{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 5 صوت - 4.2 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
تصــــدع العالم .
بهجت غير متصل
الحرية قدرنا.
*****

المشاركات: 7,099
الانضمام: Mar 2002
مشاركة: #11
تصــــدع العالم .
أزمة الدولة القومية .
Array " لقد أصبح النظام الدولي هو أكثر النظم السياسية افتقارا إلى الإستقرار" .برتران بادي- مفكر فرنسي
[/quote]
كانت الدولة القومية و حتى سنوات قريبة تعد وحدة البناء الأساسية للمجتمع الدولي ، و لم يكن متصورا الحفاظ على التوازانات الرئيسية لهذا المجتمع سوى عن طريق تنظيم محكم للعلاقات بين تلك الدول ، وهل الدبلوماسية و حتى الحروب ذاتها سوى تعبير عن العلاقات بين اللاعبين الدوليين ، هذه الفرضية المحورية في بناء العالم الذي عرفناه منذ 350 عام تقريبا لم تعد سارية في الوقت الراهن ، فلم تعد الدولة هي العنصر الوحيد في النظام الدولي ، فبالإضافة للدول ظهر لاعبون آخرون مثل المشروعات متعددة الجنسيات و المؤسسات الدينية عابرة للمجتمعات ، و جماعات الضغط عبر القومية ، و الهيئات و المنظمات الدولية ، كل هذا أدى إلى تضاءل فرصة و ضع القواعد الدولية و الإلتزام بها ، كما تقل فرص منع الصراعات أو حتى مجرد إدارتها بشكل عقلاني ، فمع تعدد اللاعبين يبدوا النظام الدولي وقد أصيب بحالة من الفوضى الضاربة ، هذه الحالة الفوضوية هي نتيجة طبيعية للصعوبة في تحديد هوية اللاعب و السيطرة عليه ، فالأمر أصبح كما لو أن المتفرجين هبطوا إلى ملعب كرة القدم وراحوا يركلون الكرة مع اللاعبين ، و بدلا من عدد محدود من اللاعبين أصبح النظام الدولي يتكون من عدد لا نهائي نجدهم يتحركون جميعا في نفس الوقت ، هذا النظام نشاهده يتغير تحت أنظارنا و لكننا لا نستطيع تقنينه أو متابعة مساراته .
من يتابع النظرية السياسية في مراكزها و مرجعياتها سيجد أنه لا يوجد اتفاق بعد على نموذج قياسي يمكن أن يربط مكونات النظام الدولي و فعالياته ، هناك أيضا من يبالغ و يتحدث عن عودة النمط الإقطاعي ، و أن العالم سيغرق في عصور طويلة من الفوضى ، و أنه سيعود إلى قوانين البقاء الطبيعية بقسوتها المطلقة ، و لكن التاريخ الإنساني المعروف لنا على الأقل يشيع بيننا نوعا من الأمل ، فالعقلانية و الرغبة في البقاء كثيرا ما تقدمتا الصفوف و أمسكتا بالمقود و الدفة ، و النتيجة هي أنه بالرغم من أن النظام العالمي و على عكس المتوقع – من وجود قوة عظمى واحدة- يتجه إلى الفوضى و مظاهر الإنفجار و ليس إلى الإنضباط و السيطرة ،فإن هناك أمل قائم في أنه سيمكن للبشرية أن تعيد النظام للعالم من جديد .
إن المجتمعات المركزية كبيرة و متوسطة الحجم و التي لا تمتلك قوى ذاتية كبيرة مثل كثير من دول العالم النامي كمصر و إندونسيا و الهند ، هي أحوج المجتمعات إلى توفير نماذج قوية من الدولة القومية ، فبدونها تتعرض تلك المجتمعات للتدمير ، أما لماذا تواجه الدولة في الوقت الراهن أزمات عديدة تهدد وجودها ذاته لصالح لاعبين جدد ، فهناك العديد من الأسباب .
1- علينا أن نتذكر أن نموذج الدولة هو مغامرة فريدة في التاريخ لم تتكرر خارج أوروبا ، هذا النموذج جرى تعميمه في العالم ،و لكن غالبا بدون تحقيق النضج الحضاري الضروري لتبنيه ، لقد اكتسب النموذج قوته أساسا بسبب تعميمه نتيجة للنفوذ الغربي ،و مع ضعف هذا النفوذ أصبحت الدولة القومية مطالبة بالثبات نتيجة قوتها الذاتية و هذا لم يتحقق في كثير من الحالات .
