الأخ العزيز العارف

أرحب بتواجدك معنا هنا لكي نستفيد من المناقشة معك فيما تطرحه ولعله استوقفني من نقاشك الثناء منك للدكتور محمد كامل حسين وبما كتب ، والحقيقة أنني ورغم تقديري لهذا الدكتور وما قدمته من إسهامات جبارة حول الفكر الإسماعيلي إلا أن لي عليه مأخذ عديدة وجدت أن الدكتور قد جانب الصواب فيها ورأيت منه تحامل غير مبرر ضد الإسماعيلية المستعلية وضد أئمتها حتى أنه يصف بعضهم بالمجون والتغزل بالنساء ، وهذا لم نعهده منه أن يلقي الكلام على عواهنه دون دليل ملموس على ما يدعيه من إفتراء مكذوب ، ولعل الملاحظ عليه أن أسلوبه قد تغير في الكتب التي ألفها في أخر عمره ومنها كتابه (( طائفة الإسماعيلية )) الذي سيكون لي توقف وتعليق على كل التهم التي أوردها فيه سواءاً كان ذلك بجهل منه أو بتعمد لتتضح الصورة للجميع ويكونون على بينه منها .

لعل من أهم ما استوقفني كثيراً عندما أجده لم يلتزم الحياد بين جميع فرق الإسماعيلية ويكون رأيه فيها متجرد ونزيهه ، بل أختار أحدها وجعلها الصحيحة وأن الإمام الذي تنسب له أنه إمام الحق المنصوص عليه ، ونحن لا ندري على ماذا بنى تلك الصحة ، إذا كنا نعلم أن من حافظ على تراث المذهب وكانت لها ولدعاتها اليد الطولى في العلم والإسهام فيه بحظ وافر، لم تكن تلك الفرقة التي يدعي الحق لها ، بل أن جل العلوم والكتب التي ألفها أئمه المذهب ودعاتها السابقين كرسائل إخوان الصفا وراحة العقل وغيرها لم يقف على معانيها و يشرحها الشرح العميق والواضح إلا دعاة المذهب الذي ينكره وينكر أئمته وفضل علماءه ودعاته . ولعلنا لا ننسى له تحامله أيضاً على أحد رموز المذهب السابقين والذي حقق بعض كتبه وهو القاضي النعمان بن محمد حيث سيكون لنا قريباً وقفه حول ما قاله عنه.

إن ما أختم به القول : إننا كنا نتمنى أن هذا الدكتور الجليل لم يقحم نفسه فيما لا يعرفه حتى وإن قيل أنه رائد العلم عن الفكر الإسماعيلي وأول من طرقه إلا أنه مع ذلك كان ينقصه الكثير عما خاض القول فيه وهو يجهله ، وكنا سنلتمس له العذر في ذلك لو أنه إلتزم الصمت حيال ما لا دراية له فيه أو ما لم تتضح له الصورة عنه ، بدلاً من ذكره لكلام ممجوج وغير مستساغ لا يمت للواقع بصله ، سواءاً كان ذلك بإجتهاد منه أو بنقله من بعض الكتب التي لا يعول عليها لأن مؤلفيها كتبوها بدافع التعصب المذهبي المقيت وهم أصلاً كانوا من وعاظ السلاطين الذين يستجدون عطاياهم وهباتهم حتى لو كان ذلك في منظورهم على حساب الصدق ومجانبة الحقيقة .

ولعل السؤال الذي يطرح نفسه : ما الدوافع الكامنة التي جعلت الدكتور محمد كامل حسين يغير النهج والإسلوب في كتاباته في أواخر حياته ؟

وعموماً سيتضح كل شيء من خلال ما كتبه ، فلا بد أن نجد من عباراته ما سيقودنا لمعرفة هذه الدوافع .

(((***)))

الأخ إبراهيم

كل عام وأنت بألف خير

شكراً لوضعك لرسالة مختصر الأصول . ونطمع لكرمك أخي العزيز بأن تجد وسيلة توصلك لتصوير رسالة الرسوم والإزدواج والترتيب للداعي عبدان بن عبيد من المعهد الإسماعيلي بلندن ، فهى مخطوطة باعها أحد أبناء المرحوم زاهد علي ، مع جميع المخطوطات التي كانت في مكتبه والده ، و رغم أن المذكور في العلن أنه قد أهداها للمعهد الإسماعيلي ، وسبقه لذلك الدكتور عباس همداني في بيعه لمكتبه والده حسين فيض الله همداني لنفس المعهد أيضاً .

كما أن لدي تسأول حول رسالة مختصر الأصول أسألك عنه فيما بعد .

دام الجميع بخير