقص والخطأ. وهذا ظلم لأنفسنا عظيم.


[/quote]

كلام حكيم ، ذلك هو الهدى الحق ، فالعقل يخضع فقط لكلام الله خالق العقل ، أما كلام البشر فهو الذي يجب أن يخضع للتمحيص العقلي، وينبغي أن يتطابق مع الحق (الكتاب العزيز).
خلاصة القول : على الإنسان أن يتعظ بقصة آبينا آدم عليه السلام ،
كان على آدم أن يستخدم عقله في تعامله مع إبليس لكنه استقبل كلام إبليس بعاطفته فصدقه لما أقسم (وقاسمهما إني لكما لمن الناصحين)، واعتبر كلام إبليس كلاما صحيحا ، فماذا كانت النتيجة!!
أما لو أن آدم استخدم عقله لعرض كلام إبليس على عقله وتذكر موعظة الله له وتحذيره من إبليس بقوله : يا آدم إن هذا عدو لك ولزوجك) ، ولأدرك أن العدو لا ينصح بخير، ولأدرك بعقله أن الشجرة لو كانت شجرة الخلد الأبدي لأكل منها إبليس نفسه ولما احتاج أن يترجى الله أن ينظره إلى يوم يبعثون.

إذن فقصة آدم مع إبليس تطبق واقعا مع كل قوم يأتيهم رسول ، فالرسول وماجاء به يمثل موعظة الله ، وقوم الرسول مثلا لآدم، وبعد أن تتم موعظة الله ويرحل الرسول عن الدنيا يأتي الاختبار للناس بنفس طريقة اختبار آدم ، وتلك هي حكمة الله أن يشاء وجود الباطل إلى جانب الحق لأن الشيء يظهر حسنه ضده.
ولكن أكثر الناس تعاملوا مع الباطل كما تعامل آدم مع إبليس رمز الباطل . والضلال يزين للناس بشتى الوسائل (كما زين لآدم بقسم إبليس) : فلان قديس كلامه إصحاح أو صحيح ، وفلان ثقة وعدل ...
هذه كلها تبريرات وتحليلات عاطفية قد تصيب أحيانا وتخطئ أخرى ، أما الحق اليقين هو التحليلات العقلية التي تتفق تماما مع كلام الله.
فلان هذا ليس إلها عزيزا حكيما ، فقد يخطئ وقد يصيب ، ولا نتهمه بتعمد الخطأ ، فقد ينقل الخبر بحسن نية ظنا منه أنه مصيب وهو غير صائب.
مثلا : كنت في امتحان مادة الرياضيات ، وجاءتك مسألة ، فهل إذا قال لك زميل لك إن نتيجة المسألة هي كذا وكذا ...
هل تعتبر كلام زميلك هو الحق أم تستحضر القاعدة التي درستها فتتبين إن كان كلامه صحيح أم خاطئ.؟