2- فكرة الدولة القومية غير راسخة في عقلية كثير من الشعوب خاصة في آسيا و إفريقيا ، و الحديث عن شيء قريب من العقد الإجتماعي على النمط الذي وضعه هوبز Hobbes و صاغة جان جاك روسو يبدوا بلا معنى في الشعوب الإسلامية الأصولية مثلا حيث النص لا الفرد هو محور المجتمع ، فالإنسان في تلك المجتمعات يعطي ثقة محدودة في الدولة التي يكتفي غالبا بالغناء لها و تحية العلم ، و لكنه لا يجد نفسه سوى داخل شبكة الإنتماء الجماعية الخاصة به ، كالقبيلة و العشيرة و الطائفة الدينية و الإقليم ، و يؤدي تعدد الإنتماءات إلى عرقلة ممارسة الدولة للسلطة و السيادة و احتكار ( العنف المشروع ) .
3- تعارض نموذج الدولة مع الثقافات المحلية القوية كما هو الحال بين اليهود و المسلمين ، ففي تلك المجتمعات يظهر فهم خاص للسياسة باعتبارها أداة لممارسة الدين ، و هذه الرؤية تؤدي إلى معضلة غير واضحة لدى معظم السياسيين و المفكرين و بالطبع غير مفهومة مطلقا لدى العامة ، أمام تلك المعضلة هناك حلان : الأول هو إعطاء الأسبقية للثقافة المحلية سواء بشكل إيحيائي كإيران أو بشكل تقليدي كالسعودية ، أما الحل الثاني فهو تبني الطبقة الحاكمة للمارسات السياسية و الدبلوماسية الغربية ( المعولمة ) مخاطرة بعدم فهم الجماهير لها ووصمها كسلطة خائنة و عميلة أو كافرة ، وهذا هو الحال السائد في مجتمعات أصولية ذات سلطة شبه علمانية مثل مصر و باكستان و الجزائر ، في هذه الحالة تتاح الفرصة لنشأة كيانات فرعية مستقلة كثقوب سوداء خارج سلطة الدولة تلعب بأوراقها الخاصة على المسرح الدولي ،و لعل أوضح الأمثلة هي حركة الإخوان المسلمين في مصر و تنظيم القاعدة السعودي .
4- إنتشار اللاعبين الذين يفلتون من سيادة الدولة بحكم الواقع ، و هؤلاء يزدادون بقوة ثورة الإتصالات و عولمة الإعلام ،و هناك أمثلة عديدة لذلك فكثير من أقباط المهجر يشكلون تجماعات و مراكز ضغط خاصة بهم و تحاول أن تؤثر على مجريات الأمور في الوطن القديم .
5- التدفقات المستمرة من الأفكار و الأيديولوجيات و القيم و المعايير و التدفقات الثقافية الدينية و الفكرية ،و قدرتها الهائلة على اختراق الحدود و الإفلات من رقابة الدول ، بل و من البنية الأساسية للنظام الدولي ، كما نشاهد في انتشار دعايات القاعدة رغم تجريمها في كل الدول تقريبا ، و صاحب ذلك ظاهرة تبدوا محيرة هي قدرة الفرد على أن يلعب دورا بارزا في مجال العلاقات الدولية ، هذه القدرة تزداد سهولة باستمرار بينما تزداد قدرة الدولة على السيطرة والرقابة صعوبة ، مما يتيح للأفراد أو بعضهم مواردا تجعل منهم لاعبين مهمين على المسرح الدولي ، ومن أوضح الأمثلة حالة مثل ابن لادن و الظواهري و القرضاوي .
6- أن الدولة تفقد قوتها و ربما هويتها حتى في الغرب ، فالدولة كأي مؤسسة إجتماعية أخرى نشأت لكي تلبي احتياجات زمنية بعينها ، و لكنها ليست حلا نهائيا فلا يوجد مثل ذلك الحل النهائي ، سنلاحظ أن الدولة كمؤسسة أخذت تنمو منذ تأسيسها و تمد ظلها إلى مجالات عديدة أمنية و إجتماعية و اقتصادية ، حتى وصلنا إلى دولة الرفاه كنموذج أقصى من نمو الدولة ،و لكن هذا الدور أخذ يتناقص باستمرار تاركة مهامها للحيز الخاص ، و يعود ذلك لأسباب عديدة منها عدم مصداقية الدولة إقتصاديا و عدم قدرتها على التصدي للتأثيرات الإقتصادية للعولمة أو التحكم في البورصات ، أما في المجتمعات النامية فقد وجهت الدولة بالفساد و الأنشطة الإقتصادية الغير رسمية .
7- تفاقم الإرهاب الدولي و فشل الدولة في التصدي له في كثير من الحالات كما يحدث في العراق ،وهذا يؤدي كثيرا إلى كسر الإحتكار الأمني للدولة ،و تشجيع ترتيبات الحماية الخاصة و المحلية كما يحدث في ( صحوة العشائر ) في المناطق السنية في العراق ،وكما حدث كثيرا في الجزائر و أمريكا الجنوبية عن طريق تسليح السكان المحليين و تشجيعهم على تشكيل ميليشيات للحماية من الأعمال الثورية / الإرهابية .
يبقى اأن نؤكد أنه طالما كان النظام العالمي يبتعد باستمارا عن النمطية التقليدية ،و ان هناك الكثير من المستحدثات سواء المؤكدة او المحتملة ، فعلينا أن نعيد بناء معرفنا و أساليب فهمنا و تناولنا للحقائق و الظواهر حولنا ، و يبقى الحوار العقلاني هو أفضل اداة للوصول إلى الحقيقة أو قريبا منها .
(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 01-02-2008, 08:36 PM بواسطة بهجت.)
01-02-2008, 08:31 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
تصــــدع العالم . - بواسطة بهجت - 12-30-2007, 05:20 PM,
RE: تصــــدع العالم . - بواسطة بهجت - 09-02-2009, 04:10 AM,
RE: تصــــدع العالم . - بواسطة هاله - 09-03-2009, 09:43 PM,
RE: تصــــدع العالم . - بواسطة بهجت - 09-04-2009, 06:47 PM,
RE: تصــــدع العالم . - بواسطة هاله - 09-04-2009, 08:32 PM,
RE: تصــــدع العالم . - بواسطة بهجت - 09-05-2009, 10:46 AM,
تصــــدع العالم . - بواسطة طنطاوي - 12-30-2007, 06:20 PM,
تصــــدع العالم . - بواسطة بهجت - 12-31-2007, 01:59 AM,
تصــــدع العالم . - بواسطة Beautiful Mind - 12-31-2007, 07:01 AM,
تصــــدع العالم . - بواسطة Awarfie - 01-01-2008, 12:29 PM,
تصــــدع العالم . - بواسطة بهجت - 01-01-2008, 06:37 PM,
تصــــدع العالم . - بواسطة قطقط - 01-01-2008, 08:48 PM,
تصــــدع العالم . - بواسطة neutral - 01-01-2008, 10:18 PM,
تصــــدع العالم . - بواسطة قطقط - 01-01-2008, 11:17 PM,
تصــــدع العالم . - بواسطة بهجت - 01-02-2008, 03:51 PM,
تصــــدع العالم . - بواسطة بهجت - 01-02-2008, 08:31 PM
تصــــدع العالم . - بواسطة قطقط - 01-03-2008, 01:19 AM,
تصــــدع العالم . - بواسطة Awarfie - 01-03-2008, 02:35 AM,
تصــــدع العالم . - بواسطة Awarfie - 01-03-2008, 03:41 AM,
تصــــدع العالم . - بواسطة حسام يوسف - 01-03-2008, 05:38 PM,
تصــــدع العالم . - بواسطة بهجت - 01-03-2008, 10:55 PM,
تصــــدع العالم . - بواسطة قطقط - 01-04-2008, 12:10 AM,
تصــــدع العالم . - بواسطة بهجت - 01-04-2008, 04:52 AM,
تصــــدع العالم . - بواسطة Beautiful Mind - 01-04-2008, 09:38 AM,
تصــــدع العالم . - بواسطة Beautiful Mind - 01-04-2008, 10:54 AM,
تصــــدع العالم . - بواسطة بهجت - 01-04-2008, 04:00 PM,
تصــــدع العالم . - بواسطة حسام يوسف - 01-04-2008, 04:26 PM,
تصــــدع العالم . - بواسطة قطقط - 01-04-2008, 05:22 PM,
تصــــدع العالم . - بواسطة حسام يوسف - 01-04-2008, 05:34 PM,
تصــــدع العالم . - بواسطة Beautiful Mind - 01-05-2008, 02:46 AM,
تصــــدع العالم . - بواسطة طنطاوي - 01-05-2008, 08:40 AM,
تصــــدع العالم . - بواسطة طنطاوي - 01-05-2008, 08:45 AM,
تصــــدع العالم . - بواسطة بهجت - 01-05-2008, 12:59 PM,
تصــــدع العالم . - بواسطة Beautiful Mind - 01-05-2008, 02:43 PM,
تصــــدع العالم . - بواسطة حسام يوسف - 01-05-2008, 02:56 PM,
تصــــدع العالم . - بواسطة Beautiful Mind - 01-06-2008, 02:41 AM,
تصــــدع العالم . - بواسطة حسام يوسف - 01-06-2008, 03:29 AM,
تصــــدع العالم . - بواسطة حسام يوسف - 01-06-2008, 06:59 PM,
تصــــدع العالم . - بواسطة بهجت - 01-06-2008, 09:21 PM,
تصــــدع العالم . - بواسطة حسام يوسف - 01-06-2008, 09:55 PM,
تصــــدع العالم . - بواسطة بهجت - 01-07-2008, 04:29 AM,
تصــــدع العالم . - بواسطة حسام يوسف - 01-07-2008, 04:48 AM,
تصــــدع العالم . - بواسطة بهجت - 01-07-2008, 05:46 AM,
تصــــدع العالم . - بواسطة حسام يوسف - 01-07-2008, 06:27 AM,
تصــــدع العالم . - بواسطة بهجت - 01-07-2008, 06:45 AM,
تصــــدع العالم . - بواسطة حسام يوسف - 01-07-2008, 04:43 PM,
تصــــدع العالم . - بواسطة طنطاوي - 01-07-2008, 06:14 PM,
تصــــدع العالم . - بواسطة حسام يوسف - 01-07-2008, 07:53 PM,
تصــــدع العالم . - بواسطة بهجت - 01-07-2008, 08:19 PM,
تصــــدع العالم . - بواسطة حسام يوسف - 01-07-2008, 09:13 PM,
تصــــدع العالم . - بواسطة حسام يوسف - 01-08-2008, 12:13 AM,
تصــــدع العالم . - بواسطة بهجت - 01-09-2008, 08:34 PM,
تصــــدع العالم . - بواسطة حسام يوسف - 01-09-2008, 08:58 PM,
تصــــدع العالم . - بواسطة بهجت - 01-11-2008, 07:56 PM,
تصــــدع العالم . - بواسطة قطقط - 01-12-2008, 12:19 AM,
تصــــدع العالم . - بواسطة بهجت - 01-13-2008, 12:42 AM,
تصــــدع العالم . - بواسطة قطقط - 01-13-2008, 01:03 AM,
تصــــدع العالم . - بواسطة بهجت - 01-14-2008, 02:20 AM,
تصــــدع العالم . - بواسطة قطقط - 01-15-2008, 12:48 AM,
تصــــدع العالم . - بواسطة بهجت - 01-16-2008, 04:17 PM,
تصــــدع العالم . - بواسطة بهجت - 01-18-2008, 04:32 PM,
تصــــدع العالم . - بواسطة حسام يوسف - 01-19-2008, 05:07 AM,
تصــــدع العالم . - بواسطة بهجت - 01-20-2008, 09:18 AM,
تصــــدع العالم . - بواسطة بهجت - 01-23-2008, 12:49 PM,
تصــــدع العالم . - بواسطة القرمطي - 02-03-2008, 10:03 AM,
تصــــدع العالم . - بواسطة بهجت - 02-04-2008, 07:15 PM,
تصــــدع العالم . - بواسطة القرمطي - 02-06-2008, 02:11 PM,
تصــــدع العالم . - بواسطة بهجت - 02-11-2008, 08:01 PM,
تصــــدع العالم . - بواسطة بهجت - 02-15-2008, 06:58 PM,
تصــــدع العالم . - بواسطة قطقط - 02-15-2008, 11:31 PM,
تصــــدع العالم . - بواسطة بهجت - 02-16-2008, 01:31 PM,
تصــــدع العالم . - بواسطة قطقط - 02-17-2008, 12:11 AM,
تصــــدع العالم . - بواسطة بهجت - 02-17-2008, 05:57 AM,
تصــــدع العالم . - بواسطة بهجت - 02-19-2009, 01:01 AM,

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  كأس العالم : لكل العالم... يا عالم.... أبو إبراهيم 12 3,261 06-27-2006, 08:48 AM
آخر رد: أبو إبراهيم

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS